فرصة مونديال 2030 تفرض على المغرب تحديات لمواصلة النهوض بالدبلوماسية الرياضية

27 يناير 2025 - 04:00

مع اقتراب موعد نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، يستمر الحديث عن احتضان المملكة لمونديال 2030، والآثار الدبلوماسية الرياضية التي ستلي وتسبق هذا المحفل الدولي، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن مدى قدرة المغرب على مواجهة جملة من التحديات لضمان نجاح النسخة المشتركة مع إسبانيا والبرتغال.

في هذا الصدد قال منير أوخليفا، وهو أستاذ باحث في القانون بالكلية متعددة التخصصات بتازة وعضو مؤسس لمركز الدراسات القانونية والقضائية والاجتماعية، إن الرياضة أتاحت للمغرب أن يحظى بالاعتراف الدولي بعد استقلاله.

وأشار إلى أن إنجازات سعيد عويطة، ونوال المتوكل، ومنتخب كرة القدم خلال نسختي المكسيك 1986 وقطر 2022 من المونديال، فضلاً عن يونس العيناوي، وهشام آرازي، وهشام الكروج، ونزهة بيدوان، وغيرهم من الرياضيين، كان لكل منهم دور بارز في التعريف بالمملكة المغربية على أعلى مستويات الدبلوماسية.

وأضاف أوخليفا، في تصريح لجريدة “العمق”، أن حدث تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، سيشكل قمة الدبلوماسية الرياضية المغربية، مشيرا إلى هذه النسخة ستكون الثانية التي تقام في دولة إفريقية وأيضا عربية.

واستدرك "لكن دبلوماسية المغرب واستغلاله للرياضة يذهبان إلى ما هو أبعد من هذا الاعتراف الدولي وتأكيد مكانته في محفل الأمم، حيث تستخدم الرياضة لزيادة نفوذ المغرب في الدول الإفريقية والعربية، وبشكل مباشر بين سكان هذه الدول".

وتابع الباحث القانوني أن المغرب يعمل منذ مدة على تقوية الاستثمار المباشر في الرياضات الاحترافية، ولا سيما العمل على تطوير أندية كرة القدم الوطنية لتكون رفيعة المستوى، "غير أن الأمر يتطلب قبل كل شيء إنشاء منظومة إعلامية تعتمد على بث الرياضة".

وشدد على ضرورة أن تزيد هذه المنظومة الإعلامية "من سمعة المغرب الباهتة في مجال الإعلام الرياضي، لأن سياسة الإعلام والاتصال المتبعة لا بد أن تكون لها أهداف دبلوماسية واقتصادية تستهدف الاستدامة في البلاد”.

وواصل متحدثا عن موضوع علاقة تكوين المنتخب مع السياسات الرياضية الوطنية، موضحا أنها فرصة لجلب الاستثمارات للصحراء المغربية: "تكوين منتخب وطني لكرة القدم، والحصول على نتائج في المسابقات الدولية كما هو الشأن في مونديال قطر، يسمح للبلاد بتأكيد قوتها، وهو هدف أساسي يحفز معظم السياسات الرياضية الوطنية".

واسترسل "الأمر الذي سيمكن الرياضة الوطنية من لعب أدوار دبلوماسية قادرة على الدفاع عن وحدتنا الترابية في المنتظم الدولي، وتنظيم كأس العالم فرصة تاريخية للمغرب من أجل جلب الاستثمارات للصحراء المغربية وتأكيد مزيد من الدعم الدولي لشرعية سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، كما تشكل هذه الدبلوماسية الكروية مناسبة لحشد دعم الجماهير الرياضية عبر العالم".

وأشار إلى الواقع الاجتماعي الذي يشكل ضغطا على الحكومة من أجل خفض معدل البطالة والرفع من القدرة الشرائية للمغاربة، قائلا إن "الرسالة الإيجابية للدبلوماسية الرياضية من خلال تنظيم كأس العالم 2030 سوف تتعارض أيضاً مع الواقع الاجتماعي لبلد يبلغ عدد سكانه 36 مليون نسمة".

وتابع أنه يتعين على الحكومة المغربية ضمان توفير التنمية لهؤلاء السكان "من خلال العمل بجد على خفض معدل البطالة والرفع من القدرة الشرائية للمغاربة".

واستطرد "ستكون الحكومة المغربية أمام محك حقيقي يلزمها على سن استراتيجيات حقيقية لتنظيم هذا المحفل العالمي مع ضمان السلم والاستقرار الاجتماعيين من خلال حلحلة كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لتلميع صورة المغرب خارجيا، وبالتالي جعل تنظيم كأس العالم 2030 مرآة دبلوماسية للمغرب”.

جدير بالذكر أن المملكة المغربية مقبلة خلال هذه السنة على تنظيم مجموعة من الأحداث الكروية الكبرى قاريا ودوليا، من بينها نهائيات كأس أمم إفريقيا انطلاقا من شهر دجنبر المقبل، وكأس إفريقيا للسيدات، وكأس العالم للسيدات لأقل من 17 عاما، فضلا عن كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 عاما، نهاية شهر مارس المقبل.

وأضحى المغرب وجهة رياضية مميزة، إذ نجحت جامعة الكرة بشراكة مع المؤسسات المسؤولة في تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، وحفل جوائز الكاف، ودوري أبطال إفريقيا للسيدات، وعدد من الأحداث القارية الكبرى.

كما اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم العاصمة الرباط لافتتاح مقره القاري، وذلك تزامنا مع الإعلان الرسمي والنهائي لاستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، خلال شهر دجنبر المنصرم.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

قنصلية المملكة بدوسلدورف تنظم الدوري الأول في كرة القدم لفئة 40 سنة فما فوق

رسميا.. فيكتور أبريغو يعود للرجاء بعد نهاية فترة إعارته ببوليفيا

رسميا.. “الكاف” يفتح تحقيقاً ضد منتخب الجزائر النسوي