توماس توخيل يدخل دائرة الترشيحات لقيادة منتخب الأسود الثلاثة

20 يوليو 2024 - 07:00

بات الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أمام مهمة صعبة لإيجاد البديل بعدما قرر غاريث ساوثغيت الاستقالة من تدريب منتخب الأسود الثلاثة عقب خسارة نهائي كأس أوروبا للمرة الثانية تواليا. وأقر ساوثغيت بأن الوقت قد حان للتغيير ولكتابة فصل جديد في مسيرته، وفق ما قال بعد استقالته الثلاثاء من المنصب الذي تولاه طيلة ثمانية أعوام.

وكان الاتحاد الإنجليزي يمني النفس ببقاء ساوثغيت في منصبه بعد انتهاء عقده الحالي الذي يمتد حتى دجنبر، لكن قرار المدرب البالغ من العمر 53 عاما خلط الأوراق وأدى إلى إطلاق عملية بحث صعبة عن خليفة له.

ومن المفترض أن يجد الاتحاد الإنجليزي خليفة لساوثغيت بحلول الوقت الذي تسافر فيه إنجلترا إلى أيرلندا لخوض مباراتها في دوري الأمم الأوروبية في السابع من شتنبر.

وعندما يبدأ الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي مارك بولينغهام ومستشاروه التدقيق بالمرشحين المحتملين، سيجدون قائمة مليئة بعلامات الاستفهام حول قدرتهم على التعامل مع الضغوط الناجمة عن تولي منصب أطلق عليه غراهام تايلور ذات مرة “الوظيفة المستحيلة” خلال فترة توليه مهمة الإشراف على “الأسود الثلاثة” بين 1990 و1993.

ووضعت وسائل الإعلام مدرب نيوكاسل الحالي إدي هاو وثلاثة من مدربي تشيلسي السابقين الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو وغراهام بوتر والألماني توماس توخيل على لائحة أبرز المرشحين لتولي هذا المنصب.

ووُضع بوتر على رأس لائحة المرشحين المحتملين من قبل شركات المراهنات، لكن سمعة ابن الـ49 عاما تشوهت بسبب الفترة المخيبة التي قضاها في “ستامفورد بريدج” كمدرب لتشيلسي. وبعدما أثار الإعجاب بالنتائج التي حققها مع برايتون، أقيل بوتر من قبل تشيلسي بعد أقل من سبعة أشهر على توليه المهمة بسبب الصعوبة التي واجهها في التعامل مع نجوم الفريق. واستلم بوتر المهمة خلفا لتوخيل الذي أقيل بدوره من منصبه رغم قيادته النادي اللندني إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2021.

وعلى الرغم من أن مدربين من عيار الإسباني بيب غوارديولا (مانشستر سيتي) والألماني يورغن كلوب (ليفربول سابقا) بعيدو المنال، إلا أن الاتحاد الإنجليزي على استعداد للتفكير بالتعاقد مع مدرب أجنبي. وإلى جانب كونه ألمانيا، قد تصطدم حظوظ توخيل بمعارضة كبيرة من بعض جماهير المنتخب لأن سمعته فقدت أيضا الكثير من مكانتها بعد مروره الصعب في بايرن ميونخ الذي أنهى الموسم الماضي من الدوري المحلي بفارق 18 نقطة خلف باير ليفركوزن البطل.

توقعات كبيرة

أما بالنسبة إلى بوكيتينو، فلم يصمد الأرجنتيني لأكثر من موسم واحد مع تشيلسي قبل أن يغادر بالتراضي في مايو الماضي. لكن العمل الجيد الذي قام به قبل ذلك مع الجار اللدود توتنهام، يجعله مرشحا جذابا، وكذلك علاقته القوية مع قائد منتخب إنجلترا هاري كاين الذي برز نجمه خلال فترة وجودهما معا في نادي شمال لندن.

إلا أن بوكيتينو من الأرجنتين التي تعتبر أيضا من خصوم إنجلترا، وفشله في قيادة باريس سان جرمان الفرنسي إلى لقب دوري أبطال أوروبا على الرغم من المواهب الكثيرة التي كانت في تصرفه، أضر أيضا بسمعته.

أما في ما يخص هاو، فإن قيادته لنيوكاسل من فريق يقاتل من أجل تجنب الهبوط إلى آخر يتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 20 عاما، دفع البعض إلى اعتباره مدرب إنجلترا المنتظر.

لكن المسيرة المتعثرة لنيوكاسل الموسم الماضي حيث اكتفى بالمركز السابع في الدوري الممتاز، قد أضرت بحظوظه إلى جانب تجربته المخيبة في بورنموث الذي هبط تحت قيادته إلى المستوى الثاني عام 2020. كما أن المدير التنفيذي لنيوكاسل دارين إيلز شدد الثلاثاء على أنه سيقاتل من أجل إبقاء هاو إذا أعرب الاتحاد الإنجليزي عن اهتمامه به.

وما يزيد الضغط على الاتحاد الإنجليزي، أن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 قد تكون شاقة لأنه لا يمكن لمنتخب “الأسود الثلاثة” أن يكون بين المنتخبات المصنفة في القرعة نتيجة هبوطه إلى المستوى الثاني من دوري الأمم الأوروبية. وهذا الأمر يعني أن القرعة قد تضعه في مواجهة محتملة مع إسبانيا بطلة أوروبا، أو ألمانيا أو فرنسا أو البرتغال، علما أن بطل كل مجموعة فقط يتأهل مباشرة إلى نهائيات المونديال.

ويريد بولينغهام تحديد موعد “في أقرب وقت ممكن” لتعيين خليفة ساوثغيت، لكنه أقر الثلاثاء بوجود “حل مؤقت إذا لزم الأمر”.

ومن الممكن أن يتولى لاعب وسط إيفرتون السابق لي كارسلي الذي يشرف حاليا على منتخب تحت 21 عاما، المهمة مؤقتا حتى إيجاد المدرب المناسب. ولا يملك ابن الخمسين عاما الكثير من الخبرة التدريبية، لكن يمكن التفكير به كمدرب دائم بعدما حقق ساوثغيت نفسه انتقالا ناجحا من منتخب تحت 21 عاما إلى المنتخب الأول. بغض النظر عن هوية المدرب القادم، من المؤكد أن المهمة ستكون شاقة لاسيما أن توقعات الإنجليز كبيرة في كل بطولة يشاركون فيها على الرغم من أنهم لم يتوجوا سوى مرة واحدة وكانت على أرضهم في مونديال 1966.

خيبة أمل

مهمة المدرب الجديد ستكون شاقة لاسيما أن توقعات الإنجليز كبيرة في كل بطولة يشاركون فيها

وصف جود بيلينغهام، لاعب المنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت قائلا “ببساطة هو أحد أفضل المدربين في تاريخ المنتخب الوطني”.

وأعرب بيلينغهام، نجم ريال مدريد، عن “حزنه وخيبة أمله” لخسارة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الإسباني في نهائي بطولة أمم أوروبا. وأثنى بيلينغهام على ساوثغيت ووصفه بأنه “إنسان رائع”، وذلك على صفحته بتطبيق إنستغرام.

وقال بيلينغهام “أشكر غاريث وجهازه على الذكريات الرائعة خلال فترة وجودهم في المنتخب الأول. من وجهة نظر مشجع، أصبح عضوا في الفريق، كانت رحلة مليئة بالعواطف المذهلة التي غرست الأمل والفرحة مرة أخرى في بلادنا”.

وأضاف “كان من دواعي سروري أن يقودني شخص مخلص وشغوف للغاية، لا يعد غاريث من أفضل المدربين في تاريخ منتخبنا الوطني فحسب، بل يعتبر أيضا إنسانا رائعا. شكرا على كل شيء، وكل التوفيق لك في المرحلة التالية”. ووصف هاري كين، قائد المنتخب الإنجليزي، ساوثغيت بأنه أحد أفضل المدربين الإنجليز، الذين أعادوا الثقة للمنتخب وللمشجعين.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

إدارة باريس سان جيرمان ترغب في الحفاظ على حكيمي بعقد طويل الأمد

إلياس أخوماش يواجه “العنصرية” في إسبانيا بسبب تدخله “الخشن” على لامين يامال

تصفيات “الشان” تجبر “الكاف” على تأجيل دور مجموعات المسابقات القارية