يستعد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، لعقد ندوة صحفية يوم غد الثلاثاء 25 ماي الجاري، بمركز محمد السادس لكرة القدم في الرباط، للإعلان عن القائمة الموسعة لـ"أسود الأطلس" التي ستخوض مواجهتين وديتين أمام منتخبي تونس وبنين، يومي 6 و9 يونيو المقبل. وتأتي هاتان الوديتان في إطار استعدادات المنتخب لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، التي ستحتضنها المملكة المغربية نهاية العام الجاري.
ورغم الطابع الودي لهاتين المواجهتين، إلا أن أهميتهما تزداد بالنظر إلى الظرفية التي تأتي فيها، حيث تواجه الطاقم التقني للمنتخب المغربي تحديات غير بسيطة بسبب غيابات محتملة لعدد من الأسماء البارزة، ما يجعل من هذا المعسكر اختبارًا حقيقيًا قبل المعترك القاري المنتظر.
وفي هذا السياق، تحدث المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف، في تصريح خص به جريدة "العمق"، عن معطيات هامة قد تؤثر في اختيارات الناخب الوطني، مؤكدًا أن القائمة المقبلة ستشهد غيابات عديدة، بعضها مرتبط بالإصابة، وأخرى بسبب الإرهاق الذي يعاني منه اللاعبون في نهاية موسم طويل، إضافة إلى التزامات بعض الأسماء بكأس العالم للأندية 2025.
واعتبر أوشريف أن هذه الوضعية تمثل تحديًا حقيقيًا للمدرب الركراكي، مضيفًا: "هذا سيناريو محتمل الحدوث في كأس أمم أفريقيا المقبلة، ومن المهم أن يتعامل معه الركراكي بحكمة. غياب لاعب بحجم نصير المزراوي سيُربك حسابات المدرب، خصوصًا أنه يشكل ثنائيًا منسجمًا مع أشرف حكيمي، ما يضمن توازن في الدفاع. ومع غيابهما معًا، ستكون أمام الركراكي فرصة لإيجاد بدائل تثري دكة الاحتياط، التي لم تُختبر كثيرًا حتى الآن".
كما شدد المحلل على أن هذه الوديات تمثل اختبارًا مفيدًا للمنتخب من أجل التعامل مع ظروف مشابهة قد تطرأ خلال البطولة القارية، وقال: "من الإيجابي أن يتدرب المنتخب على تجاوز مثل هذه العقبات قبل المنافسات الرسمية".
وفيما يخص خط الدفاع، أوضح أوشريف أن غياب جمال حركاس، بسبب مشاركته في كأس العالم للأندية مع الوداد، سيعمق من أزمة النقص في بعض المراكز الدفاعية، مرشحًا اللاعب محمد الشيبي لتعويض حكيمي، نظرًا لما قدمه هذا الموسم مع نادي بيراميدز المصري. كما رجح أن يتولى بلعمري مكان المزراوي، على أن يعتمد الركراكي على كل من عطية الله وأزنو في حال تواجدهما.
وعلى مستوى خط الوسط والهجوم، تطرق أوشريف إلى غياب محتمل لإبراهيم دياز، لاعب ريال مدريد، مشددًا على أنه "من الصعب تعويضه حاليًا بنسبة 100% نظرًا لموهبته وكفاءته العالية". ورغم ذلك، أبدى ثقته في تحركات الركراكي الاستكشافية، قائلًا: "نعلم أن المدرب قام بجولات عديدة في أوروبا، وحضر مباريات كثيرة، ومن المؤكد أنه سيكشف عن أسماء جديدة".
وفي هذا السياق، أشار المحلل إلى إمكانية استدعاء حكيم زياش، رغم تراجع مستواه، معتبرا أنه يبقى "الخيار المنطقي" لسد فراغ دياز. وتابع: "استدعاء زياش سيكون رسالة ثقة له، ومناسبة لإعداده بدنيًا ونفسيًا للكان، خصوصًا أنه يُعد من ركائز المنتخب. لكن القرار يبقى في يد الركراكي، وقد يثير غيابه مجددًا تساؤلات في الأوساط الرياضية".
وختم أوشريف تحليله بالتأكيد على أن ودّيتي يونيو تمثلان محطة مهمة للمنتخب المغربي، قائلًا: "هذه المواجهات الودية ضرورية لكي يتدرّب المنتخب على تجاوز الظروف الصعبة، ويثبت أنه قادر على إيجاد الحلول، مهما كانت الغيابات. فالرهان اليوم ليس فقط على الأسماء، بل على مدى مرونة الجهاز الفني في التعامل مع الواقع، وبناء فريق متكامل ينافس على اللقب القاري".
ويترقب الشارع الرياضي المغربي قائمة الركراكي المقبلة باهتمام كبير، لما تحمله من مؤشرات أولية حول تصورات المدرب واستراتيجيته في التعامل مع تحديات كأس أفريقيا، التي يعلق عليها المغاربة آمالًا كبيرة.
