هل ساهم الإعلام الجزائري في إقصاء منتخب الخضر من الـ”كان”؟

24 يناير 2024 - 06:30

في كل دول العالم تعتبر كرة القدم رياضة كباقي الرياضات التي لا تخلو من المنافسة بين كل الممارسين، إلا في الجزائر التي تحمل منتخبها الوطني لكرة القدم ما لا يطيق وتجعله يلعب الكرة لأهداف قد تتجاوز ما هو رياضي بكثير، كما يصر على ذلك قادة الجارة الشرقية وإعلاميوها في أكثر من مناسبة.

ونتيجة لذلك يلعب المنتخب الجزائري داخل رقعة الملعب في ضغط رهيب يحول دون تحقيق النتائج التي ينتظرها على الأقل مشجعو ثعالب الصحراء الحقيقيون الذين يرفضون الزج باللاعبين في حسابات سياسية ضيقة لا تخدم مصالح اللاعبين ولا مصلحة الفريق الجزائري ككل.

استباق للنتائج وضغط دائم

هذا الضغط اعترف به مدرب الخضر نفسه جمال بلماضي عندما سئل قبل اللقاء الذي جمع الجزائر بموريتانيا إن كان ولاعبوه يعيشون نوعا من الضغط بالنظر إلى عدم تحقيق الفوز في المبارتين الماضيتين، وقال: “نحن دائما تحت الضغط.. ألا تعرفون الجزائر !”.

وأضاف المدرب الجزائري، في ندوة صحفية خاصة بلقاء الجولة الـ 3 من مجموعات “كان” كوت ديفوار: “نعم نحن تحت الضغط، وهذه هي كرة القدم، وإن شاء الله سنكون جاهزين غدا”.

وفي كل مرة يظهر المنتخب الجزائري بصورة باهتة، رغم وجود لاعبين كبار، يحاول الإعلام الجزائري توجيه الاتهامات في كل الاتجاهات دون أن يتمكن من تغيير واقع كرة القدم الجزائرية والنتائج السلبية التي تسجلها في كل تظاهرة رياضية، وآخرها عدم التأهل لمونديال قطر 2022 والخروج من الدور الأول من نسخة الكان المقامة حاليا بالكوت ديفوار.

ويحمل العديد من المتتبعين الإعلام الجزائري الجزء الأكبر من المسؤولية في الإخفاقات المتتالية لمنتخب الخضر منذ آخر إنجاز له وحصوله على الكأس الافريقية صيف 2019 بمصر.

ويعمل الإعلام الجزائري في كل مناسبة على تبرير النتائج السلبية التي يسجلها رفاق بلماضي منذ نسخة الكامرون بعيدا عن قواعد اللعبة، إذ اتهمت الحكم غاساما بإقصاء الخضر من مونديال 2022 ووصف ذلك بـ “الكارثة”، بعد أن تلقى المنتخب الجزائري صدمة بعدم التأهل لكأس العالم وخسارته أمام منتخب الكامرون في مارس 2022.

كما استبق في العديد من المناسبات نتائج المباريات التي يكون فيها المنتخب الجزائري طرفا فيها ويحاول نشر اتهامات لا توجد إلا في مخيلة من صنعها والتي تؤثر على أداء الخضر، من قبيل اتهام رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع بدفع رشاوى للحكام في إفريقيا من أجل التحكم في نتائج المباريات".

وفي هذا السياق، كتب المعلق الجزائري المعروف بتسويقه لروايات نظام العسكر، حفيظ دراجي، عبر صفحته بالفايسبوك مستبقا نتيجة منتخب بلاده ضد منتخب "المرابطين": "الجزائر تلعب من أجل الفوز بمبارياتها في كأس أمم أفريقيا، والبعض يترقب خسارتها، بل يتمنى ويسعى ويخطط لذلك بكل الطرق".

وأضاف الدراجي في تدوينة لاقت استياء واسعا من طرف المعلقين: "خروجنا من البطولة لا يحزننا أبدا، خاصة إذا كان يسعد البعض ويرفع عنهم قليلا من الهم والغم، ويجعلهم يشعرون بالتفوق على الأقل في الكرة".

وفي اعتراف واضح من الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، شرف الدين عمارة، على أن إقصاء المنتخب الوطني من “كان” كوت ديفوار، وسبب الانكسارات المتعاقبة هي نتائج ما يمارس اليوم".

وكتب شرف الدين عمارة عبر حسابه بالفيسبوك: “لا تضيعوا الوقت في البحث عن المذنب، ابحثوا عن أسباب الانكسارات المتعاقبة، المستقبل هو نتائج ما نفعله اليوم”.

المنتخب الرهينة

وفي تعليقه على الموضوع، قال المحلل الرياضي، محمد الروحلي، في تصريح لجريدة "العمق"، إن تصريحات بلماضي التي أدلى بها قبل مباراة الجزائر ضد موريتانيا بخصوص الضغط الذي يعيشه ولاعبو المنتخب تصرف تلقائي، بعد أن تحول سنة 2019 كمتوج بالتاج الإفريقي إلى بطل قومي، تمارس عليه الآن كل أنواع الضغط والتعذيب النفسي.

وقال الروحلي إن الطغمة العسكرية المتسلطة على رقاب الشعب الجزائري الشقيق وإعلامه حولوا منتخب كرة القدم، إلى رهينة وإلى ورقة تستعمل، بمختلف الواجهات، فهو وسيلة لإسكات الأفواه داخليا ومنبر للإلهاء وتحويل الأنظار عن المشاكل الداخلية، كما تحول كذلك إلى ورقة لمواجهة خصم، لا يوجد إلا بمخيلة من يتحكمون برقاب بلد المليون شهيد.

وأوضح أن هؤلاء وضعوا منتخب "محاربو الصحراء" تحت الضغط، وحملوا أفراده ما لا طاقة لهم به، يسعون إلى تغيير مهنة اللاعب، من ممارس محترف لكرة القدم، ويبدع فوق أرضية الملعب، إلى مجال آخر لا علاقة به، بل مواجهة الأعداء وتحقيق نتائج تسكت الأفواه، والوصول إلى مستويات تثبت قيمة ما يصطلح عليه عندهم بـ "القوة الضاربة".

وأضاف الخبير في الشأن الرياضي أن الهذيان سيطر على المشهد إلى درجة أن هذا اللاعب، الذي اختار الدفاع عن قميص بلده الأصلي، ليس طمعا في المال أو الشهرة، أصبح يجد صعوبة بالغة في دخول أرضية الميدان، إلى درجة أنه فقد حتى الرغبة في خوض المباريات.

وأشار المتحدث ضمن تصريحه إلى أن كل هذا الهذيان وجد -للأسف- من يروج ويدافع عن نظرياته، إنهم مجموعة من الصحفيين ممن زاغوا عن شرف المهنة، بل منهم من تحول إلى بوق للكابرانات، يكذب كما يتنفس، يحول المعطيات، بدون دلائل أو معطيات دامغة، إلى خانة التآمر الخارجي وحرب الكواليس والتخطيط المسبق، وغيرها من الأوهام المعشعشة، داخل مخلية وتفكير صحفي يستغل انتشار قناة محترمة لنفت السموم وزرع نار الفتة بين الأشقاء.

وقال إن ما حدث للمنتخب الجزائري الذي كان لحدود الأمس القريب مفخرة حقيقية بفضل عروضه وأدائه المبهر مؤسف بعدما تم استهدافه من الداخل، وتم تحويل طريقه نحو متاهات الحسابات السياسية الضيقة، واستغلال نتائجه للترويج لأجندات معينة، وخدمة أطماع ترفضها الرياضة، كما يرفضها العقل السليم، يضيف الروحلي.

وأمس الثلاثاء، أسدل الستار عن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة الرابعة بكأس الأمم الإفريقية كوت ديفوار 2023 في نسخته الـ34 بإقصاء منتخب الجزائر من دور المجموعات.

وعلى أرضية ملعب السلام (بواكي) باغت المنتخب الموريتاني خصمه الجزائري في الشوط الأول من المواجهة بهدف عن طريق محمد ديلاهي يالي في الدقيقة 37 من عمر المباراة.

ورفعت نتيجة المباراة رصيد المنتخب الموريتاني الى 3 نقاط في المركز الثالث، فيما تجمد رصيد المنتخب الجزائري عند نقطتين في المركز الرابع، فيما تأهل بشكل مباشر منتخب أنغولا ب7 نقاط، بوركينا فاسو ب7 نقاط.

وتعادل المنتخب الجزائري في الجولة الأولى أمام أنجولا 1-1، قبل أن يتعادلوا في الجولة الثانية مجددًا مع بوركينا فاسو بنتيجة 2-2، ليرفع الخضر رصيدهم إلى نقطتين في المركز الثالث خلف أنجولا وبوركينا، ولكل منهما 4 نقاط، في الوقت الذي تتذيل فيه موريتانيا المجموعة بدون رصيد من النقاط.

وغابت نغمة الانتصارات عن الجزائر منذ فوزها على السنغال بهدف وحيد في المباراة النهائية لنسخة 2019 في القاهرة، حيث خرجت خالية الوفاض من الدور الأول لنسخة 2021 في الكاميرون.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

أشبال الأطلس ينهزمون أمام اكوادور بضربات الجزاء الترجيحية

بعد اشتباكهم وسط المباراة.. صلاح وكلوب يعلقان عن الحادثة

الجيش الملكي يستنكر “الأخطاء التحكيمية” بمواجهة حسنية أكادير ويشكو الرداد للجنة التحكيم