آخرهم دياز.. لاعبون أداروا ظهرهم لإسبانيا واختاروا تمثيل المنتخب المغربي

12 مارس 2024 - 08:00

عرفت السنوات القليلة الماضية صراعا كرويا بين المغرب وإسبانيا للظفر بخدمات أبرز اللاعبين الشباب ذوي الجنسيات المزدوجة، الحاملين لأصول مغربية، آخرهم نجم ريال مدريد، ابراهيم دياز، الذي اختار تمثيل أسود الأطلس.

ويتيح قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم لللاعبين مزدوجي الجنسية أن يغيّرو منتخباتهم، شريطة ألا يكون ذلك في بطولة قارية أو عالمية (ليس التصفيات)، وألا يتجاوزا من العمر 21 عاما، وأن لا يتجاوز عدد مبارياته مع منتخبه الأول ثلاثة.

واختار مجموعة من اللاعبين الحاملين للجنسيتين الإسبانية والمغربية، والمنحدرين من أصول مغربية، تمثيل وطنهم الأصلي، حيث اشتد الصراع بين الدولتين للفوز بخدمات عدد من المواهب التي ظهرت في السنوات الأخيرة، أبرزهم أشرف حكيمي، فمن هم أبرز اللاعبين الذين أداروا ظهرهم لإسبانيا واختاروا تمثيل المنتخب المغربي؟

أشرف حكيمي

ولد حكيمي في مدريد لأبوين مغربيين، وعاش في العاصمة الإسبانية كل سنوات طفولته، إلا أنه وعلى عكس العديد من اللاعبين فضل تمثيل المغرب على إسبانيا، رغم أن الفرصة كانت متاحة له، ليكون لاعباً في المنتخب الوطني الإسباني.

يقول حكيمي، في حوار أجرته صحيفة "ماركا" معه: "نعم.. كانت هنالك لحظات برفقة منتخب إسبانيا للناشئين، وذهبت برفقة المدرب دل لافوينتي لتمثيل إسبانيا، وقضيت بعض الأيام من أجل التجربة في لاس روزاس (مكان التدريب).

ويكمل حكيمي: "شعرت بأنه ليس المكان المناسب لي، لا لشيء ملموس، وإنما لأنه لم يكن مماثلاً لما تشربته من ثقافة عربية في منزلي، وأردت أن أكون مغربياً، فالوجود هناك لم يشعرني بأنني في منزلي".

وتابع: "لا أعلم كيف سيكون الأمر لو لعبت للمنتخب الإسباني تلك الفترة، لكن من المؤكد أنني أحسست بانتماء أكثر إلى المغرب، بسبب ديني وعائلتي وجذوري هناك، حيث كان الاختيار الأنسب".

ابراهيم دياز

حسم ابراهيم دياز قراره بتمثيل المنتخب المغربي في الفترة المقبلة بداية من التوقف الدولي أواخر شهر مارس الجاري، حيث اقتنع بمشروع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وتدرج اللاعب في الفئات السنية للمنتخب الإسباني كما سبق وأن شارك في مباراة ودية مع المنتخب الأول سنة 2021 وكان متواجدا في دكة الاحتياط في مقابلات رسمية.

وولد اللاعب وترعرع في إسبانيا، من أم إسبانية وأب أصله من مدينة مليلية لكنه مولود بمالغا، وجده لأبيه مولود بمليلية وكان يحمل الجنسية المغربية لكنه توفي في تسعينات القرن الماضي قبل مولد ابراهيم سنة 1999.

وسبق لإبراهيم دياز، المزداد في مدينة سبتة لأب من أصول مغربية، أن لعب لصالح إسبانيا في كل الفئات، خصوصا تحت عمر 17 عاما عندما بزغ نجمه، لكن لعبه مع المنتخب الأول توقف عند مباراة ودية وحيدة أمام ليتوانيا عام 2021، سجل خلالها هدفاً واحداً، ما يجعل التحاقه بالمنتخب المغربي أمراً ممكنا، ولا يحتاج سوى لخطوات إدارية بسيطة.

عبد الصمد الزلزولي

لاعب ريال بيتيس حاليا وبرشلونة وأسوسانا سابقا، ولد في مدينة بني ملال المغربية، لكنه نشأ في إسبانيا لعائلة مهاجرة، اختار اللعب لإسبانيا في البداية قبل أن يعكف عن قراره ويلتحق بـ"أسود الأطلس".

وكان عبد الصمد الزلزولي، الذي ينحدر من مدينة بني ملال المغربية، قد رفض اللعب مع المنتخب المغربي الأول، خلال نهائيات بطولة كأس أمم أفريقيا، التي أقيمت بالكاميرون سنة 2021، لرغبته آنذاك في إيجاد مكان له برفقة ناديه برشلونة.

وساهمت خسارة اللاعب لموقعه في برشلونة آنذتاك في إعادته النظر في قراره، واستُدعي أخيراً للمنتخب المغربي، حيث خاض رفقته نهائيات كأس العالم بقطر سنة 2022، فضلا عن نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بساحل العاج، غير أنه لم يقدم الإضافة المرجوة لحدود الساعة.

منير الحدادي

اضطر منير الحدادي اللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، كي يتمكّن من اللعب رفقة المنتخب المغربي، حيث جاء ذلك بعدما خاض مباراة رسمية مع منتخب إسبانيا أمام مقدونيا الشمالية، ولم يتمكّن من اللعب مع منتخب آخر.

ونجح الحدادي في اللعب مع "أسود الأطلس"، بعد قرار أصدرته محكمة التحكيم الرياضية واستئناف قدّمته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى "فيفا"، قبله الاتحاد الدولي لكرة القدم، وخاض برفقته مجموعة من المباريات الرسمية والودية.

ولم يستدعي اللاعب في آخر المنافسات رفقة "أسود الأطلس" خاصة بعد خفوت بريقه في الدوري الإسباني إذ ينشط حاليا رفقة فريق خيتافي.

إلياس أخوماش

أعلن لاعب فياريال، إلياس أخوماش، المولود في إسبانيا، في نونبر الماضي أنه لا يرغب في استدعائه للمنتخب الإسباني تحت 21 سنة، واختار الانضمام إلى المنتخب المغربي، ورغم أنه لعب في مختلف الفئات العمرية بمنتخب إسبانيا، إلا أنه قرر في نهاية الأمر اللعب مع المنتخب المغربي.

وكان أخوماش قد عدل عن اللعب للمنتخب الإسباني، نهاية العام الماضي، واختار المغرب، ليتم ضمه سريعا إلى المنتخب الأولمبي في ودية دجنبر الماضي أمام الدنمارك، كما تواجد في قائمة الكان الموسعة.

وولد أخوماش في إغوالادا في 16 أبريل 2004، خريج أكاديمية لاماسيا بنادي برشلونة، حيث ترعرع في تلك الأكاديمية، ولعب لسنة خارج الأكاديمية لنادي خيمناستيك ماتريسا بسبب عدم تجديد عقده، وتألق أخوماش مع هذا النادي مما جعل مدرب لاماسيا يعيده لبرشلونة من جديد.

شادي رياض

خريج أكاديمية “لاماسيا” ولاعب برشلونة سابقا وريال بيتيس حاليا، من مواليد إسبانيا، بيد أنه اختار اللعب للمغرب منذ أول استدعاء في عام 2018، مع منتخب تحت 17 عاما.

أبدى شادي رياض، لاعب فريق برشلونة “ب” سعادته بتلقيه دعوة اللعب المنتخب المغربي لأول مرة، حيث نشر صاحب الـ19 سنة صورته في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي “إنستغرام” بقميص المنتخب المغربي، وكتب معلقا: “حلم آخر تحقق، سعيد جدا بأول اتصال لي مع الفريق الأول".

وسبق لشادي رياض، الذي يشغل مركب قلب الدفاع، اللعب للمنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، مباراة واحدة، وأيضا المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة 3 مباريات، وقبل ذلك ساهم في تتويج منتخب لأقل من 15 سنة ببطولة الألعاب الإفريقية للشباب في الجزائر سنة 2018، تحت إشراف الهولندي مارت ووت.

يذكر أن شادي من مواليد 17 يونيو 2003 ضواحي مدينة مايوركا، من أبوين مغربيين، سبق له اللعب لأندية أتلتيكو رافال، وريال مايوركا، ودي سان فرانسيسكو، ثم انتقل إلى فريق برشلونة في صيف سنة 2022.

لامين يامال.. الاستثناء

اختار عدد من النجوم، بالمقابل، تمثيل المنتخب الإسباني آخرهم وأبرزهم نجم برشلونة الصاعدّ ذو 16 سنة، لامين يامال.

وولد يامال في مدينة ماتارو التي تقع على بعد 30 كيلومترا شرق وسط مدينة برشلونة، لأب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، وانضم لأكاديمية برشلونة “لاماسيا” في سن السابعة، ويتمتع بقدرات رائعة في المراوغة والتمرير والتسجيل، وهو قادر على اللعب كقلب مهاجم أو لاعب خط وسط مهاجم أو كجناح في الغالب على الجهة اليمنى، كما يملك قدما يسرى مذهلة، تسهل عليه عملية اتخاذ قرار التسديد من أي مكان في الملعب، ويقارنه البعض بأسطورة نادي برشلونة، الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وشدد النجم الصاعد في برشلونة لامين يامال على أنه أراد دوماً اللعب مع منتخب إسبانيا، وقال يامال لوسائل إعلام الاتحاد الإسباني لكرة القدم: "إنه أمر لا يُصدق أن أشهد ذلك، وآمل بأن أستمتع به على أكمل وجه".

وأضاف: "لعبت دوماً مع إسبانيا، منذ منتخب تحت 15 عاماً، وكان واضحاً بالنسبة إليّ أنني أريد اللعب مع إسبانيا، والفوز بكل شيء ممكن مع هذا المنتخب، بطولة أوروبا وكأس العالم وكل ما هو ممكن".

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

حكيمي يتوج بلقب الدوري الفرنسي للمرة الثالثة على التوالي

الأمير مولاي الحسن يترأس الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للقفز على الحواجز

رسميا.. اتحاد يعقوب المنصور يحقق الصعود للقسم الوطني الثاني