تواصل مسلسل الإقالات بالدوري الاحترافي بعد دخول الثلث الأخير من الموسم، وذلك عقب إقالة أكرم الروماني من منصبه كمدرب للمغرب الرياضي الفاسي يوم أمس الثلاثاء، في قرار ترك مجموعة من التساؤلات خصوصًا وأنه عُيِّن قبل أسابيع قليلة.
وتمت إقالة الروماني من طرف واحد من قبل إدارة نادي العاصمة العلمية، إذ تم منعه من قيادة الحصة التدريبية الأخيرة لـ"الماص"، ليصبح بذلك المدرب الـ14 الذي يُقال من منصبه هذا الموسم على مستوى أندية البطولة الوطنية.
مدربون كأوراق الخريف
وشهدت الأشهر الماضية حركية كبيرة على مستوى المدربين، إذ تم الاستغناء عن مجموعة من الأسماء في مختلف الأندية مثل الرجاء الرياضي الذي ضم البوسني روسمير سفيكو في البداية قبل أن يعين مجموعة من الأسماء، ويتعلق الأمر بالبرتغالي ريكاردو سابينتو، حفيظ عبد الصادق، والإطار التونسي الحالي لسعد جردة الشابي، مرورًا بالجيش الملكي وصيف الموسم المنصرم الذي يعاني تقنيًا بدوره بعد إقالة مدربين منذ بداية الموسم، ويتعلق الأمر بالبولندي تشيسلاف ميشنيفيتش، الفرنسي هوبير فيلود، قبل أن يتم الاستقرار مؤخرًا على البرتغالي ألكسندر سانتوس على رأس العارضة الفنية للعساكر.
وأقدم الدفاع الحسني الجديد بدوره على تعيين 3 مدربين هذا الموسم بعد الاستغناء عن المدرب الأول خورخي بايكساو، مرورًا بالإطار الوطني زكرياء عبوب، وصولًا إلى البرتغالي الحالي روي ألميدا، إلى جانب المغرب التطواني الذي بدأ الموسم بالكرواتي داليبور ستاركافيتش، مرورًا بالإطار الوطني عزيز العامري، محمد لكحل، محمد بن شريفة والمدرب الحالي جمال الدريدب الذي عُين يومه الأربعاء.
وإلى ديربي سايس الذي شهد بدوره تعديلًا على مستوى المدربين، حيث قام النادي المكناسي خلال شهر دجنبر المنصرم بإقالة المدرب التونسي عبد الحي بن سلطان وتعويضه بالإطار الوطني عبد اللطيف جريندو، إلى جانب المغرب الرياضي الفاسي الذي انفصل قبل شهرين عن الإيطالي غوغليمو أرينا، وأنهى عقد الإطار الوطني أكرم الروماني مساء أمس الثلاثاء.
تسيير عشوائي وضغط عالي
وتطرح مسألة إقالة المدربين مجموعة من التساؤلات حول مسؤولية هذا الإخفاق والتغيير المتكرر على مستوى العارضة الفنية الذي يؤثر بشكل ملحوظ على مستوى اللاعبين ويكشف أسباب تراجع مستوى المباريات.
وتضع مسألة إقالة المدربين ضغطًا كبيرًا عليهم خلال المباريات، الأمر الذي يدفع عددًا منهم لتفادي الخسارة بكل الطرق الممكنة، مما يظهر بشكل واضح تعليمات التراجع للخلف ولعب المباريات بهدف تجنب الخسارة بدلاً من الرغبة في الانتصار وتقديم الجمل التكتيكية الهجومية التي تضيف المتعة للمباريات.
تجديد الثقة
وبالرغم من عدد الإقالات، فقد شهدت الأسابيع والأشهر الماضية تجديد ثقة عدد من الأندية في المدربين، كـنادي الوداد الرياضي الذي وثق في مؤهلات المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، الذي انضم خلال الصيف الماضي والذي يسير في الطريق الصحيح مع الفريق، إذ يحتل المركز الثاني على سلم الدوري الاحترافي برصيد 39 نقطة، إذ نجح في خلق الانسجام بين اللاعبين وتحسين مستوى نتائج الفريق الذي يعيش مرحلة جديدة، مرورًا بالمتصدر نهضة بركان الذي يقدم موسمًا استثنائيًا استطاع من خلاله تصدر البطولة الوطنية بفارق مريح عن أقرب الملاحقين وضمان العبور لربع نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية بأفضل أداء ممكن.
وقررت مجموعة من الأندية السير على خطى نهضة بركان والوداد، كـنادي نهضة الزمامرة الذي يحقق نتائج فاقت تطلعات الأنصار قبل الخصوم، وذلك عقب احتلاله للمراكز المتقدمة وبلوغه المركز الثاني لعدة جولات برصيد 37 نقطة، فضلاً عن أدائه المستقر تحت قيادة الإطار الوطني محمد أمين بنهاشم الذي أبهر الجميع في أكثر من تصريح إعلامي بما قدمه فريقه، مرورًا باتحاد طنجة، حسنية أكادير، الفتح الرباطي، أولمبيك أسفي، النادي السالمي واتحاد تواركة.
يذكر أن نهضة بركان بات على بعد 5 انتصارات من تحقيق لقب الدوري الاحترافي للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعد موسم مميز استطاع من خلاله تحقيق 52 نقطة بعد 21 جولة فقط، بفارق 13 نقطة عن الوداد الرياضي صاحب المركز الثاني.
