تزداد حدة الترقب والتوقعات في أوساط عشاق كرة القدم حول العالم، مع اقتراب موعد حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية لعام 2024. وتُعتبر جائزة الكرة الذهبية (بالون دور) من أرقى الجوائز الفردية في عالم كرة القدم، وتمنح لأفضل لاعب في العالم، مما يجعلها محط أنظار الجميع كل عام.
يرى الكثيرون أن البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، هو الأوفر حظا للفوز بجائزة الكرة الذهبية عن عام 2024. ورغم وجود نجوم بارزين وقادمة بقوة في سباق المنافسة، مثل لاوتارو مارتينيز، جود بيلينغهام، كيليان مبابي وإيرلينغ هالاند وغيرهم من النجوم، إلا أن التوقعات تصب في مصلحة فينيسيوس.
وساهم النجم البرازيلي في تتويج ريال مدريد بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، بفضل أدائه اللامع ولمساته الساحرة، ولهذا يعد الأقرب للفوز بالجائزة. لكن في الفترة الأخيرة، بدأت الأصوات تتعالى بقوة منادية بتتويج لاوتارو مارتينيز، نجم وهداف إنتر ميلان، بجائزة الكرة الذهبية، نظرا لما قام به على مستوى النادي والمنتخب خلال الموسم الماضي.
فرغم أن بطولة دوري الأبطال ترجح كفة فينيسيوس، إلا أن أداءه ونتائج منتخب البرازيل، قد تؤثر قليلا على حظوظه في الفوز بالجائزة، خاصة وأن لاوتارو من جهته، كان بطل كوبا أميركا 2024. ولم يكن لاوتارو بطل المسابقة عن طريق الصدفة، حيث استطاع أن يسجل 5 أهداف لمنتخب بلاده، من بينها هدف التتويج بالبطولة، بعدما خطف انتصارا مدويا ضد كولومبيا في الدقيقة 112، بعدما اتجهت المباراة للأشواط الإضافية.
وتوج لاوتارو بلقب هداف البطولة، ليرفع اللقب والجائزة الفردية من حظوظه في التتويج بالكرة الذهبية، وإلى جانب المنتخب، كان مارتينيز هو اللاعب الأبرز في اللقب الذي توج به إنتر ميلان، بعدما نال لقب الاسكوديتو في الموسم الماضي، بفضل مساهماته الكبيرة. ونال القناص الأرجنتيني جائزة هداف الكالتشيو بعدما تمكن من تسجيل 24 هدفا أكثر بـ8 أهداف عن أقرب منافسيه.
كما قاد لاوتارو إنتر إلى الفوز بلقب السوبر الإيطالي، بعدما سجل هدفا في الثواني الأخيرة من مباراته ضد نابولي. وخرج لاوتارو عن صمته واعترف بأنه يستحق التواجد في حفل الكرة الذهبية، بالنظر لما قدمه على مدار العام.
ولم يكن مارتينيز أبدا خارج الترشيحات البارزة لما قدمه مع إنتر والأرجنتين، لكن القوة الإعلامية التي يتمتع بها ريال مدريد، تساهم في جعل فينيسيوس وبيلينغهام الأقرب للجائزة. نادى جيرمان دينيس، أسطورة نادي نابولي، بضرورة تتويج لاوتارو بالكرة الذهبية.
وقال دينيس "يستحق لاوتارو الفوز بالكرة الذهبية أكثر من أي لاعب آخر، لأنه سجل الكثير وحقق جميع أهدافه".
أما ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، فأصر على أن مهاجمه هو الأحق بالفوز بالجائزة، لكونه أفضل لاعب في العالم بهذا العام. وقال سكالوني قبل مواجهة بوليفيا الأخيرة “مارتينيز يستحق الكرة الذهبية، لقد كان عاما رائعا، لقد سجل في نهائي الكوبا، وكان هدافا للمسابقة، ويستحق الجائزة أكثر من أي شخص”.
وأضاف “أتمنى أن يحصل لاوتارو على الكرة الذهبية، إنه لاعب أقدره كثيرا وأتمنى أن يحصل على هذه الفرصة”. وكانت الضربة الأقوى لفينيسيوس، هي خروج ليونيل ميسي، أسطورة برشلونة وهداف الأرجنتين التاريخي، بتصريحات أكد فيها أن لاوتارو يجب أن يتوج بالكرة الذهبية.
وصرح البرغوث عقب لقاء بوليفيا “لقد كان عاما رائعا للاوتارو، لقد سجل في المباراة النهائية بكوبا أميركا، وكان هداف البطولة. إنه يستحق الفوز بالكرة الذهبية أكثر من أي شخص آخر”. فمع الشعبية الجارفة التي يتمتع بها أسطورة كرة القدم “ميسي”، قد يتأثر السباق وتقوى شوكة لاوتارو في منافسة فينيسيوس، ليصبح حلم البرازيلي قريبا من الاغتيال.
وغاب ميسي الحاصل على جائزة الكرة الذهبية لعام 2023، وهي الثامنة له في مسيرته، عن قائمة المرشحين للجائزة هذا العام. ولم يذكر الدولي الأرجنتيني ثنائي ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور والإنجليزي جود بيلينغهام، الفائزين بدوري أبطال أوروبا، بل اختار مواطنه لاوتارو مارتينيز مهاجم إنتر ميلان الإيطالي ومنتخب الأرجنتين. وقال نجم برشلونة السابق “لقد قدم موسما عاما رائعا، وسجل هدفا في المباراة النهائية، وكان هداف كوبا أميركا. إنه يستحق الكرة الذهبية أكثر من أي شخص آخر. أتمنى أن يفوز (لاوتارو) مارتينيز بالكرة الذهبية".
تاريخيا، تحمل جائزة الكرة الذهبية مكانة خاصة في قلوب جميع محترفي كرة القدم. إذ تُعد أول جائزة تُخصص لأفضل لاعب في العالم، حيث أُطلقت نسختها الأولى في عام 1956، وكان أول من توج بها هو اللاعب الإنجليزي ستانلي ماثيوس، بينما حل في المركز الثاني أسطورة ريال مدريد ألفريدو دي ستيفانو، وجاء الفرنسي ريموند كوبا في المركز الثالث.
في السابق، كانت هذه الجائزة تُمنح بالتعاون بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومجلة فرانس فوتبول، ولكن في عام 2016، حدث الانفصال بين الطرفين، لتستحدث الفيفا جائزة “الأفضل”، فيما استمرت المجلة الفرنسية العريقة في تقديم جائزة الكرة الذهبية حتى يومنا هذا. كما يشهد الحفل حضور عدة جوائز أخرى مثل أفضل لاعب شاب وأفضل حارس مرمى بجانب أفضل المدربين لفرق الرجال والسيدات وغيرها من الجوائز الفردية.
تعتمد مجلة فرانس فوتبول على تصويت سري لـ173 صحافيا عالميا لتحديد الفائز بالكرة الذهبية. يتم تقييم اللاعبين بناء على أدائهم الفردي والجماعي خلال العام، سلوكهم المهني، ومسيرتهم الكروية. يختار كل صحافي خمسة لاعبين ويمنحهم نقاطا تتراوح بين 1 و6 نقاط، والفائز هو من يحصل على أعلى مجموع للنقاط. سيطر ليونيل ميسي على جائزة الكرة الذهبية بـ8 مرات، متفوقا على كريستيانو رونالدو بـ3 مرات.
ولا ننسى أن يوهان كرويف، ميشيل بلاتيني، وماركو فان باستن حققوا ثلاثية تاريخية بالفوز بالجائزة ثلاث مرات متتالية، بينما فاز كل من رونالدو، بيكنباور، كيغان، دي ستيفانو، ورومينيغه مرتين. هذا بجانب فوز أسماء لامعة أخرى مثل زيدان، أوين، وياه، وكاكا، ومودريتش بالجائزة مرة واحدة.