كشف تقرير إعلامي، أن التنظيم المحكم الذي شهده المغرب لبطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2025، والتي بلغت ذروتها بمواجهة نهائية تاريخية جمعت المنتخب المغربي ونظيره النيجيري على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، يعد بمثابة شهادة قوية وبرهان عملي على جاهزية المملكة التامة لاستضافة الحدث القاري الأكبر، كأس الأمم الأفريقية للرجال، في غضون أشهر قليلة.
ويعتبر هذا النجاح تتويجا لجهود تنظيمية دقيقة، ويقدم صورة مشجعة للغاية حول قدرة المغرب على إدارة تظاهرات رياضية بهذا الحجم، معززا بذلك سجله الحافل في هذا المجال ومقدما نفسه كقوة تنظيمية رائدة على المستوى القاري، وفق التقرير الذي نشرته مجلة “جون أفريك” الفرنسية.
ويأتي هذا التقييم ليسلط الضوء على الكواليس التنظيمية للبطولة، موضحا أن اختيار ستة ملاعب متوسطة الحجم في مدن الرباط ووجدة وبركان والمحمدية والدار البيضاء لم يكن عشوائيا، بل جاء نتيجة قرار استراتيجي مدروس. فالسبب الرئيسي وراء هذا الاختيار يكمن في خضوع الملاعب الرئيسية الكبرى في البلاد لعمليات تجديد وتطوير شاملة لتكون في أبهى حلة لاستقبال مباريات بطولة الرجال.
وقد أشار مسؤول في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى أنه لو كان أحد الملاعب الكبيرة متاحا، لكان من الممكن بسهولة ملء مدرجات تتسع لخمسين ألف متفرج في المباراة النهائية، خاصة مع الحماس الجماهيري الكبير الذي رافق مسيرة “لبؤات الأطلس”، على غرار ما حدث في نهائي نسخة 2022.
وشهدت فعاليات البطولة، على امتداد أسابيع المنافسة، أجواء احتفالية وودية غلبت على جميع المباريات، حيث تحولت المدرجات إلى مساحة عائلية آمنة، تميزت بحضور جماهيري لافت ومختلط، ضم أعدادا كبيرة من النساء والفتيات، مما أضفى طابعا خاصا على الحدث، على حد ما أورده التقرير.
وبحسب شهادات صحفية محلية، فإن الجماهير حضرت من أجل الاستمتاع بكرة القدم وقضاء وقت ممتع، وقد ساهم حجم الملاعب المتوسط في تعزيز هذه الأجواء الحميمية. وعلى الرغم من تسجيل بعض التوترات البروتوكولية المعتادة مع الجانب الجزائري، والتي تمثلت في حوادث معزولة مثل إخفاء شعارات الرعاة، إلا أن المصادر أكدت أنها لم تؤثر إطلاقا على السير العام السلس للبطولة، التي جرت دون تسجيل أي حوادث أمنية كبرى أو أعمال عنف تذكر.
وأجمعت شخصيات رياضية أفريقية وازنة، كانت حاضرة في قلب الحدث، على الإشادة بالاحترافية العالية التي أدار بها المغرب هذه البطولة. وفي هذا السياق، أكدت رئيسة الوفد السنغالي، سيني ندير سيك، أن الخبرة المغربية في تنظيم البطولات كانت واضحة للعيان في أدق التفاصيل، بدءا من سلاسة إجراءات الاستقبال في المطار، ومرورا بجودة الملاعب ومرافق التدريب والفنادق ووسائل النقل، وصولا إلى الحضور الأمني المكثف والمنظم الذي ضمن سلامة الجميع.
ومن جانبها، وصفت المدربة السابقة لمنتخب كوت ديفوار، كليمنتين توريه، البطولة بأنها “نجاح باهر”، مشيرة إلى التطور الملحوظ في الأداء التنظيمي المغربي مقارنة بنسخة 2022، حيث تم رفع عدد الملاعب المضيفة من ثلاثة إلى ستة، والأهم من ذلك، تطبيق نظام “المعسكرات التدريبية الأساسية” للفرق في المدن التي تخوض فيها مبارياتها، وهو النظام الذي سيتم اعتماده في بطولة الرجال القادمة، مما يجعل من هذه البطولة النسائية مختبرا ناجحا لهذه الاستراتيجية.