“مايسترو النهائيات”.. الكرتي يواصل عزف الألقاب في سماء إفريقيا

19 أكتوبر 2025 - 02:00

على ضوء تتويج نادي بيراميدز المصري، أمس السبت، بلقب كأس السوبر الإفريقي، يبرز اسم النجم المغربي وليد الكرتي كأحد الركائز الأساسية التي قادت "السماوي" إلى هذا الإنجاز التاريخي. قصة الكرتي هي حكاية موهبة استثنائية صقلتها السنوات، وتحولت من وعد في ملاعب المغرب إلى تألق كروي عابر للقارات، ليُرسِّخ مكانته كـ "مايسترو النهائيات" وصانع المجد.

البدايات الذهبية في المغرب والتوهج القاري (2013-2021)

وُلد وليد الكرتي في 23 يوليو 1994 بمدينة خريبكة المغربية، وبدأت رحلته الكروية في نادي مسقط رأسه أولمبيك خريبكة. كانت النقلة النوعية في مسيرته بانتقاله إلى نادي الوداد الرياضي، أحد عملاقة الكرة المغربية، ليصبح سريعاً عنصراً لا غنى عنه في خط الوسط.

شهدت فترة الكرتي مع الوداد قمة التألق والإنجازات المحلية والقارية. لم يكتفِ بالتتويج بلقب الدوري المغربي عدة مرات، بل سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي القاري.

ويعد دوري أبطال إفريقيا 2017 اللحظة الفارقة في مسيرته، حيث سجّل هدف التتويج الحاسم في مرمى الأهلي المصري في مباراة الإياب على ملعب محمد الخامس، ليمنح الوداد اللقب بعد تعادل في الذهاب.

واستكمل الكرتي قطف ثمار التألق القاري بلقب آخر وهو بطل كأس السوبر الإفريقي 2018.

على الصعيد الدولي، لم يكن تأثير الكرتي مقتصراً على الأندية، بل امتد إلى المنتخبات الوطنية، حيث توّج بكأس إفريقيا للمحليين (CHAN) مع المنتخب المغربي، بجانب تتويجه الميدالية الفضية في الألعاب الفرنكوفونية مع المنتخب الأولمبي.

مايسترو النهائيات.. بصمة لا تُمحى

إن قدرة وليد الكرتي على الظهور بمستوى استثنائي في المواعيد الكبرى هي السمة الأبرز في مسيرته. فبينما خسر الوداد نهائي دوري أبطال إفريقيا 2019 أمام الترجي التونسي في مباراة مثيرة للجدل، إلا أن الكرتي كان قد سجّل هدفاً في الإياب (رغم إلغائه)، مما يؤكد أنه لاعب يتقدم للأمام حينما يحتاج إليه الفريق.

العبور إلى وادي النيل.. وكتابة التاريخ مع بيراميدز

في أكتوبر 2021، بدأ الكرتي تحدياً جديداً بالانتقال إلى نادي بيراميدز المصري. ورغم المنافسة الشديدة في الدوري المصري، رسّخ الكرتي (البالغ من العمر 30 عاماً حالياً) مكانته كعنصر أساسي ومحوري، يعتمد عليه الفريق في بناء الهجمات وصناعة اللعب.

استمر لقب "مايسترو النهائيات" يلاحقه في تجربته الجديدة، ليقود بيراميدز إلى إنجازات تاريخية غير مسبوقة، أهمها تتويجه بدوري أبطال إفريقيا 2025، حيث لعب الكرتي دوراً حاسماً في تتويج بيراميدز باللقب القاري لأول مرة في تاريخه. وكان هدفه في مباراة الذهاب أمام ماميلودي صن داونز (1-1) ذو أثر بالغ، حيث منح الفريق أفضلية ثمينة بهدف خارج الأرض، مما سهّل مهمة حسم اللقب في مباراة الإياب (2-1).

وكان أخر تتويج للكرتي هو كأس السوبر الإفريقي الذي جاء على حساب نهضة بركان، ليؤكد أن وجوده يعني الخبرة القارية والقدرة على تحقيق الألقاب.

شخصية البطل وطموحات المستقبل

يُعرف وليد الكرتي بشخصيته القوية والمحترمة داخل وخارج الملعب، مما يجعله مثالاً يحتذى به. بعد أن اعتلى عرش القارة مع بيراميدز، لا تزال أمام الكرتي فُرص واسعة للتألُّق، خصوصاً مع الآمال المعقودة على انضمامه لقائمة المنتخب المغربي المشاركة في بطولة أمم أفريقيا 2025، نظرا لتاريخه الحافل بـ 2 لقب دوري أبطال إفريقيا وعدة ألقاب قارية ومحلية.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

رالي المغرب 2025.. نهاية مثيرة تتوج الفرنسي “لٌوب” وتفجر مفاجأة حرمت العطية من لقب العالم

رئيس “الكاف” في تشيلي.. دعم رئاسي للمغرب في نهائي المونديال أمام الأرجنتين

جدل تحكيمي يطغى على ديربي كتالونيا بين برشلونة وجيرونا