ديربي البيضاء.. بين خيبة الأداء وتراجع الهوية الفنية والغياب المتواصل للجماهير

23 نوفمبر 2024 - 04:30

شهدت مواجهة أمس الجمعة، بين الرجاء والوداد، مجموعة من النقاط السلبية التي لا تعكس صورة الديربي البيضاوي النمطية التي اعتادت عليها الجماهير خلال السنوات والعقود الماضية، وذلك بعد الأداء المخيب الذي ظهر به كلا الفريقين.

إن نتيجة التعادل الإيجابي بين الرجاء والوداد للمرة الـ64 في التاريخ يمكن اعتبارها النتيجة الأفضل التي يمكن أن ينتهي بها هذا الديربي الباهت، الذي كان شاهداً على أحد أسوأ النسخ، نظراً للمشاكل الفنية، البدنية، التقنية، والتحكيمية التي رافقت هذه المباراة التي كانت توقف الزمن في أزقة البيضاء.

تراجع فني وتقني

خلال السنوات الماضية، كان ديربي البيضاء يتسم باندفاع قوي وأداء جماعي متزن ومحكم من قبل جميع اللاعبين، وذلك بعروضهم الاستثنائية التي كانت تجمع بين المهارات الفردية والتطبيق الجيد لتعليمات المدربين. إلا أن المباريات الأخيرة شهدت تراجعاً ملحوظاً على المستوى الفني والتقني، إذ أضحت الأخطاء جزءاً لا يتجزأ من أداء اللاعبين داخل الميدان.

تؤكد جميع المؤشرات الرياضية أن تغيير المدربين بشكل مستمر يساهم في إضعاف طريقة لعب الأندية في المباريات، خصوصاً وأن لكل مدرب فلسفته الخاصة التي يريد تحقيقها داخل الملعب، وهو ما يساهم بشكل فعال في تدني المستوى ويجعل اللاعبين في مرحلة شك مستمرة، كما حدث مع الوداد خلال الموسم المنصرم حينما تم تعيين البنزرتي، عادل رمزي، وبنعكسر، وهو ما يعيشه الرجاء بعد إقالة سفيكو، ثم خوض 3 مباريات مع الجيناني، قبل أن يأتي البرتغالي سابينتو الذي لم يتذوق طعم الانتصار بعد 6 مباريات كاملة.

غياب مستمر للاعب رقم 12

لا يختلف اثنان على قوة جماهير الرجاء والوداد وما قدمته من لوحات فنية ومن رسائل نبيلة داخل الملاعب الوطنية، فضلاً عن دورها الأساسي والمهم الذي يضع ضغطاً كبيراً على اللاعبين لتحقيق الانتصار وكسب النقاط الثلاث.

شهدت مجموعة من النسخ الماضية غياب الجماهير التي أبدعت وأمتعت طيلة السنوات الماضية، وذلك بعد أن تصدرت عناوين الصحف العربية والدولية خلال سنة 2019 في مباريات كأس العرب، مما يؤكد أن للجماهير دوراً كبيراً في نقل صورة تسويقية عن كرة القدم المغربية.

الديربي بعين تقنية

وأكد مهدي كسوة، الإطار الوطني والمحلل الرياضي، أن مواجهة الديربي تراجعت على مجموعة من المستويات، مشيراً إلى أن غياب الاستقرار كان له دور رئيسي على مستوى الفريقين.

وقال كسوة في تصريح لـ”العمق”: “أكيد أن الديربي بحمولته التاريخية وبتاريخه فقد تراجع بشكل كبير على المستوى التقني والتكتيكي، والمشكل هو غياب الاستقرار على مستوى نتائج الفريقين، وبالتالي كانت هناك مرحلة شك أثرت بشكل ملحوظ على المستوى الفني، الجماعي، والفردي للفريقين”.

وأضاف المتحدث نفسه: "الأمر الأصعب هو عدم وجود تشكيلة ثابتة بين الفريقين التي انطلقوا بها منذ بداية الموسم، وهذا الأمر ترك أثراً سلبياً على المعطى العام للمواجهة، حتى من ناحية أفكار المدربين التي تفتقد إلى الصورة الواضحة والأسس المبنية على الطريقة الصحيحة".

يُذكر أن فريقي الرجاء والوداد يمران بفترة صعبة على مستوى النتائج، إذ يحتل الوداد المركز الخامس (مؤقتاً) برصيد 15 نقطة، بينما يقع الرجاء في المركز التاسع (مؤقتاً) برصيد 14 نقطة فقط.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

هل يُعيد الكوكب المراكشي الزنيتي إلى البطولة الاحترافية؟

قنصلية المملكة بدوسلدورف تنظم الدوري الأول في كرة القدم لفئة 40 سنة فما فوق

رسميا.. فيكتور أبريغو يعود للرجاء بعد نهاية فترة إعارته ببوليفيا