يعيش نادي المغرب الرياضي الفاسي على واقع صعب رياضيا، عقب غيابه عن منصات التتويج منذ ثلاثية عام 2011، الأمر الذي يطرح مجموعة من الأسئلة حول موعد عودة الفريق للمنافسة من جديد.
وعاش نادي العاصمة العلمية مواسم مخيبة، عقب سقوطه إلى القسم الثاني في ثلاث مناسبات خلال ربع قرن فقط، وهو ما يؤكد وجود مشاكل عميقة تتجاوز مرحلة الرئيس السابق إسماعيل الجامعي، الذي عاش حقبة عنوانها المشاكل والنزاعات.
وفي إطار السياسة الجديدة التي يعمل عليها الفريق، أعلن مجلس إدارة الشركة الرياضية لنادي المغرب الرياضي الفاسي عن تعيين عمر بنيس رئيسًا للشركة، وهو الذي يحمل مشروعًا لإعادة الفريق إلى الواجهة، من خلال العمل مع مجموعة من الشركاء.
من جهته، أكد الإعلامي الرياضي محمد حمزة حشلاف أن وضعية "الماص" جيدة، وأن الفريق يسير في طريق الاحتراف، بعد موسم صعب كان خلاله قريبًا من دخول النفق المظلم الذي كان سيعصف بوضعه بشكل كبير.
وقال حشلاف في تصريح لجريدة "العمق":"وضعية المغرب الفاسي جيدة جدًا، والفريق أخذ طريق الاحتراف مع إعادة الهيكلة من خلال مشروع الشركة، بدخول شركاء جدد أنقذوا الفريق من السكتة القلبية التي كانت ستعصف به إلى الأقسام السفلى".
وأضاف المتحدث نفسه:"لقد تم التخلص من نزاعات بلغت ملايين الدراهم، وكان الموسم المنصرم عنوانه الإنقاذ، قبل أن تتحقق المفاجأة على مستوى النتائج التي جاءت أفضل بكثير من المتوقع، بالنظر إلى نوعية الأسماء التي تم انتدابها".
وتابع متحدثًا عن الأسماء والشركاء الجدد الداعمين للمشروع:"هناك مساهمون جدد، ومشروع كبير داخل فريق لا تزال أمامه ديون تُقدَّر بثلاثة مليارات سنتيم، ستُحل من خلال المشروع الجديد والدعم الذي يتلقاه الفريق، ليس فقط من والي الجهة بل أيضًا من رجال أعمال كبار. ويُعد الفريق من بين أول الأندية التي بادرت باعتماد نظام الشركة لتسيير شؤونه، وفق استراتيجية محكمة".
واستطرد:"المغرب الفاسي سيصبح أفضل مستقبلًا، وسيعود إلى سكة الإنجازات في حال توفر تسيير محكم. وخلال الموسمين الأخيرين، تم ترسيخ قناعة تؤكد أن الشق الرياضي المرتبط بأسماء اللاعبين بعيد عن الإدارة، وهو بيد المدرب وطاقمه والإدارة الفنية".
وشدّد الإعلامي حشلاف على أن أزمة الفريق الأصفر تتجاوز فترة الرئيس السابق إسماعيل الجامعي، مشيرًا إلى أن المشاكل بدأت منذ أكثر من عقدين، حينما مرّ الفريق بفترات فراغ متقطعة.
وأردف قائلًا:"لا أعتقد أن أزمة المغرب الفاسي لها علاقة مباشرة بفترة الرئيس السابق إسماعيل الجامعي، لكن يمكن القول نعم إذا نظرنا إلى الأرقام، نظرًا لكثرة النزاعات التي حدثت في فترته. فالمغرب الرياضي الفاسي، منذ تسعينيات القرن الماضي، عاش فترات هدوء وأزمات، مع بعض الحقَب القصيرة التي ظهر فيها الفريق بشكل جيد، ثم جاءت حقبة الثلاثية سنة 2011".
واختتم:"سقوط الفريق ثلاث مرات خلال 25 سنة يؤكد أن المشكل يعود إلى فترة طويلة سابقة، ولا يرتبط فقط بالرئيس السابق، كما أن الصراعات الداخلية عصفت بالفريق كثيرًا، وأبعدته عن مكانته الطبيعية في كرة القدم الوطنية، وهو ما تسبب في تأخر نتائجه منذ موسم 1995/1996".
ورغم التحديات المالية والصراعات التي أثّرت على مسار المغرب الفاسي خلال العقود الأخيرة، فإن المؤشرات الحالية تبعث على التفاؤل بمستقبل أفضل، نظرًا لمكانة الفريق الذي لطالما كان من ركائز الكرة الوطنية. ويسير الفريق نحو استعادة توازنه من خلال مشروع الشركة، والانفتاح على شراكات جديدة، وتبني رؤية أكثر احترافية في التسيير، علمًا أنه أنهى الموسم المنصرم في المركز الثامن برصيد 46 نقطة.