الشغب يُفسد قمة الماط والوداد.. مواجهات وإصابات داخل وخارج الملعب (فيديوهات)

09 يناير 2023 - 09:30

عادت ظاهرة الشغب الرياضي إلى واجهة الأحداث من جديد، لكن هذه المرة بمدينة تطوان، حين أفسدت أحداث الشغب والاعتداءات والسرقة قمة الجولة الحادية عشرة من البطولة الاحترافية لكرة القدم، بين المغرب التطواني وضيفه الوداد الرياضي.

وبالرغم من أن جماهير "الماط" والوداد تجمعهم علاقات طيبة تصل إلى مستوى استضافة الجماهير الوافدة في منازل مشجعي أصحاب الأرض لدى الطرفين، إلا أن ما وقع بتطوان، اليوم الأحد، عكَّر كل الماضي الجميل الذي امتازت به علاقة الجانبين.

وبدأت أحداث الشغب منذ الصباح الباكر، حين قام مجموعة من المشجعين المحسوبة على فريق الوداد، باعتراض سبيل المارة وسرقتهم والاعتداء عليهم بالضرب، واقتحام محلات بيع الأغذية والمخبزات وسرقتها بشكل جماعي.

كما قام المعتدون بتخريب سيارات وواجهات محلات ومنازل، داخل أحياء قريبة من ملعب "سانية الرمل" وأخرى بعيدة عنه، وهو ما أثار رعبا وهلعا في صفوف الساكنة، فيما دفعت هذه الأحداث عددا من المحلات إلى إغلاق أبوابها.

وأرخت هذه الأحداث بظلالها على المباراة، حيث بدا واضحا مستوى الاحتقان بين جماهير الفريقين من خلال الشعارات التي تُرفع، قبل أن ينتقل الشغب إلى مدرجات ملعب "سانية الرمل" بعد دقائق من بداية الشوط الثاني.

فقد عمد مشجعو الوداد والماط إلى تبادل الشرق بالحجارة والكراسي والقارورات والألواح، ما تسبب في حدوث تدافع في المدرجات كاد يتطور إلى مأساة، قبل أن تتدخل قوات الأمن بالقوة لفض المواجهات وإجراء تعزيزات أمنية بالمدرجات.

ودفعت هذه الأحداث حكم المباراة، محمد النحيح، إلى إيقاف اللعب لزهاء 10 دقائق، كما حاول لاعبو الفريقين تهدئة الجماهير، فيما أظهرت مقاطع فيديو نقل عدد من المشجعين المصابين من الطرفين إلى مستشفى "سانية الرمل" عبر سيارات الإسعاف.

وبعد انتهاء المباراة، انتقلت أحداث الشغب إلى خارج الملعب، حيث حاول مشجعون محسوبون على فريق المغرب التطواني، اعتراض نظرائهم الوداديين أثناء مغادرة المدينة، وسط استنفار أمني كبير.

وشهدت الطريق الدائرية المؤدية من ملعب "سانية الرمل" إلى المحطة الطرقية، ومخارج مدينة تطوان، رشق سيارات وحافلات تحمل جماهير الوداد بالحجارة، وسط مطاردات أمنية لتوقيف المتورطين، وأغلبهم قاصرين.

حصيلة الشغب

وفي حصيلة هذه الأحداث، أفادت ولاية أمن تطوان بأن العمليات الأمنية الاستباقية والنظامية التي جرت لتأمين المباراة، أسفرت عن توقيف 33 شخصا، من بينهم اثنين من القاصرين، وذلك قبل وأثناء وبعد المباراة.

وقالت ولاية الأمن إنه جرى توقيف المعنيين للاشتباه في تورطهم في حيازة الأسلحة والأدوات الحادة والراضة، واستعمالها في إلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة، فضلا عن التخدير وعدم الامتثال والرشق بالحجارة والعنف في حق عناصر القوات العمومية.

وكشفت أن أعمال الشغب والعنف أدت إلى تعرض 19 موظف شرطة و10 مشجعين لإصابات جسدية متفاوتة، أثناء محاولة تجاوز الإجراءات الأمنية بمحيط ملعب المباراة، نقلوا على إثرها للمستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية.

وبحسب المصدر ذاته، فقد مكنت هذه العمليات الاستباقية من ضبط مجموعة من الأسلحة البيضاء من مختلف الأحجام بحوزة عدد من المشجعين، والتي يشتبه في حيازتها بهدف استعمالها لأغراض الشغب والعنف المرتبط بالرياضة، فضلا عن تسجيل خسائر مادية بعدد من المركبات الخاصة، وكذا سيارتين تابعتين للشرطة وحافلة عمومية.

وتم إخضاع المشتبه فيهم للبحث القضائي الذي تجريه مصالح الشرطة القضائية بمدينة تطوان تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة لكل واحد منهم، وكذا التحقق من مستوى ودرجة تورط كل شخص منهم في الأفعال الإجرامية المرتكبة.

ويُرتقب أن تصدر لجنة التأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عقوبات قاسية في حق الفريقين بسبب أحداث الشغب، فيما عاد مطلب منع تنقل الجماهير خارج مدنها إلى الواجهة مجددا في ظل تجدد مثل هذه الأحداث في أكثر من مدينة.

يُشار إلى أن اللقاء انتهى بفوز الوداد على المغرب التطواني بثلاثية نظيفة، وقعها كل من رشدي ولاد عبد الوهاب بالخطأ في مرماه في الدقيقة 47، وزهير المترجي في الدقيقة 74، وارسين زولا في الدقيقة 85.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

متحدبا الجماهير.. تشافي مستمر في تدريب برشلونة حتى نهاية عقده

مونديال 2030.. المغرب يرصد قرابة 4 ملايير لتعشيب ملعبي أكادير ومراكش

رسميا.. المنتخب الجزائري يعلن انسحابه من البطولة العربية لكرة اليد للشباب المقامة في المغرب