أنطوني، اسم تصدر مقاطع السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. جناح مانشستر يونايتد السابق، الذي شكّل انتقاله من أياكس إلى الشياطين الحمر صيف 2022 صفقة مثيرة بلغت قرابة 100 مليون يورو، وجد نفسه في مواجهة انتقادات لاذعة، وموسمين لم يرتقيا لطموحات جماهير الأولد ترافورد.
رغم بدايته الواعدة بتسجيله في أول مباراة له في الدوري الإنجليزي، وجد اللاعب صعوبة في التأقلم، وتراجع أداؤه، منهياً الموسم الأول بـ10 أهداف و5 تمريرات حاسمة. غير أنه لم يُظهر ما يبرر حجم الصفقة والضجيج الذي رافقها، فأسلوبه الذي مزج بين المهارة والاستعراض لم ينجح في النسق السريع للدوري الإنجليزي.
في موسمه الثاني، تفاقمت أزمة اللاعب، حيث فقد الثقة، وتراجع مستواه، مسجّلًا 3 أهداف فقط طوال الموسم، وسط أجواء مضطربة في مانشستر. ومع تراجع نتائج الفريق، أصبح أنطوني محطّ سخرية، حيث ارتبط اسمه بأداء فردي باهت، وعرضيات زائدة، ومقاطع التهكم على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي سنة 2025، انتقل أنطوني إلى ريال بيتيس على سبيل الإعارة، في صفقة بدت وكأنها محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مسيرة اللاعب. غير أن اللاعب خلق المفاجأة، ووجد نفسه من جديد مع المدرب مانويل بيليغريني.
وقدم أنطوني نسخة مختلفة، أقل استعراضًا وأكثر التزامًا مع الفريق الإسباني. فحتى الآن، سجّل اللاعب 8 أهداف في مختلف المسابقات، ولعب دورًا مهمًّا في وصول الفريق إلى نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، وبات يشكّل أحد أهم الأوراق الهجومية في كتيبة بيليغريني، ليس فقط بأرقامه، بل بقدرته على الضغط العالي والتحرّك بدون كرة.
وما لفت النظر في تجربة أنطوني مع ريال بيتيس، ليس فقط تحسّن الأداء، بل التغيير الذهني، حيث اختار اللاعب التركيز على تطوير نفسه بدل الردّ على الانتقادات. وبينما كانت وسائل التواصل تسخر منه قبل مدة، ها هي اليوم تتداول أهدافه وأرقامه مع الفريق الإسباني.