بصمت الأندية المغربية (الرجاء الرياضي والجيش الملكي) المشاركة في دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم على مستوى وأداء باهت أدى إلى إقصائهم من المنافسة، ما ألقى بظلال من الأسئلة حول مستوى الأندية المغربية في البطولة القارية.
بدأ نادي الرجاء الرياضي مشواره في المسابقة بتوقعات عالية، إلا أنه لم يستطع الصمود أمام ضغوط المنافسة، حيث اكتفى بالمركز الثالث في ترتيب مجموعته، ما أدى إلى خروجه المبكر من البطولة. من جانبه، قدم الجيش الملكي أداءً متذبذبًا في المسابقة، حيث تمكن من الفوز في مباراة الإياب أمام بيراميدز بهدفين دون رد، لكنه فشل في تعويض هزيمته الثقيلة في الذهاب (4-1)، ليودع هو الآخر المنافسة من دور ربع النهائي.
في هذا السياق، تحدث المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف عن الأسباب التي أدت إلى خروج ممثلي الكرة المغربية من المسابقة، مؤكدًا أن الإقصاء كان متوقعًا بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يمر بها الفريقان، وخاصة فيما يتعلق بالتسيير الداخلي. وأوضح أوشريف أن التغيير الجذري في إدارة نادي الرجاء، بالإضافة إلى قلة الاستقرار الفني والتقني بسبب تعدد تغييرات المدربين، كانت من الأسباب الرئيسية لهذا الخروج المبكر.
كما أشار إلى أن تركيبة الفريقين لم تكن قوية بما فيه الكفاية للمنافسة على الألقاب القارية، إذ تضم أغلب اللاعبين الذين يخوضون تجربة دوري الأبطال لأول مرة. وأكد أن التنافس في دوري أبطال أفريقيا يتطلب خبرة وتجربة كبيرة، وهو ما لم يتوفر في الفريقين هذا الموسم.
ولم يقتصر الحديث على المشاكل الداخلية للأندية، بل أشار أوشريف إلى ضعف المستوى الفني للبطولة الوطنية هذا الموسم، نتيجة للأزمات التي تشهدها الأندية المغربية، بما في ذلك المنع من الانتدابات. وأوضح أن هذا التأثير كان واضحًا على الفرق المشاركة في المنافسات الأفريقية، حيث أن الفرق التي كانت تحقق الألقاب القارية في الماضي كانت مدعومة ببطولة وطنية قوية ومنافسة.
وفيما يتعلق بأداء الأندية المغربية هذا الموسم، أضاف أوشريف أن البطولة الوطنية تعيش أسوأ مواسمها، ما أثر بشكل مباشر على مستوى فرقها في دوري الأبطال. ورغم تراجع مستوى الأندية، إلا أن نادي نهضة بركان كان الاستثناء الوحيد، حيث يعتبر فريقًا متكاملاً بعد تتويجه بلقب الدوري المغربي على بعد خمس جولات من نهاية الموسم، بالإضافة إلى اقترابه من التتويج بلقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية.
ختامًا، أشار أوشريف إلى أن ضعف البطولة الوطنية، وتجربة اللاعبين المحدودة، بالإضافة إلى غياب الاستقرار الإداري والفني، ساهمت بشكل كبير في تراجع أداء الأندية المغربية في المنافسات القارية، وخاصة دوري أبطال أفريقيا.