في تقرير مطول، كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية الشهيرة، بقلم الصحفي خوسيه فيليكس دياز، عن الكواليس الكاملة لرحيل النجم المغربي أشرف حكيمي عن ناديه الأم ريال مدريد، وكيف تحول "ابن الأكاديمية" إلى أحد أفضل اللاعبين في العالم بعيدا عن أسوار "سانتياغو برنابيو"، في قصة معقدة تداخلت فيها الأسباب الرياضية، الاقتصادية، وحتى الشخصية.
ورغم ارتباطه العميق بالنادي الملكي منذ طفولته، وجد حكيمي نفسه أمام واقع مرير أعاد للأذهان النقاش الدائم حول سبب عدم ارتدائه للقميص الأبيض اليوم.
منافسة كارفاخال المستحيلة
أدرك حكيمي مبكرا أن طريقه نحو حجز مقعد أساسي في مركز الظهير الأيمن كان شبه مستحيل. ففي ذلك الوقت، كان داني كارفاخاليسيطر على المركز بلا منازع، وهو ما دفع حكيمي الشاب للبحث عن فرصة تمنحه دقائق لعب أكثر لتطوير إمكانياته.
وكانت فترة إعارته إلى بوروسيا دورتموند بمثابة مرحلة "النضج الكروي"، كما وصفها التقرير، في تجربة مشابهة لتلك التي خاضها كارفاخال نفسه مع باير ليفركوزن. ففي ألمانيا، تحول حكيمي إلى ظهير عصري متكامل يجمع بين الصلابة الدفاعية والقدرة الهجومية الفائقة، مما رفع قيمته السوقية بشكل هائل.
القرار الاقتصادي وروايات متضاربة
على الرغم من هذا التطور الكبير، جاءت جائحة كورونا لتفرض كلمتها. كان ريال مدريد يمر بأزمة مالية أجبرته على اتخاذ قرارات اقتصادية صعبة، وكان بيع حكيمي، الذي ارتفعت قيمته بشكل كبير، خيارا لا مفر منه لتحقيق التوازن المالي. وبالفعل، انتقل إلى إنتر ميلان مقابل 43 مليون يورو، ثم إلى باريس سان جيرمان بعدها بعام مقابل 68 مليون يورو.
لكن رواية الرحيل بقيت غامضة، فبينما يؤكد حكيمي دائمًا أن "الرحيل كان قرار النادي، وأنه لم يكن يرغب في المغادرة"، تشير مصادر من داخل مدريد إلى أن القرار كان مشتركًا.
صداقة مبابي و"فيتو" باريس سان جيرمان
حتى بعد رحيله، ظل اسم حكيمي مرتبطا بريال مدريد، خاصة بعد انتقال صديقه المقرب كيليان مبابي إلى النادي الملكي، مما غذى شائعات قوية حول إمكانية لحاقه به.
لكن تقرير "ماركا" أوضح أن هذا الباب أغلق تماما. فنادي باريس سان جيرمان، الذي خسر نجمه الأول لصالح مدريد، لم يكن مستعدا للتخلي عن لاعب رئيسي آخر لنفس المنافس. وفي خطوة استباقية لقطع الطريق على أي محاولة، سارع النادي الباريسي إلى تحصين عقد نجمه المغربي حتى عام 2029، منهيا بذلك أي أمل في عودته إلى بيته القديم في المستقبل القريب.