بسبب الاعتقالات.. ألتراس إيمازيغن يعلن مقاطعته للمدرجات لأجل غير مسمى

03 أبريل 2024 - 10:07

أعلن ألتراس إيمازيغن، الفصيل المساند لفريق حسنية أكادير،أمس الثلاثاء، مقاطعته لمباريات فريقه لأجل غير مسمى، ابتداءا من المباراة المقبلة أمام الاتحاد الاسلامي الوجدي، برسم دور ثمن نهائي كأس العرش، والتي ستقام يوم غذ الخميس، على أرضية ملعب أدرار بأكادير على الساعة العاشرة ليلا.

وأرجع ألتراس إيمازيغن سبب هذه المقاطعة، إلى "ما باتت تعيشه المجموعة في الآونة الأخيرة من تضييق للخناق على أنشطتها، ولما تتطلبه الظرفية الراهنة من إلتفاف حول المجموعة و أعضاءها المعتقلين".

وقد سبق أن قررت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمدينة مراكش، الأحد المنصرم، متابعة 29 شخصا من الجماهير السوسية في حالة اعتقال، ومتابعة 11 قاصرا في حالة سراح مؤقت، عقب أحداث مدخل الطريق السريع النخيل قبيل لقاء الكوكب المراكشي وحسنية أكادير برسم منافسات كأس العرش.

وجاء في بلاغ إيمازيغن: "

أزوول،

تمر الأيام و تتزايد دقات الأحداث، يتكاثر صيت الكلام لتجد الأسطر مستقراً لها أملاً في كشف ضبابية الوقائع، خلال وقتٍ ما لنا في الحرية إلا رجاء، و ما لنا في الرجاء إلا طمع. في ظل ظروفٍ كهاته تتوه المشاعر الحسنة في بحر الظلمات لتستأسد القاتمة منها على تفكيرنا تجاه مَن كنا نتقاسم معهم نفس الهموم أمس، أصبحوا اليوم غائبين عنا مكرَهين مجرّدين من إنسانيتهم السوية. فلا خير فينا إن تغاضينا، و لا راحة لنا إلا و واجهنا الشر باستبسال رأفةً بإخواننا المعتقلين.

أضحى كأس العرش مسابقة تسيل لُعاب بعض الفرق الكروية كلما تعلق الأمر بخلق نوعٍ طالحٍ من الإستفراد بالقوانين المنظمة، يتم تشكيلها بطرقٍ ترى في طمس التكافؤ غايةً مُلحة تزكي بها مساعيها الخبيثة نحو استحواذٍ كلي و ضمانٍ تام لحقوقها المشروعة و الغير المشروعة، ما يجعل من الإنسياب أمراً ظاهراً للعيان يعمل و بكل وضوح على تشريد أسس مبدأ تكافؤ الفرص و الزج بها إلى مطبّات الإنحياز و التفضيلات المصطنعة التي ألفها المشهد الرياضي بالبلاد، حيث ما لبث أن عاصر موجات من الإختلالات التخطيطية حتى استترت عنه الموازنة التنظيمية، لتجعل من ميزان القوى يميل لطرف على حساب آخر .

زمنٌ قد مضى و حالٌ ظل بأعرافه متشبث، وقعٌ لازم فريق الحسنية الإتحاد الرياضي في منافسات الكأس خلال الثلاث نسخٍ الأخيرة على منوال متطابق. كان خضوع الفريق لأفعال جائرة أمراً وارداً حين سلكت بعض الأطراف طريقها نحو إصدار " قرارات مناسباتية " توافق خططها و تصوراتها الهادفة لتقزيم قدر خصمهم بكيفيات دنيئة ثلم إلى الدفع به خارج سرب المتنافسين بطرقٍ مكيدة؛ لكن عن أي مكائد نحن بصدد الحديث ؟

رجوعاً للماضي القريب حين خاض النادي مبارتين بكراسي جوفاء، تارة بفعل تسلّطٍ أراد به مسؤول التطاول على اختصاصاته المحدودة، لحفظ ماء وجه فريقه و للإبقاء عليه في خانة التباري مهما كلفه ذلك من ضغطٍ و تدخلٍ تجرع بهما مرارة إقصاءٍ مبكر في آخر المطاف، و تارة بفعل رياح عاتية أتت من مركزها لتغدوا اتجاه ملاطفة إشفاقٍ أبى إلا أن يجبر الخواطر نحو الظفر بالمسلوب.

حاضر لا يختلف عن سابقه، جوهر حيثياته و ملابساته ظلوا بأهوانهم متمسكين إلى حين. منع آخر للتنقل صوب مدينة مراكش لمواجهة فريقها المحلي انضاف لسلسلة العشوائيات الممقوتة. بادر الخصم إلى طرح التذاكر أيامًا معدودات قبل اللقاء مستثنٍ منها ما يخص الجمهور الزائر في خطوة تَعلّل بها لوجود إصلاحات تهم بعضاً من مدرجات الملعب. سارت الشركة المنظمة على نفس المنوال. سبقٌ أعقبه عدم توصل فريقنا بأي مراسلة رسمية من السلطات في هذا الشأن، اللهم إن كان تطفلا على الإختصاصات سلكه المنافس للإحظاء بكامل امتيازه بغرض استقبال اللقاء بين جماهيره دون حضور جمهور الضيف في خضام مسابقة أصبحت تعيش على عصارات هضمٍ لمراجعها التاريخية و لثوابتها المؤطرة، أو جهلٍ مذموم بالضوابط التنسيقية التي تسبق كل مباراة لا شأن لنا في قلة حيلته سوى الإجتهاد قليلا للفرز بين مباريات الكأس و البطولة.

إلى أين ؟ هو تساؤل لم يجد متسعاً بعد للإستيعاب وسط الفعاليات الرياضية بقريبها و بعيدها عن الحركية، بل مازال يراود أذهان من هم على دراية تامة بما أصبح يمارس من ترهيبٍ على المجموعات في بقاع المعمورة. ما المصير ؟ حقا مجهول. ما الغاية ؟ إذلال و خضوع. ما الحل؟ الإستماتة و لا شيء غيرها.

إننا اليوم أمام حملة تطهيرية شرسة لم يسبق لها مثيل، تنتهك الحريات الفردية بشتى الطرق و التي تعري عن واقع جهاز تغيب عنه الرزانة و الحكمة في التعامل مع التكتلات الجماهيرية. بحلولٍ ترقيعية تميل إلى المنعدمة، صار السائد من العنف مجتاحا لكل تحركٍ أريدَ به إباحة مكبوتات تشق طريقها نحو تبخيس كرامة المشجع بأساليب ملتوية هجينة تكشر بها عن أنيابٍ مسوسة بنمطٍ تطابقي من حيث أفعال أصبحت الطرق السيار شاهدة عليها بكل حذافيرها. لم يُكتفى بالعنف وحده، بل اقترن باعتقالات عشوائية طالت مشجعين أبرياء لهم في تشجيع فريقهم غاية، ليكونوا ضحايا صيد عاتٍ سيلُمّ بشبابهم و بمستقبلهم أجمعين.

هل أصبحت ممارسة الحقوق من المحرمات ؟ هل فعلا لهم حضور في واقعنا المعاش؟ أم أنهم حبيسي فقاعةٍ من الأوهام ؟

ما وقع من أحداث أخيرة يؤكد مجددا فشل مقاربة أمنية تم المراهنة عليها للحد من أعمال الشغب، لتصبح بدورها وقودا يحرك مجريات عروض سريالية أبطالها متخذي و مطبقي قرارات مشؤومة. قرارات لا ترى في المنطق امتثالا، إذ لا هي متناسبة مع الواقع و لا هي بقدر مقامه، في حين أنها ترتكز على نهجٍ تضليلي - تمويهي يتلاعب بالحقائق و الوقائع بفعل فاعل.

إنما يدمي القلب يرجع للشأن الداخلي، حين تُحشر الكتلة الجماهيرية في بضائع يتم الطعن في جودتها و التشكيك في كفائتها ليتم الإسراع رغبة في إتلافها دون موجب حق. هذا و إن كان الشأن الخارجي تحظى فيه نفس البضاعة بتسويق خلاّق على حساب تنظيم التظاهرات الكبرى، لا يجد المسؤول نفسه صائبا و هو غارق في اضطراب الهوية التفارقي ليدوس على النصوص الدستورية و القوانين التنظيمية جاعلا منها مداً و جزراً على الجماهير.

خير ما نختم به الكلام، إننا نستنكر و بشدة ما باتت تعيشه المجموعة في الآونة الأخيرة من تضييق للخناق على أنشطتها. و عليه، نهيب لأعضائنا عن خوض " حملة مقاطعة " إلى أجل غير مسمى، بدءاً بمباراة الخميس المقبل لما تتطلبه الظرفية الراهنة من إلتفاف حول المجموعة و أعضاءها المعتقلين. مقصدنا واضح و موقفنا أوضح، ألا وهو الحرية للمعتقلين !

الحرية للأولتراس."

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

لاعب المنتخب المغربي يتعرض لاعتداء بأحد الملاهي الليلية

انتقادات للجامعة الملكية للسباحة بسبب “تأجيلات عشوائية لبطولات السباحة”

الداخلة تحتضن النسخة الثانية من كأس القارات في “البادل”