مع إسدال الستار على منافسات البطولة الوطنية الاحترافية – القسم الأول، الأحد المنصرم، دخل فريق حسنية أكادير لكرة القدم في دوامة من القرارات المثيرة للجدل، التي سرعان ما تحولت إلى أزمة داخلية عميقة، فجّرت استياءً واسعاً في صفوف منخرطي النادي، وأثارت العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل الفريق وتدبير شؤونه الإدارية والرياضية.
وفي بلاغ ناري صادر عن منخرطي الفريق بـ "الخط الأحمر"، عبّرت الجماهير السوسية عن غضبها مما وصفته بـ"مقصلة معلنة" استهدفت ممثل الجنوب المغربي، واعتبرته مسًّا خطيرًا بمبدأ العدالة الرياضية وخرقًا صريحًا لتكافؤ الفرص بين الأندية.
وأثار قرار العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية بإجراء مباراة "السد" لتحديد مصير بقاء الفريق، موجة سخط واسعة، حيث اعتبر البلاغ أن هذا القرار ليس مجرد إجراء إداري، بل ضربة موجعة لمشروعية المنافسة، وزعزعة لثقة الجمهور في حيادية التسيير الكروي بالمغرب.
ملعب "أدرار": عنوان التهميش؟
لم يخفِ البلاغ استياءه من قرار عدم برمجة مباريات الحسنية على ملعب "أدرار" طيلة مراحل حاسمة من الموسم، رغم جاهزية المنشأة، معتبرًا ذلك مؤشرًا على تهميش ممنهج لفريق ينتمي إلى منطقة ذات رمزية وطنية وتاريخية.
وطالب البلاغ بإجراء مباراة "السد" على أرضية الملعب ذاته، نهارًا، بعد انتهاء أشغال التهيئة واستيفائه للشروط التنظيمية والأمنية، شأنه في ذلك شأن ملاعب أخرى كملعب محمد الخامس ومركب مراكش.
وقد دعا "الخط الأحمر" المكتب المديري للتحرك العاجل عبر تقديم طلب رسمي لإجراء مباراة "السد" في ملعب "أدرار"، محذرًا من التراخي في لحظة اعتُبرت مفصلية في تاريخ النادي. وشدد على ضرورة التفاعل الجاد مع دعم السلطات المحلية، وعلى رأسها والي جهة سوس ماسة، والمنتخبين المحليين، والفعاليات الاقتصادية.
وفي دعوة وُصفت بالحاسمة، حث البلاغ جماهير الفريق على الحضور القوي والمنضبط في مباراة "السد"، واعتبر ذلك واجبًا أخلاقيًا ورسالة مقاومة ضد محاولات الإقصاء والتهميش. كما دعا مكونات النادي لتوحيد الصفوف، تجاوز الخلافات، وتغليب مصلحة الفريق العليا.
ورغم الأزمة الراهنة، أبدى "الخط الأحمر" إيمانه بقدرة النادي على تجاوز هذه المرحلة، بشرط الالتفاف حول مشروع إصلاحي حقيقي، واستثمار الدعم الجماهيري والمؤسساتي الواسع. فالمعركة، كما وصفها البلاغ، ليست فقط مباراة في الملعب، بل معركة من أجل الكرامة، العدالة، والانتماء.
ويُذكر أن فريق حسنية أكادير سيخوض مباراة السد من أجل ضمان بقائه في القسم الأول، بعدما أنهى الموسم في المركز الثالث عشر برصيد 29 نقطة. وقد جاء هذا الترتيب بعد موسم صعب عرف تقلبات كثيرة في الأداء والنتائج، ما جعله يصارع من أجل تفادي الهبوط المباشر حتى الجولات الأخيرة من البطولة.