زكية الشرقاوي.. لاعبة مغربية نقشت اسمها بحروف من ذهب في رياضة بارا ألعاب القوى

03 أبريل 2024 - 12:30

كريمة ايت حساين- صحافية متدربة

تعد زكية الشرقاوي رياضية مغربية، تبلغ من العمر 47 سنة، وهي لاعبة في المنتخب المغربي لبارا ألعاب القوى، وتعاني من إعاقة حركية، احترفت في بداياتها رياضة السباحة، وحققت فيها رقما قياسيا استقبلها على إثره ملك المغرب محمد السادس كأحسن رياضية، كما حصدت ميداليتين ذهبيتين على الصعيد الوطني.

وفي السياق نفسه، استحضرت زكية في تصريح لجريدة العمق أفضل لحظة في مسارها الرياضي قائلة: "حصلت على كأس من يدي الملك ومنحني هبة ملكية".

وبعد انقطاع عن الرياضة، عادت الشرقاوي سنة 2016 إليها بتحفيز من زوجها الذي كان أول مدرب لها. وعن ذلك، قالت:"عدت للرياضة رغم أنني أنجبت طفلتي بعملية جراحية، ولأنه كان لدي مشكل في الجراحة كنت متخوفة في البداية".

وفي الوقت الراهن، تنافس زكية الشرقاوي في عالم بارا ألعاب القوى، حيث تمارس كل من رياضات رمي الجلة ورمي الرمح ورمي القرص، غير أنها تفضل هذا الأخير، بقولها: "كنت قد تأهلت في رمي القرص باعتباره رياضتي المفضلة في ألعاب القوى، وحققت فيه رقما قياسيا وصنفت الرابعة عالميا". وعن تخليها عن رياضة السباحة كشف أنها لم تعد ترغب في ممارسة السباحة ولن تستطيع العودة إليها.

*الرياضات البارالمبية .. صعوبات لا حصر لها*

"في البداية، لم أكن أجد المعدات الرياضية التي ألعب بها، لدرجة أنني كنت ألعب بحجارة بعد أن أزِنَها، وفي النادي الذي كنت أنتمي إليه لم يكونوا يريدون منحنا المعدات"، بهذه العبارات تستذكر زكية الشرقاوي، في تصريح لجريدة العمق، الصعوبات التي واجهتها في احترافها لبارا ألعاب القوى، مؤكدة أنه بالرغم من هذه العراقيل قد تمكنت من تحقيق الكثير من الإنجازات بمساندة من زوجها.

وحصرت زكية الشرقاوي المشاكل التي تتربص فيها رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب، في اختلالات على مستوى التسيير والتدبير في المؤسسة الوصية على هذه الرياضة، حيث أكدت "نحن ذوي الإعاقة لدينا مشكل كبير في بعض المسؤولين سواء في الجامعة أو في المكتب الجامعي الذين يختارون الرياضيين ذوي الأرقام القياسية التي يحددها الاتحاد الدولي"، على اعتبار أن الرياضيين الذين حققوا الأرقام القياسية العشرة الأولى هم الذين يتوجب استدعاؤهم للمنتخب المغربي.

وتابعت اللاعبة المغربية، زكية الشرقاوي، تشخيصها لواقع هذا الصنف من الرياضات بالمغرب، لافتة إلى أنها "تفتقر للقيمة والولوجيات ولا يمنح لها الاهتمام وحقها الكامل". وفيما يخص رياضات رمي الجلة والقرص والرمح، يتوجب تطوير مجموعة من الأمور فيها، والتي تجملها المتحدثة ذاتها في أنه "يجب أن تكون الملاعب مجهزة بالعشب، وأن يتم توفير المعدات الرياضية لأن جميع هذه الأمور غائبة".

وبناء على تجربتها الممتدة في هذا الصنف من الرياضات، بَاحَتْ الشرقاوي بمعاناتها الماضية في هذه الرياضات لجريدة العمق قائلة: "كنت أتدرب في الخلاء، والملعب مليء بالحجارة، بمجرد أن أرمي القرص الذي تبلغ تكلفته 1500 درهم ثلاث إلى أربع مرات ينكسر، والرياضي في وضعية إعاقة في ممارسته لهذه الرياضات يعاني الأمرين".

*السن مبرر لمحاولة إقصاء*

وفي السياق نفسه، استذكرت زكية الشرقاوي، اللاعبة المغربية في تصريح لجريدة العمق عن محاولة إقصائية تعرضت لها قائلة: "في 2023 لعبت في الملتقى الدولي لبارا ألعاب القوى بمراكش، ولم تتم المناداة علي، اتصلت بالمدير التقني أستفسره عن ذلك وأخبره أنني مصنفة سادسا في اللائحة التي يضعها الاتحاد الدولي، وأدرجتُم في المنتخب الوطني أرقاما أقل مني". وزادت شارحة "أجابني أن عدم اختياري سببه السن، وأن الشخص عندما يتقدم في السن يجب أن يتوجه للتدريب".

وكشفت زكية أنها بعد ذلك، توجهت للجامعة الوصية لملاقاة من وضع لائحة اللاعبين المدعويين للمنتخب المغربي، قائلة: "دافعت عن حقي حتى قال لي أن ألتحق بهم لأنهم قد وقعوا في خطأ". وتؤكد "نحن لا نجد المشاكل مع المسؤولين الكبار، بل نجده مع جامعتنا لأنهم يميزون بين الرياضيين في الانتقاء".

*الاعتزال وطموح تحقيق رقم قياسي*

أكدت زكية الشرقاوي أنها تنوي تحقيق رقم قياسي في رياضة رمي القرص، خاصة وأن عام 2024 سيكون آخر سنة لها في احتراف الرياضة، وأنها ستتوجه بعدها مباشرة لمجال التدريب، نظرا لصعوبة نظام التداريب اليومي المصاحب لهذه الرياضة. وتطمح زكية إلى اختتام مسارها الرياضي هذه السنة بإضافة إنجاز يخلد اسمها في هذه الرياضة.

وتابعت البطلة المغربية أنها بعد الاعتزال تطمح إلى الاستمرار في خدمة رياضات الأشخاص في وضعية إعاقة، وهذه المرة عبر بوابة تدريب الشباب، مؤكدة ذلك لجريدة العمق بقولها: "أطمح إلى تكوين جيل أشرف على تدريبه للمستقبل، حتى ينضموا جميعا إلى للمنتخب الوطني المغربي ويحققوا أرقاما قياسية مستقبلا".

وكانت زكية الشرقاوي قد حققت طوال مسارها الرياضي مجموعة من الألقاب؛ ففي بارا ألعاب القوى، لعبت في ملتقيات دولية حصدت فيها العديد من الميداليات الذهبية، خاصة وأنها تتنافس في أي مسابقة في رياضات رمي الرمح والجلة ورمي القرص.

ويرتقب أن تخوض زكية الشرقاوي هذه السنة الإقصائيات المؤهلة للألعاب البارالمبية المزمع تنظيمها في العاصمة الفرنسية باريس، كما ستشارك في ألعاب تونس والملتقى الدولي لبارا ألعاب القوى في مدينة مراكش.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

الجيش الملكي يستنكر “الأخطاء التحكيمية” بمواجهة حسنية أكادير ويشكو الرداد للجنة التحكيم

أسود القاعة يبلغون نهائي كأس إفريقيا ويضمنون مقعدا في كأس العالم

الدكيك: المباراة ضد منتخب ليبيا تم الإعداد لها بـ”دقة وانضباط”