سابقة في تاريخ الكرة المغربية.. الأسود على موعد مع حسم تأهلهم للمونديال للمرة الثالثة تواليا

24 مارس 2025 - 09:00

يسعى المنتخب الوطني المغربي لتحقيق العلامة الكاملة أمام تنزانيا، الثلاثاء، لحساب الجولة السادسة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 وحسم التأهل عن المجموعة الخامسة نحو المونديال للمرة الثالثة تواليا في إنجاز لم يسبق للكرة المغربية تحقيقه عبر التاريخ.

وحصد أسود الأطلس 12 نقطة خلال 4 مباريات بعلامة كاملة وسط طموحات للفوز على حساب منتخب تنزانيا الذي يحتل المركز الثالث برصيد 6 نقاط بفارق الأهداف عن النيجر، بينما يحتل منتخب زامبيا المركز الرابع برصيد 3 نقاط، وأخيرا الكونغو بلا نقاط.

وحقق أسود الأطلس فوزا مهما على حساب النيجر في اللحظات الأخيرة عن طريق بلال الخنوس وهو ما يعطي الأةسظ دافعا قويا إلى مواصلة الانتصارات، وفي حال تحقيق الفوز، سيضمن المنتخب المغربي تأهله بعد 5 مباريات فقط من أصل 10، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخه الحديث، حيث اعتاد الفريق خوض تصفيات أكثر تعقيدًا وصعوبة في النسخ السابقة.

وبالمقارنة، في تصفيات كأس العالم 2018، كان على المغرب خوض مباراة مصيرية ضد كوت ديفوار في أبيدجان، بينما في 2022، اضطر إلى خوض ملحق صعب ضد الكونغو الديمقراطية. هذه المرة، الوضع مختلف تمامًا، حيث يبدو أن المنتخب الوطني يسير بثبات نحو التأهل بطريقة مريحة.

ولم يسبق للمنتخب المغربي، عبر تاريخ الكروي، التأهل لنهائيات كأس العالم في ثلاث مناسبات متتالية، حيث سيكون التأهل المرتقب لمونديال 2026 الثالث على التوالي بعد 2018 و2022، مما يعكس استمرارية العمل الجاد على تطوير الكرة المغربية.

وشهدت الكرة المغربية مراحل مشرقة في تاريخها، بدءًا من أول تأهل لها إلى مونديال المكسيك عام 1970، ومرورًا بمشاركاتها اللافتة في أعوام 1986 و1994 و1998. إلا أن التأهل في ثلاث مناسبات متتالية لم يتحقق عبر التاريخ.

تغييرات مرتقبة

وتحدث بعض المصادر عن نية وليد الركراكي إجراء 3 تعديلات على تشكيل الأسود الذي سيخوض المباراة، حيث ينتظر أن يدفع الركراكي لقاء تنزانيا بالثلاثي بلال الخنوس وإسماعيل الصيباري وعبدالصمد الزلزولي، بعد تراجع مستوى بعض اللاعبين خلال لقاء النيجر.

وسيفتقد المنتخب الوطني المغربي لخدمات القائد أشرف حكيمي بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية خلال التصفيات، في المباراة السابقة أمام النيجر، بعدما حصل على الأولى في الجولة الافتتاحية أمام تنزانيا، التي انتهت أنذاك بانتصار المنتخب الوطني المغربي بهدفين نظيفين.

ومن المنتظر أن يحسم الطاقم الطبي للمنتخب في إمكانية لحاق شمس الدين الطالبي بمباراة الغد من عدمه، بعد وصوله مصاباً من ناديه كلوب بروج، فضلا عن جناح ليل الفرنسي، أسامة الصحراوي.

ودعا بلال الخنوس، نجم المنتخب المغربي، جماهير الأسود إلى الحضور بكثافة خلال مواجهة تنزانيا، على الملعب الشرفي بوجدة، وقال في تصريحات لموقع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم: “نسعى لحسم التأهل مبكرا إلى نهائيات كأس العالم، والتي ستقام في أميركا وكندا والمكسيك.”

وتابع: “بطبيعة الحال يهمنا حضور الجماهير بشكل كبير، مثلما تفعل معنا في جميع المباريات.” ونوه بأن “الحضور الجماهيري سلاحنا لهزيمة تنزانيا، كما أتمنى أن أكرر ما فعلته أمام النيجر بهز الشباك، سعيد بتسجيل هدفي الأول مع المنتخب المغربي، لكن انتصار الفريق في المقام الأول، وليس تحقيق الأرقام الفردية.”

ووَاجَه المنتخب المغربي نظيره التنزاني، في ست مباريات على مر التاريخ، حيث حقق "أسود الأطلس" خمس انتصارات فيما تمكن "ملوك الطوائف" من تحقيق فوز وحيد، علما أن اللقاء الأول أجري بينهما سنة 2010، فيما كانت المواجهة الأخيرة عام 2024.

رؤية ملكية ومشروع كروي طموح

لا شك أن تحقيق هذا الإنجاز يعد ثمرة مشروع كروي متكامل تقوده الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحت رئاسة فوزي لقجع، وبدعم وتوجيه من الملك محمد السادس، فقد استثمر الملك بقوة في تطوير بنيته التحتية الرياضية، مثل مركب محمد السادس لكرة القدم، الذي يُعد واحدًا من أفضل مراكز التكوين في العالم، كما شهد الدوري المحلي تحسنًا ملحوظًا، مما أثر إيجابيًا على مستوى اللاعبين المحليين والدوليين على حد سواء.

وتحول المغرب، تحت القيادة الملكية، إلى نموذج رياضي يُحتذى به في إفريقيا والعالم العربي من خلال الاهتمام الكبير بتطوير المواهب، والاستثمار في التكوين، وتحقيق إنجازات تاريخية مثل نصف نهائي كأس العالم 2022، كما بات "أسود الأطلس" فريقًا يُحسب له ألف حساب على الساحة العالمية، ومن شأن التأهل المبكر إلى كأس العالم تأكيد نجاح هذه الرؤية الطموحة ومكانة المغرب كواحد من القوى الكروية الصاعدة عالميًا.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

إعلام موسمي وجمهور غائب.. هل نُنصف كرة القدم النسوية؟

سندرلاند يطرق باب أكرد.. والمدافع المغربي يُمهل قرار الحسم

“ماركا”: “الفيفا” أعطت ضمانات لإقامة نهائي مونديال 2030 في مدريد.. هل هي محاولة ضغط وتسويق للموقف الإسباني؟