بعد تكليفه من طرف لقجع.. هل يضع اسماعيل الفتح حدا لمشاكل التحكيم المغربي؟

12 أبريل 2025 - 05:00

كلف فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إسماعيل الفتح، بمهمة إجراء خبرة شاملة لمنظومة التحكيم الوطني، تتضمن مكامن القوة والضعف، واقتراح سبل تطويرها، وذلك تفاعلا مع احتجاجات الأندية على المشاكل التي يعرفها التحكيم في الفترة الأخيرة.

وقدم إسماعيل الفتح بيانا تفصيليا لمحاور مشروع التقييم التحكيمي، حيث يهدف هذا المشروع إلى تطوير وتحديث منظومة التحكيم المغربي ويرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، تهم الجوانب التقنية، الاحترافية، والهيكلية.

وكشف إسماعيل الفتح، خلال البيان التفصيلي، أن المشروع يشرف عليه فريق يضم خبراء أجانب في تقنية الـ"VAR"، ومختصين في تنظيم هياكل التحكيم الاحترافي، بالإضافة إلى اختصاصي في نظام رقمنة الفيديوهات والبيانات المتعلقة بأداء الطاقم التحكيمي في كل مباراة و الإحصائيات.

وواصلت الأندية المغربية احتجاجها على الأخطاء التحكيمية التي أضحت تشهدها المباريات منذ انطلاق هذا الموسم الكروي 2024/2025، حيث أصدرت عدد من أندية الدوري الاحترافي بلاغات احتجاجية، تستنكر فيها الأداء التحكيمي خلال مبارياتها من بينها  الرجاء والوداد الرياضيين، والجيش الملكي، أولمبيك آسفي، اتحاد طنجة، والنادي المكناسي.

اعتراف بالفشل التحكيمي

تفاعلا مع قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتعيين إسماعيل الفتح لإجراء دراسة على منظومة التحكيم ومدى مساهمته في تجاوز مشاكل التحكيم، أكد الخبير التحكيمي، محمد الموجه، أن هذه الخطوة هي اعتراف صريح من جامعة الكرة بالفشل والنكسات التي باتت تعيشها منظومة التحكيم المغربي.

وفي هذا الصدد، قال الموجه، في تصريح لجريدرة "العمق": "بالنسبة لي، هذا القرار دليل واضح على الخلل والإفلاس الذي يعرفه التحكيم الوطني والذي يظهر بشكل جلي من خلال احتجاجات الأندية والحضور المحتشم للصافرة المغربية في المنافسات القارية والدولية".

وأضاق: "هذا التكليف وتأكيد على أن الأشخاص الذين تولوا المسؤولية لمدة طويلة لم يحققوا المطلوب، وبالتالي، الجامعة تحاول تسريع الأمور من خلال استقدام خبير دولي للوقوف على مكامن الخلل ووضع خريطة طريق للنهوض بقطاع التحكيم".

اختيار دقيق وتغيير جذري مرتقب

اعتبر محمد الموجه أن اسماعيل الفتح هو "شخص ذو شرعية، ويتمتع بالكاريزما والشخصية المناسبة"، معتبرا أن "هذا الاختيار أفضل من اللجوء إلى خبير أجنبي من دولة أخرى، كما فعلت مصر أو دول الخليج".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى الاستفادة من الطاقات المغربية والكفاءات المهاجرة التي تحمل جنسيات أخرى لكنها تحتفظ بجنسيتها المغربية كأصل ومنبع".

وتابع: "أرى أن هذا التعاون خطوة في المستوى المطلوب. نأمل أن يشخص الوضع بشكل دقيق، ويضع منهجية واستراتيجية لإصلاح التحكيم المغربي، مع اختيار طاقم قادر على مواكبة هذه العملية الإصلاحية. إذا لم يتم اختيار طاقم كفء للمواكبة، أعتقد أن مجرد الاسم وحده لن يكون كافيًا لتحقيق الغرض".

وردا على إمكانية تغيير المسؤولين بمديرية التحكيم أو اللجنة المركزية للتحكيم، قال الموجه: "إذا كان التشخيص سيشمل المسؤولين الحاليين كجزء من الأزمة، فمن غير المعقول أن يستمروا في الإشراف على هذا القطاع الحساس.

وزاد أيضا: "إذا كنا سنستمر بنفس الطاقم، فما الحاجة إلى خبير لتشخيص الوضع؟ أعتقد أنه سيكون هناك تغيير جذري في هذه المسألة، وسيتم اختيار طاقم يتمتع بالكفاءة والكاريزما والشخصية اللازمة لمواكبة الإصلاحات. يمكن لهذا الطاقم أن ينهض بمستوى التحكيم المغربي ويعيده إلى مكانته العالمية".

تأثير القرار

وفي رده حول تأثير هذا القرار في إيقاف احتجاجات الأندية، قال الموجه: "لا أعتقد أن الاحتجاجات ستتوقف، خاصة أننا مقبلون على مباريات حاسمة تتعلق بالتأهل للبطولات الأفريقية، مثل دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية".

وأضاف: "المنافسة شديدة بين فرق الجيش الملكي، الوداد الرياضي، الفتح الرياضي، ونهضة الزمامرة، خصوصًا بين الجيش الملكي والوداد، من بينها الديربي ثم مباراة كلاسيكو بين الوداد والجيش الملكي، لذا يجب توخي الحذر واختيار طاقم تحكيمي قادر على تلبية المطلوب".

وعن إمكانية الاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباريات البطولة الوطنية الموسم المقبل، قال المتحدث ذاته: "هذه الخطوة، من وجهة نظري، تُظهر أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لا ترغب في اللجوء إلى حكام أجانب. هم يريدون الاعتماد على الكفاءات المحلية.

وختم: "أعتقد أن الهدف هو الاستثمار في الطاقات الموجودة داخل المغرب. لدينا كفاءات محترمة تحتاج فقط إلى الدعم النفسي والتوجيه والتصحيح لتكون قادرة على تلبية التطلعات المطلوبة".

يشار إلى أن إسماعيل الفتح ازداد بمدينة الدار البيضاء عام 1982، حيث نشأ بها وتعلم في مؤسساتها الدراسية، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سن الثامنة عشرة، ليبدأ مسيرته المهنية كحكم رابع في عام 2011، ويظهر لأول مرة في التحكيم بالدوري الأمريكي سنة واحدة بعد ذلك.

وأصبح إسماعيل الفتح حكما دوليا سنة 2016، حيث شارك سنة 2019 في نهائيات كأس العالم تحت 20 عامًا، إضافة إلى بطولة كأس العالم للأندية 2019، ونهائيات كأس العالم بقطر عام 2022، وكذا إدارته لعدة مباريات في الدوري الأمريكي للمحترفين، والكأس الذهبية الكونكاكاف.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

رسميا.. “الكاف” يفتح تحقيقاً ضد منتخب الجزائر النسوي

الميركاتو الصيفي.. أولمبيك مارسيليا يجدد اهتمامه بنايف أكرد

موسيالا: لا يمكن إلقاء اللوم في إصابتي على أي شخص.. وما حدث أمر وارد في كرة القدم