استأنف المنتخب الوطني للسيدات استعداداته لمواجهة السنغال في ثالث مواجهات كأس أمم إفريقيا "المغرب 2024"، وذلك بعد أن تمكن مساء يوم أمس الأربعاء من تحقيق انتصار ثمين على الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليُعزز بذلك حظوظه في بلوغ الدور الثاني على رأس المجموعة الأولى.
وأبانت لبؤات الأطلس عن مستوى مميز خلال مجريات اللقاء الذي جرى على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، حيث سجلن 4 أهداف، علمًا أن اللقاء طرح بعض التساؤلات حول الأداء التقني للكتيبة الوطنية، خصوصًا على المستوى الدفاعي.
وفي هذا الصدد، أكد الإطار الوطني والمحلل الرياضي مهدي كسوة أن الانتصار على المنتخب الكونغولي هو مفتاح العبور إلى دور ربع النهائي، مشيرًا إلى انتباه المدرب خورخي فيلدا لمجموعة من الأخطاء التي ارتُكبت في المواجهة الافتتاحية أمام المنتخب الزامبي.
وقال كسوة في تصريح لجريدة "العمق": "الظفر بالنقاط الثلاث أمام منتخب الكونغو الديمقراطية هو مفتاح العبور للدور المقبل، وهذه النقاط أتت بعد تصحيح بعض الأخطاء التي ارتُكبت أمام المنتخب الزامبي في اللقاء الافتتاحي، خصوصًا على مستوى التنشيط الهجومي".
وأضاف المتحدث نفسه: "كنا يوم أمس أفضل على المستوى الهجومي، حيث تمكنت اللاعبات من تسديد 7 كرات على مرمى الخصم، سُجِّل منها 4 أهداف، وهذه حصيلة إيجابية بالنسبة لنا، فضلًا عن التحرك الدائم على مستوى الملعب، واللاعبات كُنّ يتحركن في إطار اللعب الجماعي، علمًا أنه كانت هناك بعض السلبيات على مستوى الأداء الدفاعي".
وتابع متحدثًا عن مشكلة استقبال الأهداف في الدقائق الأولى: "استقبلنا هدفًا مبكرًا للمرة الثانية على التوالي، وهذه نقطة سلبية. بهذا، وجب أن نكون أفضل جاهزية نفسيًا وبدنيًا. اللاعبات كُنّ جاهزات جيدًا، والمنتخب الكونغولي ظهر بمستوى بدني عادي، وأهم شيء في هذا اللقاء هو النقاط الثلاث، ولا يمكننا القول إن الأداء كان مبهرًا، أو أننا حققنا الجاهزية البدنية الكافية للذهاب إلى أبعد نقطة".
واستطرد: "لا زلنا نعاني من بعض المشاكل التي تُظهر بين الحين والآخر بعض الثغرات داخل الفريق، سواء على المستوى الدفاعي أو في بناء الهجمات، فضلًا عن بعض الاختيارات غير الموفقة وسوء التدبير في لحظات حاسمة من المباريات. لذلك، نحن مطالبون بالتعامل مع هذه المرحلة بوعي أكبر، لأنها بمثابة إنذار يجب الاستيقاظ على وقعه وتصحيح المسار، حتى لا نُكرر نفس الأخطاء في المباريات المتبقية من هذا الدور".
واختتم حديثه بالإشادة بالجماهير التي ساندت اللبؤات طيلة دقائق اللقاء: "الجماهير المغربية كانت العنصر الفعّال في هذا الانتصار، حيث لم تكتفِ بدور المتفرج، بل لعبت دور اللاعب رقم 12 بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كانت حاضرة بقوة، شجّعت منذ صافرة البداية وحتى النهاية، وبثّت الحماس والثقة في نفوس اللاعبات، ومنحت صورة إيجابية تُعبّر عن ارتباط الجمهور المغربي بمنتخبه، سواء في الأوقات الصعبة أو لحظات التألق".
ورفع المنتخب المغربي النسوي رصيده إلى 4 نقاط في صدارة المجموعة، بنفس الرصيد الذي يتوفر عليه المنتخب الزامبي، علمًا أن لبؤات الأطلس سيواجهن السنغال في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، والتي ستُجرى يوم السبت المقبل، انطلاقًا من الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، وذلك على أرضية الملعب الأولمبي التابع للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.