آخرهم الصحراوي.. لاعبون تجاهلوا المنتخبات الأوروبية لتمثيل أسود الأطلس

04 أكتوبر 2024 - 05:00

اشتد الصراع في السنوات القليلة الماضية بين المغرب وعدد من الاتحادات الكروية المغربية للظفر بخدمات أبرز اللاعبين الشباب ذوي الجنسيات المزدوجة، الحاملين لأصول مغربية، آخرهم أسامة صحراوي، لاعب ليل الفرنسي، الذي اختار تمثيل أسود الأطلس على حساب النرويج.

ويتيح قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم لللاعبين مزدوجي الجنسية أن يغيّرو منتخباتهم، شريطة ألا يكون ذلك في بطولة قارية أو عالمية (ليس التصفيات)، وألا يتجاوزا من العمر 21 عاما، وأن لا يتجاوز عدد مبارياته مع منتخبه الأول ثلاثة.

واختار مجموعة من اللاعبين الحاملين لجنسيتين مزدوجتين، والمنحدرين من أصول مغربية، تمثيل وطنهم الأصلي، حيث اشتد الصراع بين الاتحادات الكروية للفوز بخدمات عدد من المواهب التي ظهرت في السنوات الأخيرة.

ورفض الصحراوي اللاعب المنتقل إلى ليل الفرنسي هذه السنة دعوة من مدرب المنتخب النرويجي، ستال سولباكين، لتعزيز صفوف المنتخب الأول في مباراة أسكتلندا ضمن دوري الأمم الأوروبية، حيث انضم لقائمة وليد الركراكي استعدادا لمواجهتي إفريقيا الوسطى في تصفيات "كان 2025"، بعد أن أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الحصول على التأهيل القانوني من الاتحاد الدولي ليصبح بإمكان اللاعب تعزيز صفوف المغرب بعدما دافع عن ألوان النرويج، وخاض معه مباراة واحدة.

وانطلق صراع آخر بين المغرب وفرنسا للظفر بخدمات نجم ليل الفرنسي الصاعد، أيوب بوعدي، بعد تألقه اللافت رفقة الفريق الفرنسي في الفترة الماضية آخرها في مباراة دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، ليتلقى اللاعب استدعاء من طرف الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لتمثيل منتخب "الديوك" أقل من 20 سنة، رغم أنه مازال في 17 من عمره، إلا أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تسعى لتغيير موقفه قبل الوصول للمنتخب الأول.

الصحراوي ليس الأول ولن يكون الأخير

انضاف الصحراوي لمجموعة من اللاعبين الذين اختاروا المغرب على حساب بلدان المنشأ، أبرزهم أشرف حكيمي الذي ولد في مدريد لأبوين مغربيين، وعاش في العاصمة الإسبانية كل سنوات طفولته، إلا أنه وعلى عكس العديد من اللاعبين فضل تمثيل المغرب على إسبانيا، رغم أن الفرصة كانت متاحة له، ليكون لاعباً في المنتخب الوطني الإسباني.

كما حسم ابراهيم دياز قراره بتمثيل المنتخب المغربي بداية السنة الجارية، حيث اقتنع بمشروع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رغم أنه تدرج اللاعب في الفئات السنية للمنتخب الإسباني كما سبق وأن شارك في مباراة ودية مع المنتخب الأول سنة 2021 وكان متواجدا في دكة الاحتياط في مقابلات رسمية.

وولد اللاعب وترعرع في إسبانيا، من أم إسبانية وأب أصله من مدينة مليلية لكنه مولود بمالغا، وجده لأبيه مولود بمليلية وكان يحمل الجنسية المغربية لكنه توفي في تسعينات القرن الماضي قبل مولد ابراهيم سنة 1999.

وسبق لإبراهيم دياز، المزداد في مدينة سبتة لأب من أصول مغربية، أن لعب لصالح إسبانيا في كل الفئات، خصوصا تحت عمر 17 عاما عندما بزغ نجمه، لكن لعبه مع المنتخب الأول توقف عند مباراة ودية وحيدة أمام ليتوانيا عام 2021، سجل خلالها هدفاً واحداً، قبل أن تنجح جامعة الكرة والناخب الوطني في إقناعه بالمشروع الكروي المغربي.

لاعب ريال بيتيس حاليا وبرشلونة وأوساسونا سابقا، عبد الصمد الزلزولي، ولد في مدينة بني ملال المغربية، لكنه نشأ في إسبانيا لعائلة مهاجرة، اختار اللعب لإسبانيا في البداية قبل أن يعكف عن قراره ويلتحق بـ"أسود الأطلس".

كما اضطر منير الحدادي اللجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، كي يتمكّن من اللعب رفقة المنتخب المغربي، حيث جاء ذلك بعدما خاض مباراة رسمية مع منتخب إسبانيا أمام مقدونيا الشمالية، ولم يتمكّن من اللعب مع منتخب آخر، قبل أن ينجح اللاعب في اللعب مع "أسود الأطلس"، بعد قرار أصدرته محكمة التحكيم الرياضية واستئناف قدّمته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى "فيفا"، قبله الاتحاد الدولي لكرة القدم، وخاض برفقته مجموعة من المباريات الرسمية والودية.

الوضعية ذاتها عاشها لاعب فياريال، إلياس أخوماش، المولود في إسبانيا، الذي عبر بوضوح عن عدم رغبته في استدعائه للمنتخب الإسباني تحت 21 سنة، واختار الانضمام إلى المنتخب المغربي، ورغم أنه لعب في مختلف الفئات العمرية بمنتخب إسبانيا، إلا أنه قرر في نهاية الأمر اللعب مع المنتخب المغربي، وهو الأمر نفسه الذي انطبه على مدافع كريستال بالاس الإنجليزي، شادي رياض.

كما دافع أنس الزروري عن ألوان بلد المنشأ بلجيكا قبل أن ينضم للمغرب خلال نهائيات كأس العالم قطر 2022، تماما مثل بلال الخنوس الذي لعب مع بلجيكا على امتداد الفئات السنية قبل أن يختار عام 2022 اللعب للمغرب.

نجم يتصل بالآخر وخطة الجامعة لاستقطاب المواهب

تنهج الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خطة لإقناع مواهب العالم بحمل قميصه، كما تمتلك جامعة لقجع شبكة واسعة من الكشافين في جميع أنحاء أوروبا الذين يعملون على مراقبة اللاعبين المؤهلين لحمل قميص المنتخبات المغربية باستيفاء متطلبات الحصول على جنسية مزدوجة، حيث يتواصل الكشافون في أوروبا مع عائلات اللاعبين منذ الصغر لتمهيد الطريق حول اختيار المنتخب المغربي مستقبلا.

كما أشارت صحيفة "ماركا" الإسبانية إلى الدور الكبير الذي تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من خلال قدراتها الدبلوماسية والسياسية للمساعدة في مهمة جلب اللاعبين مزدوجي الجنسية، حيث يعتبر المغرب مسألة جلب اللاعبين ذوي الجنسيات المزدوجة بمثابة مسألة دولة وانتصار للاعبين الذين لا يتخلون عن جذورهم قصد الدفاع عن ألوان بلدهم الأصلي.

كما أبرزت العمل الذي يُنجزه وليد الركراكي صانع إنجاز المغرب في مونديال 2022، إضافة إلى نجوم المنتخب المغربي الذين يعملون في الظل لإقناع لاعبين آخرين بتمثيل أسود الأطلس، وأبرزهم نجم باريس سان جيرمان أشرف حكيمي الذي قرر حمل قميص المنتخب المغربي منذ فئات تحت 21 عاما.

وألمحت الصحيفة ذاتها، إلى أن حكيمي كان له دور في ضم لاعب ريال مدريد إبراهيم دياز لصفوف المنتخب المغربي، إذ كان أول المرحبين به على منصات التواصل الاجتماعي وكتب له: "مرحبا بك في بيتك".

إنجاز المونديال

كان لإنجاز المغرب في مونديال 20222 وبلوغ نصف النهائي تحت قيادة وليد الركراكي، دور كبير في إقناع لاعب مثل إبراهيم دياز لتمثيل أسود الأطلس، كما سيكون له دور فعّال في إقناع اللاعبين الصغار برؤيتهم لطريق أسهل وخيارات نجاح أكثر.

ويستثمر المغرب بكثافة في المواهب الشابة من خلال أكاديمية محمد السادس، إذ يصف المتتبعون المشهد في كرة القدم المغربية بأن هناك ما قبل وما بعد قرار الملك محمد السادس بالاستثمار في كرة القدم وخاصة في الأكاديمية.

وساهمت أكاديمية محمد السادس في تزويد المنتخب الأول في مونديال 2022 بلاعبين باتوا نجوما مع أنديتهم أبرزهم لاعب أولمبيك مارسيليا عز الدين أوناحي ومهاجم إشبيلية يوسف النصيري إضافة إلى مدافع وست هام نايف أكرد.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

رسميا.. فيكتور أبريغو يعود للرجاء بعد نهاية فترة إعارته ببوليفيا

رسميا.. “الكاف” يفتح تحقيقاً ضد منتخب الجزائر النسوي

الميركاتو الصيفي.. أولمبيك مارسيليا يجدد اهتمامه بنايف أكرد