رغم جدل تدخل الركراكي.. إنجاز تاريخي للأولمبي وسعي للفوز بالبرونزية

06 أغسطس 2024 - 10:00

خلفت هزيمة المنتخب المغربي الأولمبي أمام نظيره الإسباني، في نصف نهائي كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024" ردود فعل متباينة، وسط انتقادات للمدرب طارق السكتيوي حول طريقة تدبيره للمباراة، وغضب عدد من المغاربة من الناخب الوطني، وليد الركراكي، معتبرين أنه "تدخل في شؤون وصلاحيات" مدرب أشبال الأطلس.

سيواجه المنتخب المغربي الأولمبي في مباراة الترتيب، يوم الخميس المقبل، منتخب مصر المنهزم أمام المنتخب الفرنسي، وذلك من أجل الظفر بالميدالية البرونزية، الخاصة بمنافسات كرة القدم رجال ضمن الألعاب الأولمبية باريس 2024.

إنجاز تاريخي وأهمية البرونزية

اعتبر المحلل الرياضي، هشام رمرم، أن "بلوغ نصف النهائي في حد ذاته إنجاز، ولا يمكن أن نطلب من اللاعبين أكثر مما قدموا"، مؤكدا أنه "كان بالإمكان تحقيق الأفضل لكن أمام إسبانيا كان فارق المستوى واضحا بين المنتخبين"، وفق تعبيره.

وقال رمرم، في تصريح لجريدة "العمق": "خلال مسار البطولة فشلنا في الحفاظ على التقدم بهدف في مناسبتين أمام أوكرانيا وإسبانيا، وهذا يطرح سؤال هل كرة القدم تلعب فقط باللاعبين الموهوبين؟ وهل نقطة ضعفنا في المنتخبات هي المناعة الذهنية ؟"، مؤكدا أن "الفوز بميدالية برونزية شيء مهم، لأنه سيكون إنجازا غير مسبوق وسيحفز الأجيال المستقبلية على تحقيق الأفضل".

من جهته، قال الباحث في السياسات الرياضية، منصف اليازغي، إن "المنتخب المغربي لعب نصف نهائي تاريخي بنَفَس الفريق الباحث عن النهائي، وأبدعتم وأفرح الجمهور المغربي، وأحرج منتخبا كبيرا من قيمة إسبانيا".

وأضاف اليازغي، في تدوينة على صفحته على "فيسبوك": " منتخب كبير سنُصادف بعض لاعبيه في كأس إفريقيا بالمغرب، والبعض الآخر سيستمر إلى غاية مونديال 2030 بالمغرب. يعني أن المشاركة برمتها هي مكسب للمغرب، الآن التركيز على المركز الثالث بحثا عن ميدالية تدخل المغرب "بوديوم" التتويج الأولمبي".

الركراكي وصلاحيات السكتيوي

تعليقا على الانتقادات التي وجهت للناخب الوطني، وليد الركراكي، بسبب نزوله لمستودع الملابس بين شوطي مباراة المغرب وإسبانيا وإعطائه التعليمات للعناصر الوطنية فضلا عن مشاركته في عدد من الحصص التدريبية للمنتخب الأولمبي، أكد رمرم أن "حضور وليد الركراكي كان منتظرا بطريقة أو أخرى منذ أن اتخذ قرار إقالة عصام الشرعي، لكن الطريقة التي حضر بها في الأولمبياد غير واضحة"، على حد قوله.

وحول دور الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيسها فوزي لقجع في هذا الأمر أوضح رمرم، في تصريح لجريدة "العمق": " كان على الجامعة أن توضح الأمور بما يكفي، ولماذا نحن شكلنا الاستثناء وسط باقي المنتخبات المشاركة، وهل كان فعلا ضروريا أن نتعامل بتلك الطريقة ؟.

من جهته، أبرز اليازغي، في تدوينته، أنه "لو فعلا حضر الركراكي لباريس من أجل شيء آخر، كالذي أصبح حديث مواقع التواصل، فالأمر غير مقبول بشكل كلي ولو تأكد أن الركراكي أعطى توجيهات تقنية للاعبين، قبل أو أثناء أو بعد المباريات، فهو أمر غير مقبول لا مهنيا ولا أخلاقيا ولو تأكد أن "صورة" الركراكي في الرواق المؤدي لمستودع الملابس وهو يعطي تعليمات للاعبين "صحيحة"، فالأمر يستدعي توضيحا من الجامعة أو من الركراكي نفسه، ومن السكتيوي أيضا". وفق تعبيره.

وتابع اليازغي: "حتى ولو أن الركراكي هو قائد إنجاز "الرابع عالميا"، فإن ذلك لا يخول له بالمرة التدخل في شؤون طارق السكتيوي وحتى لو كان الركراكي هو صاحب مقترح الإطاحة بعصام الشرعي بطل إفريقيا رفقة المنتخب الأولمبي، ومنح دفة القيادة لزميله السابق في المنتخب السكتيوي، فإن ذلك لا يمنحه حق حضور الحصص التدريبية إلا بشكل جانبي في إطار دعم المدرب واللاعبين".

وأردف: "حتى لو أن الركراكي يعرف أغلب لاعبي المنتخب الأولمبي، أو ضمّ بعضهم لمنتخب الكبار، فذلك لا يسوغ له التدخل في شؤون منتخب له مدرب يشرف عليه بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع النهج التكتيكي للأخير وحتى لو كان حضور الركراكي مندرجا ضمن رغبته، أو رغبة الجامعة، في تحفيز اللاعبين، فإن ذلك لا يجيز له التواجد في مستودع الملابس والاحتكاك مع اللاعبين".

وشدد المتحدث ذاته أنه "لو تأكد الأمر فعلا، فعلى السكتيوي الخروج بتوضيح إما لنفي كل ذلك أو رفض ذلك، أو الإعلان أن التدخل في شؤونه التقنية لا يضيره في شيء وأن ذلك تم بموافقته".

وأشار اليازغي إلى أن "كل هذه السيناريوهات قد تطيح بها "فرضيتان"، الأولى هي أن الأمر يتعلق باختيار متوافق وموافق عليه مسبقا من طرف الجميع، الجامعة في شخص رئيسها لقجع لتوحيد الرؤية، والركراكي باعتباره مشرفا عاما على منتخبي الكبار والأولمبي، والسكتيوي الذي قبل بالأمر للاستفادة من خبرة الأخير، بدليل أن الركراكي لا يمكنه دخول مستودع الملابس بدون شارة يتيح له ذلك".

أما الفرضية الثانية، حسب اليازغي، "هي أن الركراكي لم يتحدث بتاتا في الجوانب التقنية مع اللاعبين إيمانا منه بأن ذلك أمر غير مقبول في عرف المدربين"، مبرزا أنه "لا يتصور أن يقود سفينة أي فريق مدربان، أحدهما لصيق باللاعبين طيلة الوقت، والآخر يعطي توجيهات متفرقة أو دقيقة من المدرجات أو في الممر المؤدي إلى الملعب أو المستودع".

وعقب خسارة المنتخب المغربي الأولمبي أمام نظيره الإسباني في نصف نهائي منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية والفشل في بلوغ النهائي، شنت جماهير مغربية غضبها على الناخب الوطني، وليد الركراكي، بسبب ما اعتبرته "تعديا" على اختصاصات مدرب أشبال الأطلس، طارق السكتيوي.

وعبر الجمهور المغربي عن غضبه بعد انتشار صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمدرب وليد الركراكي وهو يعطي تعليماته للاعبي المنتخب الأولمبي المغربي بين شوطي مباراة إسبانيا، وهو ما يعد، وفق تعبيرها، "تعديا" على اختصاصات نظيره، طارق السكتيوي، الذي يتولي القيادة الفنية للمنتخب الأولمبي.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

حصاد الميركاتو.. الوداد يحدث ثورة تغييرات وصفقات قوية للجيش وبركان والرجاء

مونديال الفوتسال.. ثماني منتخبات تضمن تأهلها لدور ثمن النهائي

المغرب يحافظ على مركزه الـ14 في تصنيف الفيفا لشهر شتنبر