العنف في الملاعب.. الآفة التي تنخر كرة القدم الإيطالية

08 أبريل 2023 - 11:00

تعاني كرة القدم الإيطالية، التي تعتز بتاريخ مجيد ولاعبين ذاع صيتهم خارج الحدود الوطنية، علاوة على بطولة يتابعها الملايين عبر العالم، من آفة العنف في الملاعب التي تنخرها. إهانات وتوترات واشتباكات... عندما تبلغ المباراة ذروتها، تخطف المشادات بين الجماهير الأضواء عن اللعبة.

وعند نهاية مباراة ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا أمام يوفنتوس (1-1)، الثلاثاء الماضي في تورينو، تعرض الدولي البلجيكي لإنتر ميلان، روميلو لوكاكو، لسيل من الإهانات العنصرية. ومنذ ذلك الحين، اجتاحت موجة سخط قوية "الكالتشيو" الذي طغى عليه العنف مرة أخرى.

وعلى إنستغرام، كتب لوكاكو "التاريخ يعيد نفسه، لقد عشت نفس الأمر في العام 2019، واليوم في 2023 أعيشه مرة أخرى... وأتمنى من مسؤولي الدوري الإيطالي أن يتخذوا إجراءات هذه المرة". من جانبه، أعرب إنتر ميلان عن تضامنه مع نجمه، وقال يوفنتوس إنه يعمل مع السلطات لتحديد المسؤولين عن الإيماءات والصيحات العنصرية.

من جهتها، أكدت رابطة الدوري الإيطالي أن "الأندية ستكون قادرة على تحديد الجناة واستبعادهم مدى الحياة من ملاعبهم". ومن الخارج أيضا، تدفقت رسائل الدعم، لاسيما من رئيس الفيفا وعدد من لاعبي كرة القدم الذين أدانوا بشدة "العودة الجديدة للعنف والعنصرية في الملاعب الإيطالية".

وفي الواقع، فإن مباراة يوفنتوس وإنتر ليست الأولى التي تعاني من هذه التصرفات. فهذا الحادث يأتي بعد ساعات فقط من إدانة رئيس نابولي، أوريليو دي لورينتيس، لأنصار النادي الذين تسببوا في فوضى على طريق سريع إيطالي يوم الأحد في اشتباكات مع مشجعي روما، على هامش رحلة نادي نابولي المنتصر إلى جنوة.

وعلى الرغم من أن الكأس شبه مضمونة لنابولي، إلا أن التوترات عالية داخل هذا النادي، الذي يتصدر الدوري الإيطالي برصيد 16 نقطة متقدما على لاتسيو روما. وتحت عنوان "الألتراس يسممون فرحة أوريليو"، نقلت اليومية الرياضية ''لا غازيتا ديلو سبورت" الإدانة الشديدة لرئيس نابولي.

وقال الرئيس "إنهم ليسوا مشجعين حقيقيين، إنهم مجرمون يسمح لهم بالذهاب إلى الملعب وإهانة المشجعين الحقيقيين والعائلات أمام أعين العالم بأسره"، مشيرا إلى"تاريخ عنف كرة القدم الذي لا يزال ي كتب لأكثر من 50 عاما".

وبدأ الأمر بالتحديد يوم 28 أبريل 1963، حيث توفت الضحية الأولى للملاعب الإيطالية، مشجع ساليرنيتانا، بعد اشتباكات بين الجماهير. ومنذ ذلك الحين، تتضاعف مشاهد العنف اللفظي والجسدي في الكالتشيو.

وفي 29 ماي 1985، اتخذت الآفة أبعاد أكبر. فبمناسبة نهائي كأس الأبطال بين يوفنتوس وليفربول، على ملعب "هيزيل" ببروكسيل، تسببت أعمال العنف في مقتل 39 شخصا، بينهم 32 إيطاليا.

وبعد أربع سنوات، ستضع روما اللمسات الأخيرة على تشريعها الأول الذي يهدف إلى منع أعمال العنف اللفظية أو الجسدية في فضاءات الأحداث الرياضية. وينص التشريع المعروف باسم (داسبو) على حظر دخول الأشخاص الذين يعتبرون خطرين إلى الفضاءات التي تجري فيها المظاهرات الرياضية.

وتشريع من قبيل (داسبو) هو بالتأكيد إجراء مضاد مفيد لإبعاد شخص واحد خطير من الملعب، لكنه غير مفيد ضد ظاهرة الهتاف العنيف، وفقا لما أكده مؤخرا الأمين العام لنقابة الشرطة الإيطالية، فالتر مازيتي.

وأضاف مازيتي أن (داسبو) هو "إجراء إداري يعاني من ثغرات يستغلها الجناة"، معتبرا أن هذا التشريع غير كاف على الإطلاق ويجب سن عقوبات سجنية "قاسية".

بالإضافة إلى ذلك، حث الأمين العام لنقابة الشرطة على المشاركة "الجادة والقوية" للأندية، قائلا إنه "لم يعد مسموحا جعل الفرح رهينة لجنون البعض". وهو الرأي الذي يشاركه العديد من المحترفين وخبراء كرة القدم، حيث دعوا إلى اتباع النموذج البريطاني في المجال.

وفي هذا الصدد، حذر رئيس نابولي من أنه "ما لم تتبع روما خطى لندن، فسوف نظل رهينة البلطجة والعنصرية في ملاعبنا". وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية، فإن الوضع بحاجة إلى حل عاجل، لاسيما عقب ترشح إيطاليا لتنظيم اليورو 2032.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

مصدر جامعي: الركراكي يحظى بثقة جامعة الكرة ولا نتفاوض مع أي مدرب آخر

توتر العلاقة بين برشلونة والاتحاد الاسباني بسبب لامين يامال

الجرايدي تقود فريقها الأهلي للتتويج بكأس الاتحاد السعودي