"أرغب في انتشار وإشعاع أكبر للتايكوندو بالمالديف وأن أضمن التأهل للألعاب الأولمبية باريس 2024"، هكذا عبر عدنان كنان، وهو بطل مغربي التايكوندو، عن فخره واعتزازه بما حققه رفقة منتخب المالديف.
خمس ميداليات في أول مشاركة دولية في ألعاب المحيط الهندي، هي حصيلة منتخب المالديف للتايكواندو رفقة البطل المغربي، عدنان كنان، الذي اختار المالديف وجهة لمواصلة مسيرته التدريبية قبل أزيد من سنتين وبالضبط سنة 2021.
لعب عدنان كنان دورا بارزا ومحوريا في الترويج لرياضة التايكواندو وإشعاعها والتعريف بها في هذه الدولة الواقعة في المحيط الهندي، حيث كان قوة دافعة في تطوير رياضي التايكوندو في جزر المالديف، في ظل الحواجز التي كانت تواجه رياضة التايكواندو بهذه الدولة السياحية.
شغف بالتايكواندو
بدأ المغربي عدنان كنان ممارسة التايكوندو في سن الرابعة، بشغف وحب كبيرين بصم على مسيرة متميزة رغم عدد من الإصابات التي عاني طوال مساره الرياضي، كما أثمرت جهوده بعد سنوات من الممارسة عددا من البطولات والميداليات في منافسات متنوعة.
شارك كنان في البطولة الإقليمية المغربية حيث حصل على المركز الأول في فئة الناشئين، كما فاز على مر السنين بالعديد من المسابقات وحصل على عدة جوائز منها المركز الأول في التصفيات المؤهلة للبطولة المغربية 2018، والمركز الثاني في بطولة كأس العالم الثالثة للتايكوندو رئيس منطقة أفريقيا المغرب 2019، فضلا عن المركز الثاني في البطولة الدولية المفتوحة في المغرب.
أكد كنان، في تصريح لجريدة "العمق"، أن مسيرته في رياضة التايكواندو انطلقت منذ الصغر، حيث وجد دعما كبيرا من أسرته التي قدمت له الدعم اللازم للسير على منوال الرياضيين المحترفين، ما ساعده على ممارسة هوايته المفضلة في أحسن الظروف.
بعد مسيرة طويلة، حصل البطل المغربي على رخصة التدريب من طرف الجامعة الملكية المغربية للتايكوندو سنة 2018، إذ بات، في ذلك الوقت، من بين أبرز المدربين المعروفين لدى الإدارة التقنية الوطنية.
شارك كنان في عدد من البطولات الوطنية والقارية، أبرزها بطولة كأس رئيس العالم الثالث للتايكوندو لمنطقة إفريقيا والبطولة الدولية المفتوحة في وجدة، بالإضافة إلى سباق الجائزة الكبرى العالمي للتايكوندو.
المالديف.. نقطة التحول
قادما من ثقافة مختلفة ومفعم بالحماس والطموح، كان أكتوبر من سنة 2021 نقطة تحول لعدنان كنان في مساره المهني، إذ جعل من نشر ثقافة التايكواندو بالمالديف هدفه الأسمى، خاصة أن هذه الرياضة لم يكن لها موطأ قدم في هذه الدولة.
وصوله للمالديف كان، وفق تصريحات له، جاء استجابة لدعوة من أحد أصداقه المدربين هناك، الذي كان يرغب في نشر ثقافة هذه الرياضة، إذ رأى كنان إمكانية نمو هذه الرياضة في المالديف، وبدأ في تدريس التايكوندو في المدارس المحلية والنوادي الرياضية.
أثمرت جهود البطل المغربي وبدأت التايكوندو تكتسب شعبية في جزر المالديف، حيث قام بتأسيس اتحاد التايكوندو كما أسس أول منتخب للمالديف للتايكوندو عبر التاريخ، ونظم ورش عمل وبرامج تدريبية ومسابقات لتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة.
بعد عمل دؤوب، نجح هذا المنتخب الناشئ في المشاركة في ألعاب المحيط الهندي وتوج مساره بخمس ميداليات ذهبية، مع إشادة منقطعة النظير من طرف جميع المسؤولين بالمالديف بمستواه الكبير ومساهمته في النهوض بهذه الرياضة.
بعد هذا الإنجاز، حظي عدنان كنان، رفقة أفراد منتخبه، باستقبال رسمي من طرف رئيس جمهورية المالديف، وهو الأمر الذي عبر كنان عن فخره واعتزازه به مشددا على ضرورة مواصلة العمل للتأهل لدورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة الفرنسية باريس صيف سنة 2024.
وسائل إعلام بالمالديف، أشارت إلى أنه نظًا لكونه مجتمعا يعاني من التنمر والتحرش وأشكال العنف الأخرى، يعتقد العديد من الآباء بالمالديف أن التايكوندو مصدر رائع لبناء القوة العقلية لأطفالهم الصغار، من خلال تدريبهم على تعزيز الاعتماد على الذات والثقة للدفاع عن أنفسهم.
ويؤمن المدرب كنعان بالأمر ذاته وبأن التايكوندو يمكن أن يعالج التنمر والتحرش من خلال بناء شخصية لاعبي التايكوندو إلى مستويات قوية، حتى لا يتأثروا بكلام الآخرين، حيث تربطه علاقة قوية بطلابه.
العودة للمغرب
لم يخف عدنان كنان رغبته في العودة للمغرب للاستفادة من قدراته التدريبية والتأطيرية، غير أنه أكد أنه يؤجل هذه الخطوة حاليا لرغبته في اكتساب مزيد من الخبرات رفقة منتخب المالديف فضلا عن العمل على مواصلة إشعاع هذه الرياضة لتصبح الأكثر شهرة هناك.
وأشار كنان إلى أن رياضة التايكوندو لها الفضل في قوته وطاقته الكبيرة، مضيفا أنها لم تجعله بطلا ومدربا فحسب، بل جعلته أيضا قوي الشخصية، مؤكدا أنه يطمح للمنافسة على بطولة العالم، رغم أن منتخب المالديف يحتل حاليا المرتبة 212 في الاتحاد العالمي للتايكوندو.
