الساعة العاشرة صباحا من كل يوم تصادف خروج من أنهوا عقوبتهم الحبسية بالسجن المحلي عين السبع "عكاشة" بمدينة الدار البيضاء، حركة غير عادية في الخارج، وبالداخل يدب الذعر في أوصال الجسد.
جريدة "العمق" سبرت أغوار السجن المحلي "عكاشة" لتنقل الوجه الآخر لشغب الملاعب بلقاء نزلاء المؤسسة المعتقلين على خلفية أحداث رافقت مباريات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
فوارق الداخل والخارج
وصولك إلى جنبات السجن يعني لكل من تقابله خروج محتمل لقريب من غياهب السجن، أو زيارة لمعتقل بالمكان، أمر يدفع بائعي الأكياس البلاستيكية الكبيرة إلى مقابلتك من أجل اقتنائها لأنها الوحيدة التي يمكن إدخالها إلى السجن وفق الشروط المحددة لزيارة السجناء.
الدخول إلى السجن يشعرك بترقب وفضول وتفاعلات كل من بالمكان، مما يرفع من وثيرة "الذعر" والتساؤلات والانطباعات التي تشكلت مع تعاقب القصص والحكايات التي مرت على مسامع الفرد على مر السنون، وترفع من حماسة اكتشاف المكان.
الفضاء كئيب حزين، أو هكذا يخيل لكل من يعيش الحرية ودخل لاكتشاف المكان، له أسلوب ونمط عيش وتحركات محسوبة بالدقة والتفاصيل، ولقاء السجناء يربك كل الترتيبات المعدة سبقا لإجراء مقابلة ما.
عقاب "الانتظار"
سماء السجناء ملبدة بغيوم التوقعات بعدما أعياهم الانتظار ونهاية العقوبة الحبسية التي لم يعرفوا بعد مدتها بعد أشهر طويلة من الاعتقال في انتظار صدور الأحكام، وفق ما صرحوا بذلك لجريدة "العمق".
تغيرت نظرتهم لكرة القدم واستوعبوا الدرس جيدا والطريق الصحيح لمشاهدة حب يتجاوز الرومانسية ويخترق العقل أكثر من أي إدمان آخر، اسمه كرة القدم، وبعدما أعياهم الزمن والوقائع الروتينية وأتعبتهم دموع الأمهات بسب وجع حل كالصاعقة.
حزن وألم وندم
نزلاء السجن المحلي 1 ممن قابلتهم جريدة "العمق" عبروا بكل الطرق الممكنة عن ندمهم مما وقع، مؤكدين ان الإعتقال جعلهم يفهموا جيدا الطريق الصحيح لحضور مباريات كرة القدم.
وعبر سجناء الشغب الرياضي، على أن طبيعة الألم والندم الذي يعيشونه بسبب كرة القدم لا يمكن وصفه باي حال من الأحوال، وأن ما تعيشه أسرهم يزيد حجم الحزن والكآبة واليأس لديهم.
حلول وأحلام
المحامي بهيئة الدار البيضاء محمد شمسي، أوضح في حوار مع جريدة "العمق" أن قضايا شغب الملاعب مركبة ومعقدة بالنظر لعدد الأشخاص الذين يتابعون بشأنها والفعل المنسوب لهم والذي قد يتجاوز الجنحة إلى جناية.
من جهته الباحث في السياسات الرياضية بالمغرب، حمزة الكوندي، قال إن العقوبة الزجرية المتعلقة بالسجن ليست حلا بل قد تكون آخر الحلول لأنها تضعنا امام بناء مشروع جديد لمجرم.
وأشار المحامي شمسي في حديثه للعمق أن ملف شغب الملاعب يخضع لجميع الإجراءات المسطرية التي تمر عبرها جميع الملفات وان القانون يسمح للمتهم بإستئناف عبر مراحل التقاضي المتاحة.
