نادراً ما تنجب كرة القدم ظهيراً شاباً يجمع بين الصفات الدفاعية والهجومية في سن صغيرة، إذ غالباً ما يبلغ اللاعبون في هذا المركز أوج عطائهم بين 25 و30 سنة داخل أندية كبرى. غير أن الدولي المغربي آدم أزنو كسر هذه القاعدة، بعدما قدّم مستويات مميزة في مركز الظهير الأيسر رفقة بايرن ميونخ، قبل أن يحظى بانتقال إلى إيفرتون الإنجليزي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، في خطوة ترمي إلى تطوير موهبته داخل دوري يتسم بالتنافسية العالية والإيقاع السريع.
مرونة تكتيكية في الدفاع
أظهر أزنو ذكاءً لافتاً في شغل أكثر من مركز دفاعي، إذ يتميز بقراءة جيدة لتحركات المهاجمين وقطع الكرات قبل وصولها إليهم، حتى أمام لاعبين يتفوقون عليه طولاً وخبرة. كما يتعامل بسرعة كبيرة في المواقف الفردية (1 ضد 1)، وهو ما منحه ثقة الناخب الوطني وليد الركراكي الذي أشركه في مباراة المنتخب المغربي أمام ليسوتو، لينال إشادة واسعة من المدرب والجماهير وزملائه.
لاعب موهوب ومهاري
لا يقتصر دور أزنو على المهام الدفاعية، بل يساهم أيضاً في الشق الهجومي بفضل سرعته ومهارته في المراوغة وتمرير العرضيات الدقيقة، وهي نقطة افتقدها إيفرتون في المواسم الأخيرة. قدرته على الارتداد السريع مع الحفاظ على واجبه الدفاعي تمنحه قيمة مضافة، خصوصاً أن الفريق يعتمد بشكل كبير على العرضيات لمهاجميه. إصابات بدلاءه في نفس المركز قد تفتح له الطريق لحجز مكان أساسي.
إشادة من داخل النادي
في برنامج "التوفي TV" الخاص بإيفرتون، أكد صحفيان أن التعاقد مع أزنو يُعد صفقة مهمة، معتبرين أنه مدافع هجومي مختلف عن الأسماء المتوفرة حالياً داخل النادي. وأشارا إلى أنه قد يصبح أحد ركائز الفريق الأساسية مستقبلاً، رغم تخوفهما من فقدانه خلال كأس أمم إفريقيا المقبلة.
رأي الخبراء
المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف شدد في تصريح لـ"العمق المغربي" على أن أزنو يمتلك مؤهلات كبيرة تجعله لاعباً مطلوباً لأي نادٍ في العالم، موضحاً أن تكوينه في أكاديمية برشلونة "لاماسيا" وتجربته مع بايرن ميونخ ساهما في صقل موهبته ودفع إيفرتون للتعاقد معه. وأضاف أن استمرار اللاعب في تطوير نفسه قد يجعله واحداً من الأسماء الكبيرة في تاريخ كرة القدم.
وختم أوشريف حديثه قائلاً: "أعتقد أن آدم أزنو قادم بقوة بما يقدمه من أداء مميز، ولا شك أنه سيكون في المستقبل من بين نجوم اللعبة الكبار."
