كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، عن فتح تحقيق في "خروقات" شابت برنامجا للمواهب الكروية تنظمه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وأكد برادة، في معرض جوابه على سؤال كتابي لعضو فريق التقدم والاشتراكية، أحمد العبادي، توصلت جريدة "العمق المغربي بنسخة منه"، بخصوص "إدراج 15 اسما في اللائحة النهائية دون مشاركتهم في المرحلة الأخيرة من الانتقاء بمركز المعمورة"، مراسلة الجهات المعنية للتحقق من ظروف إعداد اللائحة النهائية، والتأكد من مدى احترام المساطر المعتمدة في جميع مراحل الانتقاء".
وشدد المسؤول الحكومي على أن "مبدأ تكافؤ الفرص والإنصاف يشكل ركيزة أساسية في جميع البرامج الموجهة للفئات الصغرى"، مبرزا أنه "لا يمكن القبول بأي ممارسة تمس بمصداقية مثل هذه المبادرات، أو تخل بالثقة التي تضعها الأسر والمؤسسات التربوية في العملية الرياضية الوطنية".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الوزارة، ستعمل بتنسيق مع الجهات الشريكة، على تعزيز المعايير التقنية والتدبيرية في الدورات المقبلة لهذا البرنامج أو غيره من البرامج المماثلة، مؤكدا "التزامها التام بضمان الشفافية في كل ما يتعلق ببرامج التنقيب عن المواهب، والعمل على إنصاف كل من تضرر من أي خطأ أو تجاوز، حماية لحقوق الأطفال أولاً، وصونًا لصورة المبادرات الوطنية الجادة".
وأبرز المتحدث ذاته أن "الوزارة تثمن عاليا المبادرات التي تسعى إلى الكشف عن المواهب الكروية الناشئة، وإتاحة الفرصة أمام الأطفال والفتيان الإبراز مؤهلاتهم والولوج إلى مسارات التكوين العالي في كرة القدم، لما يشكله من مساهمة نوعية في تأهيل القاعدة الكروية الوطنية، وتكريس البعد المجالي للعدالة الرياضية".
ولفت برادة أن "الوزارة تابعت باهتمام كبير فعاليات برنامج مواهب كروية، المنظم بشراكة بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ومجموعة "ستراتيجيز"، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي عرف مشاركة مكثفة من مختلف جهات المملكة، وعُرف بتنظيمه الجيد ومضمونه التربوي والتكويني القيم".
"خروقات وتلاعب"
سبق للنائب البرلماني أحمد عبادي أن توجه بسؤال إلى وزير التربية الوطنية والرياضة، يتعلق بوجود "تلاعبات في انتقاء مواهب كرة القدم من فئة الصغار، مبرزا أن برنامج التنقيب عن المواهب الكروية استهدف 100 ألف طفل من جميع الجهات والأقاليم، حيث تم انتقاء حوالي 200 طفل في المرحلة الأولى للمشاركة في المرحلة النهائية، التي أجريت شهر أبريل من السنة الماضية في مركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة".
وأشار إلى أنه "رغم أن الجهة المنظمة أعلنت عن اللائحة النهائية المكونة من 40 طفلا، إلا أن 15 طفلا لم تكن أسماؤهم ضمن اللائحة الأولى التي وصلت للمرحلة النهائية، مما خلف إحباطا نفسيا لدى الكثير من هؤلاء المواهب ولدى أسرهم".
وذكر المتحدث ذاته أنه "قد تم انتقاء حوالي 200 طفل، نجحوا في مختلف المراحل التأهيلية الإقليمية والجهوية، من هذا البرنامج، للمشاركة في المرحلة النهائية التي جرت خلال الفترة من 26 إلى 28 أبريل 2024 بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة”، مشيراً إلى أن “ذلك على أساس الإعلان بأنه سيتم إدماج 20 إلى 30 طفل داخل المراكز الفيدرالية، والعدد نفسه داخل الأندية الوطنية، و15 طفلا لاجتياز اختبارات أكاديمية محمد السادس لكرة القدم”.
وطالب البرلماني المذكور، الوزير المسؤول عن قطاع الرياضة بـ"تفسير أسباب وجود 15 اسما في اللائحة النهائية لبرنامج مواهب كروية لم يكونوا قد اجتازوا أبداً الاختبارات النهائية لهذه المنافسة”، فضلاً عن "التدابير التي يمكن اتخاذها من أجل إنصاف الأطفال الذين تم إقصاؤهم لمبررات ربما تكون تقنية أو غير تقنية من اللائحة النهائية لـ40 طفلاً"، وفق تعبيره.
وشارك حوالي 200 طفل، ممن نجحوا في مختلف المراحل التأهيلية من برنامج "مواهب كروية"، في المرحلة النهائية منه، والتي جرت خلال الفترة من 26 إلى 28 أبريل الجاري بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، قرب سلا، حيث كانت المبادرة تروم اكتشاف المواهب الواعدة في سن أقل من 14 سنة، من كلا الجنسين، ممن بإمكانها تحقيق التفوق والتميز الرياضيين في السنوات المقبلة، لتصبح نجوما كروية في المغرب وخارجه.
وكانت الجهات المنظمة، ويتعلق الأمر بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومؤسسة "مسك ستراتيجيز"، تمني النفس في منح فرصة للشباب الشغوفين بكرة القدم للتعبير عن ذواتهم وإبراز مواهبهم أمام المختصين والجمهور العريض، غير أن هذه "الخروقات" عكرت صفو التنظيم.