قال تقرير صادر عن اقتصاد الشرق إن المملكة العربية السعودية قامت بخطى متسارعة في قطاع الرياضة، وخاصة في كرة القدم، فاقت كل التوقعات، وذلك ضمن خطتها لتنويع استثماراتها من أجل مزيد من الجذب السياحي، وزيادة مصادر الدخل.
وأشار التقرير إلى أن المملكة بدأت في يناير الماضي، بوضع حجر الأساس لمشروعها نحو بناء دوري تنافسي قوي بضم كريستيانو رونالدو لنادي النصر، ومع بداية صيف 2023، أطلق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مشروع خصخصة الأندية الرياضية، وكان من بين ثماره تحويل أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى شركات، ونقل 75% من ملكيتهم إلى صندوق الاستثمارات العامة.
وأطلقت رابطة الدوري السعودي «استراتيجية التحول» بهدف الوصول بدوري كرة القدم في المملكة ليكون ضمن أقوى 10 دوريات في العالم. ومن بين مساراتها برنامج استقطاب نخبة اللاعبين»، الذي يهدف إلى رفع القيمة التجارية للدوري السعودي للمحترفين وزيادة مستوى التنافسية. وجذب المستثمرين بالإضافة إلى المساهمة في رفع مستويات اللاعبين السعوديين الشباب، وبناء جيل مميز في لعبة كرة القدم، من خلال الاحتكاك بأبرز النجوم العالميين.
وفي إطار ذلك، تضيف النسخة الخامسة من تقارير "الشرق" الخاصة بالبيانات المالية لنشاط كرة القدم في العالم العربي، ضمت المملكة العربية السعودية وفقاً للتقرير الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم 201 لاعب من الخارج، بتكلفة 875.4 مليون دولار.
فيما بلغت قيمة سوق الانتقالات السعودية نحو 1.026 مليار دولار بحسب تقديرات موقع «ترانسفير ماركت» بينهم 895 مليون دولار تقريباً أنفقتها الأندية المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة الهلال والنصر والاتحاد والأهلي».
صفقات الدوري السعودي جاء معظمها من الدوريات الخمسة الكبرى في العالم «إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا»، بتكلفة بلغت 775 مليون دولار، وهو ما يوضح ارتفاع جودة اللاعبين الذين استقطبهم الدوري السعودي، وكذلك التأثير الإيجابي له في زيادة عوائد الأندية الأوروبية من خلال شراء عقود اللاعبين.
يظهر تقرير "ميركاتو الشرق - النسخة السعودية صيف 2023"، أن أندية الهلال والأهلي والنصر والاتحاد باتت بين الأندية الكبرى على مستوى القيمة السوقية للاعبين في العالم، وكذلك أن الدوري السعودي أصبح بالفعل ضمن الدوريات العشرة الأعلى قيمة سوقية في العالم.
ومنذ عام 2014 وحتى العام 2023، أنفق الدوري السعودي نحو 1.7 مليار دولار على ضم لاعبين، وهو ما جعله يحل في المركز الثامن عالمياً خلف دوريات إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا والصين والبرتغال، بحسب مرصد كرة القدم التابع لمركز الدراسات الرياضية "سيس".
تأثيرات ما تم في صيف 2023 من خلال جذب الدوري السعودي لبنزيما ونيمار وقبلهم رونالدو وغيرهم من كبار النجوم جعل كبريات الشبكات التلفزيونية والصحف والمجلات والمواقع تدشن أقساماً خاصة بمتابعة الدوري السعودي، بالإضافة إلى حرص العديد من المحطات التلفزيونية على شراء حقوق بث البطولة، وإن كانت العوائد قليلة، لكنها بالتأكيد نقطة الانطلاق.
