فوزية مدهوني.. شابة طموحة جعلت من كرة القدم الأمريكية منطلقا لتحقيق الذات ورفع التحديات

08 مارس 2022 - 06:30

بدافع الشغف بكرة القدم الأمريكية، استطاعت الشابة فوزية مدهوني رفع التحدي المتمثل من جهة في تحقيق الذات، ومن جهة أخرى في جعل هذه الرياضة معروفة ومتداولة في المغرب عبر قيامها بالعديد من الأنشطة التي أكسبتها الاحترام وإعجاب العديد من الفعاليات الرياضية.

وقالت مدهوني، في تصريح لوكالة الأنياء الرسمية، إن بداية قصة ولعها بكرة القدم الأمريكية انطلقت من يوم إعجابها بصورة لزميلتها في الدراسة وهي ترتدي خوذة وواقية للكتف، حيث كانت رؤيتها لهذه الصورة والمعدات بمثابة الدافع للتطور وولوج مغامرة عالم كرة القدم الأمريكية.

ومنذ ذلك الحين، وجدت مدهوني نفسها رهينة شغفها بكرة القدم الأمريكية، مما دفعها إلى تأسيس نادي كرة القدم الأمريكية النسوي يحمل اسم "جاغوارز".

بالنسبة لابنة مدينة سلا، فإن ممارسة الرياضة سمحت لها بمواجهة التحديات والصعوبات، خاصة من أجل حياتها بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي والذي لم يؤثر على طموحاتها، لكنها سرعان ما اقتنعت أن الرياضة تعد سلاحا ضد المرض إلى جانب آفاق أخرى للعمل المرتبطة دائما بكرة القدم الأمريكية.

وقبل مرضها الذي حرمها من اللعب بشكل احترافي، كانت مدهوني أول إمرأة عربية وإفريقية توقع عقدا للعب مع نادي "فيلادلفيا فانتومز" الممارس في بطولة كرة القدم الأمريكية النسوية.

ووجدت فوزية مدهوني نفسها أمام معركة أخرى والمتمثلة في محاربة الهدر المدرسي وتمكين الفتيات من خلال ممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم الأمريكية.

ومن أجل بلوغ هذا الهدف، أسست مدهوني جمعية "وي كان موروكو "، التي تهدف إلى تطوير مؤهلات الشباب من خلال كرة القدم الأمريكية، بدعم من المؤسسة الأمريكية "ستار رايت".

وفي هذا السياق، أبرمت هذه الشابة شراكة مع الجماعة الترابية سيدي بوقنادل من أجل إطلاق أول أكاديمية مخصصة لكرة القدم الأمريكية في المغرب، وهي مبادرة نابعة من رغبتها في مشاركة شغفها مع أكبر عدد ممكن من الناس.

وبالمناسبة، أكدت الفاعلة الجمعوية فوزية مدهوني إن مبادرة " وي كان موروكو" التي أطلقتها بشراكة مع الجماعة الترابية سيدي بوقنادل وتتجاوز إطار ممارسة الرياضة، تهدف إلى جعل هذا السلوك رافعة أساسية للتنمية على المستويين الفردي والجماعي.

وأوضحت أن هذه المبادرة تروم أيضا وضع رهن إشارة الفتيات والفتيان الآليات والأدوات الضرورية لتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم"، مضيفة أن شباب الأكاديمية يستفيدون من دروس في مجال الريادة وتعلم اللغات.

وبفضل نشاطها الجمعوي وإتقانها للغة الإنجليزية، تم اختيار فوزية من قبل برنامج عالمي للرياضة تم إطلاقه في سنة 2012 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والهادف إلى تمكين النساء، من خلال الرياضة، لمساعدة الجماهير العريضة المتعطشة لكرة القدم الأمريكية.

وتمكنت هذه الشابة، انطلاقا من هذا الحدث الرياضي الكبير، من إرساء "التشبيك" للترويج لجمعيتها وإقامة شراكات، وخاصة مع الجامعات الأمريكية بغية السماح لشباب "وي كان موروكو أكاديمي " بمواصلة مسيرتهم الرياضية ودراساتهم في هذه الجامعات.

ومن أجل إعداد رياضيين من المستوى العالي في المستقبل لأكاديميتها غير النفعية، دعت مدهوني محترفي كرة القدم الأمريكيين إلى مشاركتهم التداريب، مثل أمبرا ماركوتشي وزاك ولد سيدي وإيرل وولف الذين لعبوا مع جاكسونفيل وجاغوارز وواشنطن ريد سكينز وإنديانابوليس كولتس.

وبدعم من فريق من الشباب المتطوعين، لا تنوي فوزية التوقف عن مشوارها الجيد، بل تحذوها إرادة قوية لبلوغ تحديها المقبل، والمتمثل في افتتاح أكاديمية جديدة في الأشهر المقبلة بمدينة الرباط، باعتبارها لبنة جديدة لهذه الشابة المتحمسة من أجل نشر قيم الرياضة وشغفها بممارسة كرة القدم الأمريكية.

وخاضت الشابة مدهوني (26 سنة)، المولعة بالرياضة وكرة القدم الأمريكية، العديد من المعارك التي اتخذتها وسيلة لرفع التحديات من أجل تعزيز تمكين النساء وخاصة الفتيات وإنخراطهم في التنمية المحلية.

*و.م.ع

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

ألمانيا تعتزم تنفيذ إجراء اضطراري خلال منافسات يورو 2024

ميسي: كنت سأعتزل لو خسرنا المونديال

حكيمي أول مغربي يقتحم تشكيلة أغلى لاعبي كرة القدم على مر التاريخ