تتجه الأنظار، بداية من يوم غد الخميس، صوب المملكة العربية السعودية، التي تحتضن بطولة كأس الملك سلمان للأندية الأبطال "البطولة العربية"، خلال الفترة الممتدة من 27 يوليوز الحالي إلى غاية 12 غشت المقبل، بمدن أبها والطائف والباحة.
وستشارك في هذه النسخة من البطولة العربية 16 ناديا من مختلف الدول العربية، حيث يمثل الكرة المغربية في هذه البطولة قطبا مدينة الدار البيضاء، الوداد والرجاء، حيث يطمحان للبصم على مشاركة متميزة أمام أعتى الفرق العربية، المليئة بالنجوم العالميين، خاصة أن "النسور" هم حاملو آخر لقب سنة 2021 على حساب الاتحاد السعودي.
وتنطلق مباريات البطولة، التي تجرى بنظام المجموعات، غدا الخميس 27 من يوليو، حيث سيقص الوداد الرياضي شريط المنافسة بمواجهة قوية على ملعب مدينة الأمير سلطان الرياضية بأبها، أمام السد القطري، هذا الأخير أجرى مباراة ودية أمام الرجاء الرياضي وانتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما، كبروفة قبل نزال الفريق الأحمر.
وتتواصل المباريات في اليوم ذاته، حين يلتقي الصفاقسي التونسي مع الشرطة العراقي على ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف، على أن يلعب فريقا أهلي طرابلس الليبي والهلال السعودي على ملعب مدينة الأمير سلطان الرياضية بأبها، وعلى ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف يلتقي فريقا الترجي التونسي والاتحاد السعودي في ختام مباريات اليوم الأول.
وستتجه الأنظار صوب الأندية التي عقدت صفقات خيالية بجلب أبرز النجوم العالميين خاصة نجوم الدوري السعودي، التي اعتمدت خلال سوقها الصيفي على ضم نجوم الدوريات الأوروبية بمبالغ خيالية.
فمدى قدرة الوداد والرجاء على منافسة نجوم الأندية السعودية ؟
اعتبر المحلل الرياضي، هشام رمرم، أن توقيت برمجة هذه البطولة ليس مناسبا لفريقي الوداد والرجاء.، خاصة أن الموسم في المغرب انتهى متأخرا، ولاعبو الفريقين لم يستفيدوا من أي فترة راحة، إضافة إلى ذلك فإن الفريقين معا يوجدان في فترة انتقالية تصادفت مع انتهاء عقود لاعبين وقدوم آخرين بعضهم لن يكون مؤهلا للمشاركة في الدورة، خاصة في صفوف الرجاء.
وذكر رمرم، في تصريح لجريدة "العمق"، أن البطولة العربية ربما تكون فرصة لمدربي الوداد والرجاء للتعرف أكثر على مستوى بعض اللاعبين، مشيرا إلى أن الاستفادة من عائدات مالية لن تكون ذات قيمة إلا في حال بلوغ المباراة النهائية أو الفوز بها.
من جهته، أكد الصحافي، منعم بلمقدم، أن هذه البطولة العربية أعلنت منذ عدة أشهر و التحضير لها كان ينبغي أن يقرأ استباقيا وهيكليا واحترافيا منذ هذه الفترة، مشيرا إلى أن الوداد والرجاء لا يمثلان أنفسهما، بل سمعة الكرة المغربية على المحك ومن غير المعقول، على حد قوله، أن تكون "فاتورة النزوات الشخصية و التدبير العشوائي الارتجالي باهظة هنا".
وأضاف بلملقدم، في تدوينة على صفحته على "فيسبوك"، أن "لا أحد يطالب بمضاهاة ميركاتو النصر والهلال أو اتحاد جدة"، معتبرا أنه "لن يقبل من الناديين تحت أي طائل أن يوقع أي منهما على مشاركة مخيبة"، مشددا على أن مرجعية الوداد والرجاء تلزمهما بالذهاب بعيدا في البطولة العربية.
صفقات عالمية
يدخل عمالقة الدوريات العربية، خاصة الخليجية منها، البطولة العربية بعد إبرام صفقات عالمية إذ سيطرت أخبار الانتقال صوصب الدوري السعودي على كبريات وسائل الإعلام العالمية، خصوصا الاتحاد والنصر والهلال السعوديين.
وضم الاتحاد السعودي المهاجم الفرنسي المخضرم كريم بنزيما، حامل جائزة الكرة الذهبية، قادماً من ريال مدريد الإسباني، ومواطنه لاعب وسط تشلسي الإنجليزي السابق نغولو كانتي والبرتغالي جواو فيليبي "جوتا" من سلتيك الاسكتلندي، لكن ّمشاركتهم ستكون مرهونة بتسجيلهم في الاتحاد السعودي.
كما سيعتمد مدرب الاتحاد، نونو سانتو، على نجوم الموسم الماضي الذين قادوا الفريق للقب الدوري السعودي، على غرار البرازيليين الحارس مارسيلو غروهي ورومارينيو وايغور كورونادو والدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله.
وأبرم الهلال السعودي صفقات قوية مع المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي من تشيلسي الإنجليزي، ولاعب الوسط الدولي البرتغالي روبن نيفيش من ولفرهامبتون الإنكليزي، ونجم وسط صربيا سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش من لاتسيو الإيطالي، كما قدّم عرضاً خيالياً لضم قائد منتخب فرنسا كيليان مبابي الذي دخل في نزاع مع ناديه باريس سان جرمان.
وتعاقد السد القطري مع الدولي المغربي رومان سايس لموسمين، مواصلاً الصفقات القوية بعدما كان قد ضم الإكوادوري غونسالو بلاتا من بلد الوليد الإسباني والبرازيلي باولو أوتافيو من فولفسبورغ الألماني والكولومبي ماتيوس أوريبي من بورتو البرتغالي والمدافع الإيراني أمين حزباوي، وجدّد عقد البرازيلي غييرمي توريس.
تقنيات متطورة
أكد رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية، عبدالله الجنيبي، تطبيق تقنية خط المرمى (عين الصقر) للمرة الأولى في تاريخها، بالاضافة إلى اعتماد التسلل الآلي وتقنية الفيديو المساعد VAR.
جاء إعلان عبد الله الجنيبي للتفاصيل التحكيمية في البطولة خلال مؤتمر صحفي أقيم في قاعات المؤتمرات بمدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية بمدينة أبها في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء قبل 48 ساعة فقط من المباراة الافتتاحية بين الوداد والسد القطري يوم الخميس 27 يوليو الجاري.
وقال الجنيبي في تصريحاته لوسائل الإعلام "البطولة ستشهد نقلة نوعية في التحكيم، ستُطبق تقنية خط المرمى (عين الصقر)، والتسلل الآلي وتقنية "الفار"، ونود التأكيد على جاهزية جميع الملاعب بشكل كامل لاحتضان مباريات البطولة".
جوائز مالية ضخمة
خصص الاتحاد العربي لكرة القدم، كعادته، جوائز مالية ضخمة للمشاركين في البطولة العربية بالمملكة العربية السعودية، حيث سيحصل المتوج على 6 ملايين دولار، وهو ما من شأنه مساعدة الأندية المغربية، في حال التتويج، على عقد صفقات قوية خلال فترة الانتقالات الصيفية خاصة الوداد، فيما ستساهم هذه الجائزة في تخفيف الأزمة المالية للرجاء.
وتبلغ جوائز بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية أكثر من 10 ملايين دولار، يحصل الفائز باللقب على 6 ملايين دولار، ويحصل صاحب المركز الثاني على 2.5 مليون دولار، فيما تحصل الفرق المتأهلة للمربع الذهبي على 150 ألف دولار، ويحصل كل فريق في دور المجموعات على 100 ألف دولار.
يشار إلى أن المجموعة الأولى تضم أندية الاتحاد السعودي والترجي التونسي والصفاقسي التونسي والشرطة العراقي، والثانية أندية الهلال السعودي والسد القطري والوداد وأهلي طرابلس الليبي، بينما تضم المجموعة الثالثة النصر السعودي والشباب السعودي والزمالك المصري والاتحاد المنستيري التونسي، فيما تضم الرابعة الرجاء الرياضي وشباب بلوزداد الجزائري والوحدة الإماراتي والكويت الكويتي.
وتستأنف المباريات يوم الجمعة بمواجهة الرجاء الرياضي مع شباب بلوزداد الجزائري، والزمالك مع المصري مع الاتحاد المنستيري التونسي، والكويت الكويتي مع الوحدة الإماراتي، والنصر السعودي مع مواطنه الشباب.
