بلعيد بويميد.. مسار استثنائي لصحافي مارس المهنة بريشة الكاريكاتير قبل القلم

24 سبتمبر 2024 - 04:00

توفي بلعيد بويميد، قيدوم الصحافيين الرياضيين المغاربة، ليلة أمس الإثنين، بإحدى مستشفيات الدار البيضاء عن عمر ناهز 73 سنة، بعد صراع مع المرض.

وترك بويميد بصمة كبيرة خلال مشواره الإعلامي الذي تميز بمجموعة من المراحل منذ البدايات، فضلا عن احترافه مجال صور الكاريكاتير بعد عودته من فرنسا خلال سبعينيات القرن الماضي، كما أن مسيرته المهنية تميزت بتوشيح ملكي من قبل الملك الراحل الحسن الثاني، رحمة الله عليه.

مسار أكاديمي حافل:

تلقى الراحل بلعيد بويميد تكوينا بالمدرسة القرآنية حينما كان تلميذا، قبل أن يقرر دراسة الفلسفة وعلم الاجتماع خلال سنوات الجامعة، ثم اتجه بعد ذلك للعلوم السياسية بكلية الحقوق بالعاصمة الرباط، نظرا لحبه الكبير للعلم والمعرفة وذلك في أوائل سبعينيات القرن الماضي.

انجداب بويميد للإعلام بدأ حينما التحق بالمعهد العالي للصحافة، إذ قضى موسما دراسيا واحداً بالمغرب، قبل أن يغادر نحو العاصمة الفرنسية باريس بعد استفادته من منحة دراسية مكنته من خوض تجربة جديدة وبداية مشوار حافل.

عودة وانطلاقة:

بعد عودته إلى المغرب سنة 1975، انطلقت مسيرة بلعيد المهنية بعد أن ولج ميدان الصحافة كمزاول للمهنة، من بوابة صحيفتي “البيان” الناطقة بالفرنسية و”بيان اليوم” بالعربية، إذ تمكن من نيل شهرة كبيرة نتيجة رسومات الكاريكاتير التي تميز بها بعد أن أتقنها بشكل كبير، بالإضافة للرسائل التي كانت تنقلها تلك الصور التي لم تكن مجرد صفحات تنشر عبر الجرائد.

لم يكتف الصحفي الفنان، من التألق في تخصص الكاريكاتير فقط، حيث كان صحفيا رياضيا مميزاً، اتجه نحو التحليل عبر العديد من القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية أنذاك، قبل أن يصبح مطلوبا بشكل كبير في الوقت الراهن من قبل المواقع الإلكترونية لتحليل مختلف المسابقات والرياضات المتنوعة.

مسؤولية انتخابية والتزام جمعوي:

انتخب الراحل كاتبا عاما للجمعية المغربية للصحافة الرياضية لعدة أعوام، كما ترأس الاتحاد الإفريقي للصحافة الرياضية سنة 2005 على هامش المؤتمر الـ68 الدولي للاتحاد الدولي للإعلام الرياضي، الذي انعقد بمراكش.

حرص بلعيد على هذا المنصب لم يكن مرتبط بالمكانة فقط، إذ تقدم لحرصه على جلب مقر الاتحاد إلى المغرب، لما فيه من مصالح وامتيازات للإعلام الرياضي الوطني، كما أنه كان عضوا مهماً بالجمعية الدولية كذلك.

توشيح ملكي سامٍ:

أقدم الملك الراحل الحسن الثاني، على توشيح بلعيد بويميد، بوسام ملكي في أحد نهائيات كأس العرش, خلال تسعينيات القرن الماضي، الأمر الذي يعكس مهنيته وتمكنه مما قدمه للمشهد الإعلامي منذ بدايته، على المستوى الوطني، القاري، والدولي.

بلعيد أكمل مشواره بمهنية والتزام، وموشحا بوسام ملك البلاد الراحل، كما أن اسمه ظل متداولا بشكل كبير حتى بين الجيل الإعلامي الجديد الذي يرغب في حمل المشعل ومواصلة المشوار بنفس الأخلاقيات والحب تجاه هذا الميدان.

شهادات زملاء مؤثرة:

وفاة بويميد كانت قاسية بشكل أكبر على زملائه الذين اشتغلوا معه خلال الفترات السابقة، من بينهم الصحفيين مصطفى طلال وحسن فاتح اللذان عبرا عن حزنهم الكبير بعد توصلهم بخبر وفاة زميل المهنة والعمر.

وقال طلال في تصريح لجريدة "العمق": "بلعيد من أكبر الطاقات المتمكنة فين الإعلام الوطني، عرفته في ثمانينيات القرن الماضي حينما كنت طالبا بالمعهد، ومتدرب بجريدة الاتحاد الاشتراكي، البيان، والمنتخب، لقد كنت ألتقيه بشكل كبير في تغطياتي بالملاعب، لقد كان مساعدا لنا حينما كنا شباب في بداية مشوارنا، كان يعي جيدا المشاكل التي نواجهها منذ البداية".

وأضاف: "لقد عشت معه مجموعة من التغطيات الإعلامية، منها التي أجريناها خارج الوطن في كأس أفريقيا نسخة غانا ونيجيريا، لقد قضى معي فترة كمحلل رياضي يعرف خبايا الكرة الإفريقية بشكل دقيق، كان معنا في الجمعية الأم للإعلام، لقد فقدنا صحفي كبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وموته كان مفاجئة كبيرة بالنسبة لنا رغم معاناته مع المرض".

واختتم: "لقد فقدت صديق عزيز وكبير جداً، الذي عشت معه سنوات في هذا المجال، عندما بدأنا التدريس في المعهد العالي للصحافة والاتصال بمدينة الدار البيضاء، رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

من جهته أكد الإعلامي حسن فاتح، بدوره أن بلعيد قدم للمهنة الشيء الكثير، مشيرا إلى أنه فقد رجلا قضى معه مجموعة من اللحظات المييزة خلال مشواره المهني.

وقال فاتح في تصريح لجريدة "العمق": "تعرفت على الفقيد بويميد قبل 34 سنة، كان زميلا لي في مجموعة من التغطيات الإعلامية المختلفة، لقد كان من الصحافيين البارزين والمثقفين بشكل كبير، كان يجيد الحديث حول مجموعة من المواضيع المتعلقة بالفلسفة، السياسة وعدة مفكرين، وهذا ما كان يظهره خلال المواضيع التي يشتغل عليها والتي لم تكن محصورة فقط في الرياضة بل كان شاملا في عدة أمور ".

وأضاف: "الفقيد بلعيد كان مبدع على مستوى النكتة، وكان دائما يلقى الدهر، بابتسامته الدائمة التي كان يتعامل بها مع مجموعة من المشاكل، بل حتى السفر معه كان مرحاً تسوده الأجواء المثالية بسبب شخصيته المميزة التي ".

واختتم: "اليوم فقدنا رجل من قامة الإعلاميين، رحمة الله عليه، وإن توفي كشخص فإن ما تركه من كتبه في جميع المجالات، ستبقى حاضرة دائما بيننا، رحم الله الفريد، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

موتسيبي: فخور بما حققه المغرب في مونديال قطر.. ومصر قادرة على التتويج بكأس العالم

بعد نجاح عمليته الجراحية.. انتهاء موسم اللاعب تير شتيغن مع برشلونة

مونديال الفوتسال..البرازيل تكتسح كوستاريكا وتنتظر الفائز من مواجهة المغرب وإيران