انتفاضة لاعبي الرجاء.. هل هي بداية لإعادة البناء أم استمرار للأزمات المتراكمة؟

15 يناير 2025 - 06:00

يواجه نادي الرجاء الرياضي أزمة جديدة قد تؤثر بشكل كبير على مستقبله، حيث قرر عدد من لاعبيه الأساسيين طلب فسخ عقودهم خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.

وكان الحارس أنس الزنيتي، قائد الفريق، في طليعة هؤلاء اللاعبين الذين قرروا مغادرة النادي، حيث قدم طلبًا رسميًا للمكتب المسير لفسخ عقده بالتراضي، وهو ما تم الاستجابة له سريعًا من قبل إدارة النادي بقيادة الرئيس عادل هالا.

ولم يقتصر الأمر على الزنيتي فقط، بل تبعه كل من نوفل الزرهوني، صابر بوغرين، محمد بلكسوت، ويوسف بلعمري الذين قرروا أيضًا مغادرة الفريق لأسباب متعددة، حيث توجهوا للمسؤولين في النادي لإيجاد حل ودي يقضي بإنهاء عقودهم.

اللاعبون الأربعة، الذين كانوا جزءًا أساسيًا من تشكيلة الرجاء في المواسم الماضية، عبروا عن رغبتهم في مغادرة النادي لأسباب مختلفة، كما يُذكر أن الجزائري يسري بوزوق هو الآخر كان قد غادر الفريق في وقت سابق بعد طلبه فسخ عقده.

هذه الخطوات تثير العديد من الأسئلة حول مستقبل الفريق، وهل ما يحدث هو بداية لأزمة جديدة، أم أنها بداية مرحلة جديدة لإعادة بناء الفريق بشكل أكثر استدامة؟

وفي هذا الصدد أكد المحلل الرياضي هشام رمرام، لجريدة "العمق" أن الوضع الراهن في نادي الرجاء ليس مفاجئًا، بل هو نتيجة لتراكمات سنوات من المشاكل التي تم تأجيل معالجتها.

ورغم الأزمات الحالية التي يشهدها النادي الأخضر، يرى رمرام أن ما يحدث الآن هو "صحي"، إذ سيجبر النادي ومكوناته على إجراء تقييم شامل لقراراتهم واختياراتهم.

فمن وجهة نظر المتحدث، الأزمة الحالية ليست سوى تحصيل حاصل، وهو ما يعني أن الرجاء كان يتجه نحو هذا الوضع في مرحلة ما، مشيرا أن العديد من اللاعبين الذين كانوا قد قدموا تضحيات كبيرة مع الفريق، وحصدوا معه بطولات، هم أنفسهم الذين يعانون اليوم بسبب تأخر مستحقاتهم المالية. هذه المعاناة، حسب قوله، دفعت هؤلاء اللاعبين إلى التفكير في مستقبلهم، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها من الناحيتين المعنوية والمادية.

كما يرى رمرام أن مغادرة اللاعبين في هذه الفترة ستكون خطوة نحو تخفيف العبء المالي عن الفريق، مما قد يساعد النادي على تخفيض ديونه ويسمح له بالتركيز على الاستقرار الداخلي، معتبرا الرجاء كـ"جسم مريض"، حيث شبه الوضع الحالي للنادي بحالة صحية تحتاج إلى عملية جراحية كانت قد تأخرت لسنوات. فالنادي، حسب قوله، كان بحاجة لإجراء هذه العملية منذ وقت طويل، لكن تأجيل الحلول واختيار حلول مؤقتة أدى إلى تفاقم الأزمات المالية والإدارية. اليوم، لم يعد أمام النادي سوى مواجهة الحقيقة والعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه.

المتحدث يعتقد أن ما يحدث الآن قد يكون بداية مرحلة جديدة للرجاء، حيث يمكن لهذا الوضع أن يدفع الإدارة إلى التفكير في حلول مستدامة، قائلا: "ما يحصل الآن سيجبر الفريق على إجراء نقد ذاتي حقيقي"، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات المالية والتخطيط الاستراتيجي للفريق، بعيدًا عن الاعتماد على الفوز بالألقاب كوسيلة للحفاظ على استمرارية الفريق.

ويضيف أن هذا الوضع سيجعل الإدارة تتفهم أن الرجاء يحتاج إلى استقرار داخلي طويل الأمد أكثر من حاجته للفوز العاجل بالبطولات. وأكد أن "الرجاء الآن بحاجة إلى تقليص الديون، وتقليص الميزانية المهدورة، ثم البدء في إعادة البناء من جديد." وهذا حسب رأيه، لا يعني أن الفريق لن ينافس على الألقاب في المستقبل، بل إنه سيتعين عليه إعادة بناء نفسه بشكل سليم من أجل المنافسة على المدى البعيد.

وكان الرجاء قد أفاد في بيان رسمي، على حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي، أنه انفصل عن الزنيتي، عبر فسخ العقد وتنازل حارس المرمى، عن جزء كبير من مستحقاته المالية التي ظلت عالقة لسنوات.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

الناجي مودعا مكونات الجيش الملكي: “عشت معكم لحظات لا تُنسى.. وألتمس منكم العُذر”

رشاد فتال يلتحق بريال مدريد في صفقة “ذكية” محفوفة بالمكافآت

هل يُعيد الكوكب المراكشي الزنيتي إلى البطولة الاحترافية؟