روبرتو مارتينيز يقود المنتخب البرتغالي

11 يناير 2023 - 08:00

عكس كل التكهنات التي كانت تربط تدريب المنتخب البرتغالي بالمدرب المثير للجدل جوزيه مورينيو، المدرب الحالي لنادي روما الإيطالي والمدرب السابق لعدد من الأندية الأوربية الكبرى، أعلن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، أول أمس الاثنين، تعيين روبرتو مارتينيز في ذات المهمة بعقد يمتد إلى غاية 2026.

وكان المدرب الإسباني الجديد، الوحيد الذي قدم له "عرضا ملموسا" لتدريب المنتخب البرتغالي، وفقا لما صرح به رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم فرناندو غوميز، خلال المؤتمر الصحفي لتقديم المدرب، ليكون بذلك بديلا لفرناندو سانتوس المقال على خلفية إقصاء منتخب "السيليساو" من ربع نهاية مونديال قطر الأخير أمام المنتخب المغربي.

وأكد غوميز أن المدرب الجديد يتوفر على "البروفايل" الذي يحتاجه وضع منتخب بلاده ضمن قائمة "البلدان المرشحة فوق العادة في جميع المنافسات الكبرى"، موضحا أن "نصف النهاية" هي الحد الأدنى المطلوب من المنتخب البرتغالي في كل منافسة يخوضها.

ويمتلك المدرب الإسباني، الذي يعد ثالث مدرب أجنبي يقود منتخب البرتغال بعد المدربين البرازيليين أوطو غلوريا، ولويس فيليب سكولاري، تجربة مهمة في عالم التدريب، سواء على صعيد الأندية، حيث كان مدربا لعدد من الفرق بالدوري الإنجليزي، أو على صعيد المنتخبات، حيث ظل على رأس المنتخب البلجيكي لمدة تزيد عن ست سنوات، قاده خلالها لاعتلاء منصة التتويج في كأس العالم بروسيا سنة 2018 كثالث الترتيب، كما جعله يتربع على عرش التصنيف العالمي للمنتخبات في الفترة ما بين أكتوبر 2018 وفبراير 2022.

وتبدو إدارة الاتحاد البرتغالي لكرة القدرة متفائلة حول مستقبل المنتخب تحت قيادة ربانه الجديد، كما هو حال بعض نجوم الكرة البرتغالية، الذي دعا بعضهم إلى "ضرورة أن يكون الجميع مع روبرتو مارتينينز"، على نحو ما صرح بذلك لصحيفة "بيبليكو" اللاعب السابق والمدرب الحالي لفريق ليل الفرنسي باولو فونسيكا.

إلا أن ذلك لا يمنع العديد من الأوساط الكروية بالبرتغال من أن تكون حذرة جدا حول مدى قدرة صاحب الـ 49 عاما على جعل "برازيل أوروبا" يستيعد مستواه الذي ظهر به في 2016 حين تمكن من الحصول على أول بطولة قارية له (بطولة أمم أوروبا)، قبل أن يضيف إليها سنة 2019 بطولة جديدة حين فاز بالنسخة الأولى مما يعرف بدوري الأمم الأوروبية.

ما يؤكد هذا الحذر، النتائج التي توصل إليها استطلاع للرأي أجرته عبر الإنترنيت صحيفة آبولا (A BOLA) الرياضية الواسعة الانتشار، حيث أجاب 74.8 في المائة من المستجوبين بـ "لا" على سؤال حول ما إذا كان روبرتو مارتينيز اختيار جيد بالنسبة للمدرب الوطني.

وبحسب المتابعين والمهتمين بشؤون كرة القدم البرتغالية، تواجه المدرب الجديد للمنتخب البرتغالي في هذه المهمة، التي تعد الثانية من نوعها على رأس المنتخبات الوطنية، العديد من التحديات.

فالمنتخب البرتغالي يمر في الوقت الراهن بمرحلة جد صعبة في ظل خيبة الأمل الكبيرة التي خلفها خروجه من مونديال قطر في مرحلة الربع في وقت كانت فيه العديد من الأوساط الكروية ترشحه لكي يذهب بعيدا في هذه المسابقة.

ولا يعرف ما إذا كان سيتمكن خلال الفترة التي تفصله عن يونيو 2024، موعد أول بطولة قارية سيخوضها من موقعه الجديد، من وضع المنتخب البرتغالي على السكة الصحيحة وجعله يستعيد وهجه وتوازنه.

وبرأي المهتمين بالشأن الكروي، فإن المشكلة الأكبر المطروحة على رأس جدول انشغالات المدرب الجديد تتمثل في "كريستيانو رونالدو" قائد المنتخب وهدافه التاريخي واللاعب الأكثر مشاركة معه.

فاللاعب الذي يستعد في فبراير القادم لتخليد ذكرى ميلاده الثامنة والثلاثين واجه خلال الموسم الرياضي الجاري العديد من المشاكل، سواء مع فريقه السابق مانشستر يونايتد، أو مع منتخب بلاده الذي عمد مدربه المقال إلى إقصائه من قائمة التشكيلة الرسمية التي خاض بها مبارتي ثمن النهاية ضد سويسرا وربع النهاية ضد المغرب.

كما أن انتقاله الحديث إلى فريق النصر السعودي، الذي يلعب في بطولة ليست على نفس مستوى التنافسية التي تتمتع بها كل البطولات التي لعب فيها "الرقم 7" التاريخي، قد يجعل أمر استمراره مع المنتخب مسألة معقدة للغاية.

المدرب الجديد، الذي يبدو أنه كان يعرف مسبقا أنه سيواجه بسؤال رونالدو خلال الندوة الصحافية، اكتفى بالقول إنه "يستحق كل الاحترام"، وأن في نيته "إعطاء الفرصة لجميع اللاعبين الـ 26 الذين خاضوا كأس العالم في نسخته الأخيرة، بمن فيهم رونالدو".

لكن مع ذلك، يظل الوضع غامضا بشأن ما إذا كان منتخب البرتغال سيخوض منافساته الدولية القادمة باللاعب الذي صنع مجده خلال العشرين سنة الأخيرة أم بدونه، لاسيما في ظل حرص المدرب الإسباني على الإشارة في ذات الندوة الصحافية إلى أن البرتغال تتوفر على 54 لاعبا برتغاليا أقل من 28 سنة يلعبون في أقوى البطولات الدولية، مما قد يؤشر على رهانه أكثر على الشباب.

وفي مارس القادم ستبدأ عجلة المنتخب البرتغالي في الدوران من جديد في الطريق نحو بطولة أوروبا للأمم 2024، حيث سيخوض مقابلتين إقصائيتين مع كل من ليشتنشتاين (23 مارس)، واللوكسمبورغ (26 مارس)، قبل أن يلاقي في جولة أخرى كلا من البوسنة (17 يونيو) وآيسلندا (20 يونيو)، وقتها ستظهر معالم اختيارات المدرب الجديد، وستجد بعض الأسئلة التي تواجه المنتخب البرتغالي في الوقت الراهن أجوبة لها.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

متحدبا الجماهير.. تشافي مستمر في تدريب برشلونة حتى نهاية عقده

مونديال 2030.. المغرب يرصد قرابة 4 ملايير لتعشيب ملعبي أكادير ومراكش

رسميا.. المنتخب الجزائري يعلن انسحابه من البطولة العربية لكرة اليد للشباب المقامة في المغرب