أعلن نادي ريال مدريد الإسباني، اليوم الأحد، عن تعاقده رسميًا مع الإسباني تشابي ألونسو لتولي القيادة الفنية للفريق الأول، بعقد يمتد حتى صيف 2028، خلفًا للإيطالي كارلو أنشيلوتي. ومن المرتقب أن يبدأ ألونسو مهمته انطلاقًا من 1 يونيو 2025، في خطوة تحمل رمزية كبيرة بعودة أحد أبناء النادي إلى "سانتياغو برنابيو" لكن هذه المرة من مقاعد البدلاء.
وجاء في بيان رسمي للنادي: "تشابي ألونسو يُعد أحد أساطير ريال مدريد وكرة القدم العالمية. ارتدى قميص نادينا في 236 مباراة رسمية بين عامي 2009 و2014، وحقق خلالها 6 ألقاب، من بينها دوري أبطال أوروبا العاشرة في لشبونة". وأضاف البيان أن ألونسو "رمز في تاريخ المنتخب الإسباني أيضًا، حيث خاض 113 مباراة دولية وتوج بكأس العالم 2010، إضافة إلى لقبَي يورو 2008 و2012 ضمن الجيل الذهبي لمنتخب لاروخا".
وأشار النادي إلى أن ألونسو بدأ مسيرته التدريبية من داخل البيت المدريدي، بقيادته لفريق الناشئين (إنفانتيل A) موسم 2018-2019، حيث توّج بلقب الدوري المحلي وبطولة الأبطال، قبل أن ينتقل لتجربة أكثر نضجًا مع باير ليفركوزن الألماني، التي بلغ فيها القمة بقيادته الفريق لتحقيق الثلاثية المحلية في موسم تاريخي.
ومن المنتظر أن يُقدَّم ألونسو رسميًا غدًا الإثنين في مدينة فالديبيباس الرياضية، بحضور رئيس النادي فلورنتينو بيريز، لتوقيع العقود والظهور الإعلامي الأول له كمدرب جديد للنادي الملكي.
تشابي ألونسو سيباشر مهامه الفنية مباشرة قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية، حيث سيكون أمام أول تحدٍّ رسمي يوم 18 يونيو بمواجهة الهلال السعودي، في ظل فترة تحضير قصيرة بسبب التوقف الدولي.
ووفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية، فقد بدأت المفاوضات مع ألونسو منذ عدة أسابيع عقب الخروج من دوري أبطال أوروبا، وتسارعت بعد خسارة نهائي كأس الملك، لتُتوَّج باتفاق رسمي عقب دفع ريال مدريد قيمة الشرط الجزائي (8 ملايين يورو) لتحرير المدرب من عقده مع ليفركوزن، في إطار اتفاق شرفي بين الناديين.
التعاقد مع ألونسو يأتي ضمن مشروع طويل الأمد يهدف إلى إعادة تشكيل هوية الفريق فنيًا وتكتيكيًا. وقد حصل المدرب الجديد على وعود من إدارة النادي بثلاثة تعاقدات رئيسية تشمل الموهبة الشابة عبد الله هويسن، والنجم الإنجليزي ألكسندر أرنولد، بالإضافة إلى الظهير الأيسر الشاب كاريراس، الذي بات على بعد خطوة من التوقيع.
وسيكون على ألونسو اتخاذ قرارات مصيرية على الصعيد الفني، وسط تساؤلات جماهيرية وإعلامية حول التشكيلة والخطة التكتيكية التي سيعتمدها، لا سيما في ظل وجود أسماء هجومية وازنة مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، واحتمالات التحول إلى نظام 4-4-2 أو منظومة بثلاثة مدافعين كما اعتاد في ليفركوزن.
ويخلف ألونسو المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي، الذي أنهى فترته الثانية مع ريال مدريد محققًا 15 لقبًا، من بينها ثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، ما يضع المدرب الشاب أمام تحدٍّ كبير لإثبات نفسه وسط طموحات كبيرة وتوقعات جماهيرية عالية.
عودة تشابي ألونسو إلى ريال مدريد تمثل لحظة رمزية، لكنها أيضًا بداية لمسار جديد يتطلب الحسم، الإبداع، والشجاعة في إعادة رسم ملامح الفريق الملكي في السنوات القادمة.
