الدوريات الكروية الرمضانية بين ضمان الإستمرارية وإكراهات الواقع

04 أبريل 2023 - 06:30

تعرف العديد من المدن المغربية ،إن لم نقل جلها، مع قدوم شهر رمضان الفضيل تنظيم دوريات في كرة القدم بملاعب الأحياء، والتي تجاوز البعض منها طابعها المحلي اللصيق بالحي، من خلال استضافة مشاركات من مناطق مجاورة.

وفضلا عن الاهتمام الذي باتت الدوريات الرمضانية تحظى به باعتبارها متنفسا يغتنمه ممارسو الكرة المستديرة قصد الاستمتاع وتزجية الوقت، مع الحفاظ على اللياقة البدنية خلال شهر رمضان، فقد باتت لا تقتصر فقط على الترفيه بل تجاوزته إلى خلق تآلفات بين فرق مجموعة من الأحياء من خلال وداديات أو جمعيات.

ولا تخلو ملاعب الأحياء، أثناء الاستعداد لاحتضان دوري رمضان، من متاعب وصعوبات تواجه المنظمين من جهة والفرق من جهة أخرى،بين إيجاد المكان المناسب قبل الشروع في التفكير في جائزة الدوري الذي له آلياته ونظامه والذي لايخلو هو أيضا من خلافات حول انتقال اللاعبين من فرق إلى أخرى وإغراء لاعبين آخرين للالتحاق بفريق معين أثناء الدوري الذي تنعدم فيه أحيانا وللضرورة القواعد الملزمة للفرق.

وفي هذا الصدد، أكد محمد لكرايدي، رئيس لجنة القوانين والأنظمة لدوري رمضان الحالي المنظم تحت إشراف العصبة الوطنية لفرق الأحياء، أن الملاعب تطرح العديد من الإكراهات على مستوى سلا، إذ لا تتوفر المدينة سوى على ملعبين واحد بحي الرحمة، ويعرف ضغطا كبيرا حيث تجرى على أرضيته مباريات فرق الهواة وهو الوحيد الذي يتوفر على المواصفات التي تؤهله لاحتضان مواجهات أندية العصب الجهوية، والآخر بحي سيدي موسى لا يستجيب للمعايير الضرورية .

وأضاف ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دوي رمضان لهذه السنة تحديدا يواجه صعوبات كبيرة على هذا المستوى حي لازالت منافسات العصبة جارية وهناك إقبال كبير من لدن الفرق التي ترغب المشاركة في الدوري، وهو ما يستوجب تدبيرا معقلنا لتجاوز العقبات المطروحة وذلك بتنسيق مع الجماعة الحضرية لسلا بطانة والمقاطعات المحلية والفرق التي تمارس في العصبة لإيجاد أرضية للتوافق.

وقال لكرايدي إن الاجتماعات التي تعقد منذ مدة مع كل هذه الأطراف المعنية أسفرت عن إيجاد بعض الحلول ومنها إجراء العدد الأكبر من المباريات التي تبلغ في الإجمالي 48 بملعب حي الرحمة، بينما سيتم توزيع ما تبقى منها على ملعبي سيدي موسى والمريسة وربما ملعب أبو بكر عمار الخاص بالجمعية السلاوية لكرة لقدم، أملا في تجاوز الإشكاليات التي تطرحها قلة الملاعب الجاهزة.

وتابع أنه بعد الانتهاء من تسجيل الفرق الراغبة في المشاركة تم برمجة 48 مباراة بينما الجماعة الترابية أقرت إجراء لقاء واحد في اليوم موزعة على 30 يوما ،أي طيلة شهر رمضان، لذلك يتم التفكير حاليا في إطلاق الدوري الرمضاني قبل موعده المعتاد حتى يتسنى إجراء المباريات الـ18 الأولى دون ضغط على الملعب المتوفر مؤقتا، وهي سابقة في تاريخ الدوريات الرمضانية التي تنطلق عادة مع بداية الشهر الفضيل.

وتضطلع اللجنة المنظمة لدوري الحي بعدة صلاحيات في إطار إشرافها على السير العادي للمنافسات، وتتمثل في تعيين الحكام وتغيير موعد المقابلة أو أيام المقابلات إذا اقتضت الحاجة والسهر على احترام الفرق لقانون كرة القدم المعمول به.

من جهة أخرى، أوضح محمد لكرايدي أن تنظيم دوري رمضان تسبقه العديد من الترتيبات بدء بالمساطر الإدارية والحصول على ترخيص من السلطات المحلية، ثم الاتفاق على الصيغة الملائمة والمعايير التي يتم بناء عليها اختيار الفرق التي ستشارك في المسابقة، وهذه المرحلة من التهىء واجهتها بدورها عقبات كثيرة حيث لم تعد هناك رؤية واضحة عن فرق الأحياء التي كانت تمارس قبلا ضمن جمعيات وعن مستواها بعد التوقف الذي شهدته الدوريات الرمضانية بسبب تفشي فيروس كورونا.

الجمعيات الرياضية، يضيف رئيس لجنة القوانين والأنظمة، التي دأبت على المشاركة في هذه الدوريات تعذر عليها ذلك هذه السنة لالتزامها بمنافسات العصبة ما دفع المنظمين إلى اعتماد التقسيم الجغرافي للمقاطعات وجرد الفرق الممثلة لها لاختيار الأجود منها بناء على الاستعداد البدني والتقني للاعبيها والتي تم حصرها في 24 فريقا يغطون المقاطعات الخمس التي تشملها عمالة سلا.

وبعد تحديد عدد الفرق يتم إجراء القرعة لبرمجة المواجهات والتي يجب أن تراعى فيها العديد من الشروط من بينها على الخصوص تفادي الديربيات المحلية لضمان الاحتكاك والمنافسة القوية وبالتالي منح المتتبعين فرجة أكبر.

وخلص لكرايدي إلى أن من بين الإكراهات ، فضلا عن إيجاد الملاعب الملائمة، هناك عائق الإمكانيات المالية المتكونة أساسا من مساهمات الفرق المتبارية في غياب محتضنين أو مستشهرين للدوري الرمضاني، والتي تبقى غير كافية، حيث غالبا ما لا تكفي لاقتناء الجوائز ودفع مستحقات الحكام وحراس الملعب الذين يسهرون على الأمن وتنظيم دخول وخروج الجمهور، وإقامة الحفل الختامي لتتويج الفائزين.

ويوجد خلف الواجهة الفعلية لكرة القدم الوطنية، التي تمثلها فرق ذائعة الصيت مثل الرجاء والوداد البيضاويين والجيش الملكي وغيرها، العديد من الشباب الذين يمارسون هذه اللعبة ضمن فرق الأحياء دون قيود وبكل حرية في كل بقعة خالية قد تصلح وقد لاتصلح أحيانا لممارسة لعبتهم المفضلة.

وينقل هؤلاء النجوم بالفطرة والخبرة قوانين الملاعب الحقيقية الكبرى إلى ملاعبهم في الأحياء والفضاءات الخالية وسط البنايات في انتظار من يكتشف مواهبهم لنقلهم إلى الملاعب المعشوشبة، وبالتالي وضع أولى الخطوات لتحقيق الحلم الذي يراود كل واحد منهم.

ولم تكن هذه الدوريات تقتصر عبر السنوات الماضية على اللاعبين الهواة، بل تعرف مشاركة لاعبين كانوا نجوما أو صاروا كذلك في وقت لاحق، حيث اشتهر البعض منها بمشاركة لاعبين كبار كأيقونة كرة القدم السلاوية موح والمهاجم الشهير محروس والمرحوم عبد المجيد الظلمي وبادو الزاكي ومصطفى الحداوي وفتحي جمال والسوادي وغيرهم.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

رئيس بركان: مباراة اتحاد العاصمة أصبحت من الماضي.. والشعباني متخوف من قلة تنافسية فريقه

حكيمي يتوج بلقب الدوري الفرنسي للمرة الثالثة على التوالي

الأمير مولاي الحسن يترأس الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للقفز على الحواجز