افتتح المنتخب الوطني نهائيات كأس العالم لأقل من 20 سنة "تشيلي 2025" بانتصار ثمين على المنتخب الإسباني بهدفين نظيفين، مما رفع من حظوظه في بلوغ الدور الثاني وتجاوز مجموعة تضم أصعب المنتخبات.
وفي هذا الصدد، أكد المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف أن انتصار "الأسود" على "لاروخا" تم عن جدارة واستحقاق رغم الأجواء الصعبة والمختلفة، مشيرًا إلى أن المنتخب الوطني يضم لاعبين كبار يقودهم مدرب أجاد طريقة تسيير اللقاء.
وأوضح أوشريف أهمية الانتصار في المواجهة الافتتاحية التي ترفع من حظوظ العبور، موضحًا أن المنتخب الوطني نجح في ذلك من خلال استغلال نقاط ضعف المنتخب الإسباني، عبر التركيز على التفاصيل وغلق المنافذ لحرمان الخصم من تقليص الفارق.
وقال أوشريف في تصريح لجريدة "العمق": "الفوز جاء عن جدارة واستحقاق، وكلنا كنا نعرف صعوبة المجموعة ومستوى إسبانيا، والتكوين الذي يتلقونه في الأكاديميات، بالإضافة إلى تاريخ باقي المنافسين كالبرازيل والمكسيك، الذين يلعبون في قارة يعرفونها جيدًا، على عكسنا نحن الذين نخوض هذه الأجواء للمرة الأولى مع هذا الجيل".
وأضاف المتحدث نفسه: "كلنا نعرف صعوبة هذه المجموعة، لكن في نفس الوقت المنتخب المغربي يمتلك لاعبين في المستوى، لاعبين كبار يلعبون في الدوريات الأوروبية، ومدرب لديه خبرة مر بتجارب وأخطاء ربما صححها، وكلنا شاهدنا طريقة اللعب أمس، بطريقة دقيقة، وعرف كيف يسير المباراة".
وتابع: "كلنا نعرف أن المباراة الأولى في المجموعة مهمة جدًا، خصوصًا عندما يعطي الفوز راحة في المباريات الأخرى، وهذا ما رأيناه. صراحة، كما قلت، المنتخب المغربي كان يستحق الفوز، وطريقة المدرب في المباراة كانت واضحة، ففي الشوط الأول لعب بخطة 4-4-2 وترك المنتخب الإسباني يلعب الكرة، ليتمكن من قراءة نقاط القوة والضعف".
وأردف: "رأينا المنتخب الإسباني يهاجم ويحاول تسجيل الهدف، لكن في نفس الوقت كان هناك تركيز كبير من لاعبي المنتخب المغربي للحفاظ على التوازن في المباراة، ولم تكن هناك أخطاء كبيرة، كان هناك استغلال للهجمات المرتدة، لكن كان هناك تركيز على إخراج الكرة بشكل صحيح، وهذا بتعليمات المدرب".
وتابع: "في الشوط الثاني، كما رأينا، استغل المدرب نقاط ضعف المنتخب الإسباني، وكان هناك ارتياح وتركيز كبير. المدرب أجرى تغييرات، مثل تبديل أحد المدافعين، ولعبنا بخطة 5-3-2 لإغلاق المنافذ، خصوصًا في الأطراف ضد المنتخب الإسباني، حيث كانت هناك صعوبة كبيرة زادت من تركيز لاعبي المنتخب المغربي".
ونوه المحلل الرياضي بمستوى حكم المباراة، مؤكّدًا أنه كان منصفًا من خلال قراراته وتدخلاته خلال المواجهة: "المنتخب المغربي حافظ على تنظيمه وانضباطه، مع التنويه بمستوى التحكيم، خصوصًا حكم الفيديو، الذي كان منصفًا وتدخل بطريقة صحيحة، وهذا ساعد الفريق على الحفاظ على النتيجة وتحقيق الفوز. والحمد لله، هذه بداية جيدة، ونتمنى أن يكون هناك أداء مماثل في مواجهة البرازيل".
واستطرد متحدثًا عن مواجهة البرازيل: "المباراة ضد البرازيل، التي نعرفها بعد التعادل مع المكسيك، ستكون صعبة، لكن البرازيل منتخب قوي وذو خبرة في كأس العالم لهذه الفئة العمرية. وإن شاء الله، أداء المنتخب المغربي أمس والقتالية التي أظهرها سيمنح الفريق تركيزًا وطاقة كبيرة في مباراتين ضد البرازيل".
واختتم حديثه بالقول: "البرازيل ستتابع مباراة إسبانيا لتعرف مستوى المنتخب المغربي، ولن يكون الفريق المغربي متخاذلًا، بل سنستغل فرصنا بشكل جيد. وإن شاء الله، نتمنى في المباراة الثانية على الأقل عدم الخسارة، وفي المباراة الثالثة ضد المكسيك اللعب من أجل التأهل، على أن يكون هناك هدف واضح للتأهل من المباراة الثانية لمنح الفريق راحة واستقرارًا أكبر".
وسيواجه المنتخب الوطني نظيره البرازيلي يوم الخميس المقبل، عند منتصف ليل الأربعاء/الخميس (00:00 بالتوقيت المحلي)، وذلك لحساب الجولة الثانية من نهائيات كأس العالم لأقل من 20 سنة "تشيلي 2025".