ثاني أقوى دوري بأفريقيا.. ما أسباب تراجع شغف الجماهير المغربية بالبطولة الاحترافية؟

14 فبراير 2025 - 06:00

على الرغم من تصنيف الدوري المغربي لكرة القدم كثاني أفضل دوري في إفريقيا، إلا أن الاهتمام الجماهيري بهذا الدوري يبدو في تراجع ملحوظ، فبعد أن كان الدوري المغربي محط أنظار الجماهير ومصدرًا رئيسيًا للشغف الكروي، أصبحت متابعته تفقد بريقها لدى شريحة كبيرة من المشجعين.

هذا التراجع في الاهتمام يثير تساؤلات عديدة حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، خاصة في ظل المكانة المرموقة التي يحتفظ بها الدوري على المستوى القاري.

غياب الفرجة وضعف التكوين

وفي هذا الصدد أكد المحلل الرياضي، عبد الرحيم أوشريف، أن مباريات البطولة الاحترافية لكرة القدم في المغرب فقدت جاذبيتها سواء في الملاعب أو عبر شاشات التلفاز، وذلك لعدة أسباب جوهرية تؤثر على متعة الفرجة وجودة الأداء، مضيفا أن كرة القدم تجذب الجماهير بفضل المتعة، الإثارة والنتائج المميزة، بصفة عامة، ولكن لتحقيق ذلك، يجب أن تتوفر عوامل عدة، أبرزها تركيبة بشرية قوية، مدربون قادرون على تبني أسلوب لعب مفتوح يبحث عن الأداء الجيد والنتيجة، بالإضافة إلى ملاعب عالية الجودة.

وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “العمق” إلى أن البطولة المغربية تعاني من ضعف في جودة اللاعبين، حيث لا يتجاوز عدد اللاعبين المتكاملين بدنيًا وتقنيًا في الفريق الواحد عددًا قليلاً، بينما يفتقر باقي اللاعبين للمستوى المطلوب. ويرجع المحلل هذا الوضع إلى ضعف التكوين في الدوري، وغياب مراكز التكوين المتطورة لدى الفرق، إلى جانب تهاون المسيرين الذين يركزون فقط على الفريق الأول دون العناية بتطوير القاعدة الأساسية للشباب.

ويضيف أوشريف أن هذا التراجع في المستوى ينعكس سلبًا على مستوى المباريات، حيث تصبح الفرق ضعيفة ويغيب الأداء العالي، ما ينعكس على غياب اللاعبين المحليين عن صفوف المنتخب الوطني. كما أن المدربين يعانون تحت ضغط المسيرين والجماهير الذين يركزون على النتيجة فقط، مما يجعل المدرب يبتعد عن أسلوب اللعب المفتوح ويفضل تبني خطط دفاعية عقيمة تهدف لتجنب الهزائم.

ويشير المحلل إلى المشاكل المالية التي تعاني منها الأندية، مما يؤدي إلى تقليص عمليات الانتقالات ويجبر الأندية على الاعتماد على لاعبين شباب لا يملكون التكوين الكامل. كما أن هجرة اللاعبين المحليين إلى الدوريات الخارجية بحثًا عن فرص أفضل زادت من تدهور مستوى البطولة.

ضعف تسيير العصبة وكثرة المشاكل الإدارية

وتطرق المحلل ذاته إلى تأثير تسيير العصبة الوطنية لكرة القدم للدوري المغربي بقسميه الأول والثاني، بعدما سلمته لها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مؤكدا أن الانتماء الكروي والتنافس بين المسؤولين أدى إلى توترات بين الفرق والجماهير، ما ساهم في تراجع البطولة. وتعتبر هذه المشاكل الإدارية من بين التحديات التي تواجه تحسين وضع البطولة المحلية.

ودعا أشريف إلى ضرورة إيجاد حلول فورية لتطوير البطولة الاحترافية، مشيرًا إلى ضرورة موازاة هذا التطور مع الحفاظ على مكانة المنتخب الوطني، الذي يعد من بين الأفضل على مستوى العالم. وشدد على أن الإصلاحات الإدارية وتحسين جودة التسيير هي الأساس لاستعادة مكانة الدوري المغربي كأحد أبرز البطولات في إفريقيا.

تأثير الإعلام والشغب

من جانب آخر، أشار أوشريف إلى أن ظاهرة الشغب في الملاعب تعد من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في ابتعاد فئة كبيرة من الجماهير، خاصة العائلات، عن حضور المباريات. فقد أصبحت الملاعب أماكن يتجنبها الكثيرون خوفًا من العنف والفوضى.

فيما يتعلق بالإعلام، لفت المحلل إلى أن هناك تقصيرًا في تسويق الأندية، حيث يفتقر المسيرون إلى السعي لجذب مستثمرين كبار، كما أن الإعلام الداخلي للأندية لا يجتهد في توصيل المعلومة بشكل فعال للجماهير. في الوقت نفسه، أصبح الإعلام الخارجي يركز على السلبيات والهفوات بدلًا من تسليط الضوء على الإنجازات والإيجابيات.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

فيلدا: طورنا أسلوب لعبنا.. ونسعى لإنهاء دور المجموعات في الصدارة

الاتحاد الأردني يؤكد استمرار السلامي خلال المونديال المقبل

لقجع: التساؤل عن جدوى تنظيم كأس العالم منطقٌ ضيِّق.. وحكيمي ينبغي استثماره في إشعاع المغرب