ظل مدرب المنتخب المغربي الرديف، طارق السكتيوي، مُخلصاً لقاعدته في السنوات الأخيرة، واستمر في التمسك بإجراء المباريات الودية خلف الأبواب المغلقة، وبعيدا عن عدسات الكاميرات ووسائل الإعلام، آخرها مواجهة المنتخب المصري، أمس الخميس، والتي احتضنها ملعب "البشير" بمدينة المحمدية، وآلت للنخبة الوطنية بهدفيْن نظيفيْن.
الناخب الوطني الذي يُعِدُّ العُدّة رفقة كتيبته لخوض غمار منافسات كأس العرب المقررة بقطر، شهر دجنبر القادم، سبق له اعتماد هذه الاستراتيجية في مهامه السابقة، خاصة حينما أشرف على المنتخب الأولمبي الذي شارك في "أولمبياد باريس 2024"، وأيضاً لمّا اعتلى العارضة الفنية للمنتخب المحلي قبل حضور مسابقة "الشّان" الأخيرة.
ويروم السكتيوي من خلال هذه الخطوة تحصين سرّيته التكتيكية والفنية، وحجب إمكانية الاطلاع على أسلوب لعب المنتخب الوطني عن المنافسين؛ وهي وصفة اختبرها الإطار المغربي في عدة مناسبات، وتُشير نتائجها السابقة إلى نجاحها، لحدود الآن، مُظهرة أن الاحتراس والتحفُّظ والكتمان عناصر ساهمت في مضاعفة متاعب الخصوم ضد "الأسود".
ومن النتائج اللافتة التي حقّقها السكتيوي في السنة الأخيرة، تحقيقه رفقة المنتخب الأولمبي للميدالية النحاسية في الألعاب الأولمبية بفرنسا، والتي سبقتها إجراء عدة لقاءات ودية مُسيّجة بالسِّرية، فضلا عن ظفره ببطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين في كل من أوغندا وتنزانيا وكينيا.
وسبق لمدرب المغرب الفاسي سابقا، أن تناول خلفيات هذا القرار في تصريحات لوسائل الإعلام، مُعتبرا أن هذه الرؤية التي يتبنّاها تُعد مُلزمة لدواعي فنية وتكتيكية، مُضيفا بالقول قبل المشاركة في الأولمبياد: "فرضنا السرية على المباريات الودية مثلما فعل بعض خصومنا، أُدرك مدى ارتباط الجمهور المغربي بالفريق الوطني لكنني اضطررت إلى ذلك لكي نشتغل في هدوء".
ويستعد المنتخب المحلي للتنافس في مسابقة كأس العرب المقرر إجراؤها في قطر، ما بين الفاتح والـ18 من شهر دجنبر القادم، ومن المُنتظر أن ينفتح السكتيوي على خيارات بشرية تشمل اللاعبين المغاربة المُمارسين في الدوريات العربية كذلك.
ويخوض المحليون مباراة ودية، يوم الثلاثاء القادم، أمام المنتخب الكويتي، بدبي الإماراتية، التي شدّت إليها بعثة النخبة الوطنية الرحال، ظهر اليوم الجمعة، لاستكمال تحضيراتها هناك قبل إجراء هذا اللقاء.