درة على تاج الملك.. خطوة أخيرة تفصل ميسي عن “الأسطورة”

15 ديسمبر 2022 - 06:30

مدعوما من 47 مليون أرجنتيني ومئات الملايين حول العالم من عشاق موهبته الصارخة قاد ليونيل ميسي بلاده إلى نهائي كأس العالم 2022 في قطر، لإنهاء مقاومة كرواتيا الشجاعة بثلاثية نظيفة الثلاثاء، ليستمر في رحلة البحث عن لقب وحيد ينقص خزانته المترفة.

وبعد تخطيه عقبة كرواتيا بركلة جزاء لميسي وثنائية للشاب جوليان ألفاريز يتعين على "ألبيسيليستي" الخضوع لامتحان أصعب في نهائي الأحد أمام فرنسا حاملة اللقب.

وعلى ملعب لوسيل الذي امتلأ بجماهير زاحفة من بوينس آيرس وأخرى مقيمة في الدوحة عبّرت طوال البطولة عن دعمها غير المنقطع لأفضل لاعب في العالم 7 مرات حسمت الأرجنتين بطلة 1978 و1986 منطقيا النتيجة في الشوط الأول، قبل توجيه الضربة القاضية في الثاني.

استغل ألفاريز (22 عاما) خطأ دفاعيا بالتغطية من المخضرم ديان لوفرين بعد تمريرة جميلة من الشاب إنزو فرنانديز، فانفرد بالحارس دومينيك ليفاكوفيتش الذي أسقطه أرضا، فاحتسب الحكم الإيطالي دانييلي أورساتو ركلة جزاء بعد نحو نصف ساعة على البداية.

ترجم ميسي ركلة الجزاء إلى هدف، رافعا رصيده إلى 5 أهداف بالتساوي في صدارة ترتيب الهدافين مع زميله في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي كيليان مبابي، و11 في مجمل مشاركاته في كأس العالم.

ولم يتأخر لاعبو المدرب الشاب ليونيل سكالوني في مضاعفة النتيجة عندما استغلوا كرة أهدرها الكروات أمام منطقتهم، فانطلق ألفاريز بسرعة صاروخية وتخلص من دفاع كرواتيا وسجل منفردا في مرمى ليفاكوفيتش في الدقيقة الـ39.

وفي الدقيقة الـ69 تبختر ميسي في منطقة جزاء كرواتيا متلاعبا بالشاب يوشكو غفارديول أحد أفضل مدافعي البطولة، فمرر كرة حاسمة لألفاريز الذي رفع رصيده إلى 4 أهداف في قطر.

وأحرز ميسي (35 عاما) كل الألقاب الممكنة، خصوصا مع ناديه السابق برشلونة الإسباني، وأتبعها بتتويج قاري مع منتخب بلاده في كوبا أميركا في عقر دار البرازيل عام 2021، لكن اللقب العالمي الأهم لا يزال يهرب من لاعب سجل 790 هدفا بعد 4 إخفاقات أقربها للتتويج عام 2014 عندما خسر في الرمق الأخير أمام ألمانيا.

تتويجه الأحد سيضعه دون أي شك في مصاف البرازيلي بيليه المتوج 3 مرات في 1958 و1962 و1970، ومواطنه الراحل دييغو مارادونا الذي قاد "بمفرده" الأرجنتين إلى لقبها الثاني في 1986.

مساندة العائلة

كما فعل مارادونا قبل 36 عاما -ولو بنسب مختلفة- يقدم ميسي مستويات رائعة في قلب تشكيلة لا تضم نجوما خارقين في الملاعب الأوروبية كما في العقدين الأخيرين.

وإضافة إلى أهدافه الخمسة مرر ميسي 3 كرات حاسمة، وسدد 27 مرة، وصنع 18 فرصة، ويدرك تماما أنها الفرصة الأخيرة له في المسابقة كما عبر عن هذا الأمر في أكثر من مناسبة.

وقال ميسي -الذي عادل الثلاثاء الرقم القياسي للألماني لوتار ماتيوس بخوضه المباراة الـ25 في كأس العالم وسيحطمه على الأرجح في النهائي- "ما عشناه حتى الآن كان رائعا، لا أريد فقدان هذا الأمر، أفكر بعائلتي، هذا الأهم بالنسبة لي، تفعل كل ما في وسعها من أجلي، مررنا بالسراء والضراء، والآن سنستفيد مع الجميع، مع كل الأرجنتينيين".

وإلى جانب أدائه المميز لفت ميسي "الخجول" الأنظار في مونديال قطر بحضوره في ساحة المعارك والمناوشات اللفظية، على غرار اشتباكه الكلامي مع مهاجم هولندا فاوت فيخهورست إثر تخطي البرتقالي بصعوبة بالغة في ربع النهائي بركلات الترجيح بعد إهدار التقدم بهدفين في الدقائق الأخيرة.

وبموازاة ذلك، أخفقت كرواتيا ذات الـ4 ملايين نسمة الواقعة في قلب أوروبا على البحر الأدرياتيكي في بلوغ ثاني نهائي تواليا، بعد أن صدمت العالم في 2018 بمشوار رائع قبل خسارة النهائي أمام فرنسا 2-4.

وكما في 2018 قادها عقلها المدبر لوكا مودريتش (37 عاما)، لكنه رضخ أمام عظمة ميسي، على غرار خط وسطها المرهق أمام فورة الأرجنتين الهجومية.

وقال مدربها زلاتكو داليتش "علينا أن نوحد أنفسنا، ونرفع رؤوسنا، لا أستطيع أن ألوم الأولاد على أي شيء، سنقاتل من أجل المركز الثالث، ليس لدينا الكثير لنشتكي منه، يجب أن نستعد للمركز الثالث، إنها هزيمة مستحقة".

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

عدلي وحارث وأوناحي يعبرون لنصف نهائي الدوري الأوروبي.. والكعبي والعربي يتأهلان في “المؤتمر”

نهضة بركان يفتقد خدمات 4 لاعبين أمام اتحاد العاصمة الجزائري

رئيس أولمبيك الدشيرة “يهدد” حكم مباراة فريقه والكوكب المراكشي