يكاد يجمع عشاق كرة القدم الوطنية على عدم جدوائية ما سمي المنتخب الوطني المحلي لكرة القدم غير القادر على تفسير مبررات وجوده ومشاركته في منافسة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين وفي غياب كبار كرة القدم الإفريقية.
لغط كثير رافق هذه المشاركة -الباهتة- مهما كانت نتيجتها في نهاية المطاف لانها بطولة تغيب عنها أجواء المنافسة الحقيقية وتعطل سير منافسات كأس العرش والبطولة الوطنية المغربية التي بلغت دورتها الخامسة.
ظل مطلب المغاربة منذ زمن بعيد تحقيق لقب بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم ومقارعة كبار القارة السمراء، وتفادي الخروج في كل دورة أمام منتخبات مغمورة إفريقيا.
توقفت البطولة الوطنية لكرة القدم بعد بداية متأخرة ومنافسة كأس العرش أمام المنتخب الوطني المحلي ليتعادل ضد رواندا ويفوز على أوغندا وقد يتوج بكأس لا قيمة لها كرويا والمشاركة فيها ليس طموحا ولا انجازا بل اختيارا.
ماذا لو لم نشارك في هذا الدوري الرمضاني، وماذا لو استمرت البطولة ومنافسة كأس العرش، وتداركنا التأخر الحاصل واستثمرنا كل هذه الإمكانيات في الرفع من منسوب البطولة الوطنية وقيمتها وتسويقها إعلاميا وتفادي هذا المشهد الباعث على الغثيان.
ولأن مدرب المنتخب المحلي متحمس لهذا اللقب القاري والعالمي والصعب التحقق، ظل في كل وقت وحين يؤكد لنا قيمة عناصر المنتخب الوطني التي نعرفها جميعا ونعرف إمكانياتها وحتى سنوات الممارسة ووضعيتها داخل أنديتها.
عبر الحسين عموتة عن هذا العجز بدل العقم، على أن جميع المنتخبات التي تواجه المغرب حاليا تعتمد أسلوب "التكثل الدفاعي المبالغ فيه"، وأنه في مثل هذه المباريات الدولية يتعين استغلال الفرص المتاحة بالرغم من قلتها.
ومهما قال وسيقوله مدرب المنتخب المحلي عن مجموعته وكيف وظفها وسيوظفها مستقبلا، فإننا جميعا أدركنا حجم وقيمة تصريحات وحيد حاليلوزيتش وعدم اعتماده على عناصر داخل البطولة الوطنية لكرة القدم.
إن حجم التخوف الذي ينتاب الجماهير المغربية من هذه المشاركة مخافة إصابة أحد اللاعبين وانتهاء مشوار آخر لا قدر الله يوازي حجم الضغط النفسي الذي خلفته جائحة كورونا.
وختاما ننتظر عودتكم سواء باللقب أو بدونه فالأمر سيان بالنسبة لنا لأن مطلبا كأس أمم إفريقيا وعدم الخروج أمام منتخب البنين وتجاوز الكبار والتحليق بعيدا إسوة بدول الجوار غير ذلك لن يكون سوى استمرارا لمسلسل العبث واللامعنى
