قال المحلل الرياضي، محسن الشركي، إن المنتخبات الوطنية خاضت لقاءات ودية ورسمية تحت يافطة التغييرات الجديدة التي أحدثتها اختيارات الجامعة الملكية على أطقمها التقنية مؤخرا، ضمن ولادة قيصرية تمخّضت عن وجع الإخفاق الأخير للمنتخب الأول خاصّة في بطولة إفريقيا بمصر.
وأضاف الشركي في تصريح لجريدة "العمق الرياضي" أن حصيلة نتائج المباريات الأخيرة للمنتخبات الوطنية وتثير أولى المؤشرات التي تسعف في استشراف ملامح لصورة المنتخبات الوطنية في أفق الرهانات والتحديات والمواعيد القادمة.
وتابع، تتأرجح هذه الملامح بشكل عام بين الحديث عن إمكانية تغيير جذري على مستوى الاختيارات التقنية بالنسبة لبعض المنتخبات ارتباطا بنتائجها المخيبة للأهداف والآمال ، وبين ضرورة الاستمرار والاستقرار على بعض الثوابت والمرتكزات الإيجابية على صعيد منتخبات كرست بعضا من نقط الضوء وإن كانت لم تتوفّق كليا في تحقيق أحلام المغاربة.
وأوضح المحلل الرياضي، أنه في هذا الإطار، يمكن اعتبار نتائج مباريات المنتخبات الوطنية الأخيرة طبيعية فبالنسبة للمنتخب المحلي بقيادة حسين عموتة، فزيادة على كون بورتريه الإطار الوطني ملائم تماما للإشراف على منتخب محلي بالنظر إلى سيرته الذاتية، وتمكّنه من حصد ألقاب وطنية وإفريقية مع أندية مغربية.
وأشار الشركي إلى كفأة عموتة العابرة للدوري الخليجي، ومعرفته الجيدة بالبطولة المغربية وبلاعبيها المتميزين، فقد تمكّن الرجل، أن يكوّن فريقا من أجود لاعبي البطولة المحلية، ويحقق انتصارين في مقابلتين حبّيّتين، دون أن يحدث جدالا عقيما حول أحقية من يستحق حمل القميص الوطني.
وأضاف الشركي، أن لاعبو يريدون تأكيد ذواتهم، والانتصار لمؤهلاتهم، وإثارة علامات الاستفهام حول حرمانهم من تمثيل المنتخب الأول إلى جانب مغاربة المهجر الممارسين في أعتد الدوريات العالمية والعربية.
وأشار المحلل الرياضي، إلى أن باتريس بوميل أخفق، في تقديم نفسه بصورة البطل القادر في زمن قياسي من تحمله المسؤولية، على تأهيل المنتخب الأولمبي إلى إقصائيات البطولة الإفريقية وعبر إلى الألعاب الأولمبية، الأمر الذي يؤكد أن بناء منتخب ما وتفوّقه، لا يكون دائما وليدة اللحظة والحظ ومرتبطا بتسويق وهم التعويل على الأفراد.
وتابع، خاصة وأن باتريس بوميل يتم بيع صورته إعلاميا كونه مساعد مدرب غير عادي على زمن هيرفي رونار، بل أكثر من ذلك هناك من يعتبره رجل الظل ولغز إنجازات المنتخب الأول وتأهله إلى روسيا 2018 ومصر 2019.
وأوضح الشركي، أنه في سياق تحليل مفاهيم الاستمرار والتغيير، البناء والرؤية، فإن وحيد خاليلوزيتش، وهو يؤسس مرحلة انتقالية للمنتخب الأول بناء على مطالب الرأي العام والإعلام ووفق معايير التوفيق بين لاعبين محليين ومغاربة المهجر المتألقين، يبدو أن العبرة من أداء النخبة المغربية ومن نتيجتي المقابلتين الوديتين ضد بوركينافاسو والنيجر، ستنتهي به إلى ضرورة الحفاظ على ثوابت تشكيلة رونار.
وأشار المتحدث إلى أن الناخب الوطني سيعمل على ترميم تشكيلة رونار في مناطق الضعف على مستوى محوري الدفاع، وتعزيز وسط الميدان بعد اعتزال بوصوفة والأحمدي، والحسم في أسماء المهاجمين، مشيرا إلى أن وحيد وبعد أن جعل المنتخب حقّا للجميع ، لابد وأنه سيراجع رؤيته وسيجعله مفتوحا للمحترفين المغاربة بالخارج، ضيقا على لاعبي البطولة..