أثارت جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2024 جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي، بعد أن فاز بها النيجيري أديمولا لوكمان، نجم أتالانتا الإيطالي، على حساب المغربي أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي. هذا الفوز الذي كان محل انتقاد من قبل العديد من المتابعين، وصفه المحلل الرياضي هشام رمرام بأنه ليس "فضيحة" كما حاول البعض تصويره، بل هو نتيجة طبيعية لأرقام فردية وجماعية مهمة ودقيقة للغاية.
وأوضح رمرام في تصريح خص به "العمق" أن كلا اللاعبين، لوكمان وحكيمي، يستحقان الجائزة بجدارة، لكن الإشكال الحقيقي يكمن في معايير اختيار الفائز التي لا تزال غامضة في الاتحاد الافريقي لكرة القدم، إلى حد كبير، حيث لا يتم الكشف عن معايير اختيار اللاعبين المتوجين.
وأشار هشام إلى أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يعتمد على ست جهات مخوّلة بالتصويت لاختيار الفائز وهي اللجنة الفنية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والإعلاميين، والمدربين وقادة منتخبات الاتحادات الوطنية، بالإضافة إلى الأندية المشاركة في مراحل المجموعات من مسابقات الأندية، لكن النتائج لا يتم إعلانها بشكل شفاف كما يحدث في جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها "فرانس فوتبول"، معتبرا هذا الأمر الغموض وغياب الشفافية في آلية التصويت يجعل الأمور نسبية، مما يفتح المجال للعديد من التساؤلات حول المعايير التي يتم اعتمادها.
وفي ختام حديثه، شدد رمرام على أن لوكمان يستحق الفوز بقدر ما يستحق حكيمي، إلا أن "الانتماء المشترك" بين الجماهير المغربية والعربية تجاه حكيمي هو ما يجعل البعض يشعر بالحسرة، خصوصاً وأن اللاعب المغربي يعد من أبرز الأسماء في كرة القدم العالمية اليوم.
وتجدر الإشارة إلى أنه فور إعلان رئيس الاتحادين الدولي والإفريقي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، وباتريس موتسيبي، عن فوز لوكمان بالجائزة، سادت القاعة حالة من الاستهجان والتذمر، حيث تفاعل العديد من الصحافيين والإعلاميين المغاربة بطريقة حادة مع هذا الاختيار، كما أظهر الحضور في القاعة عدم رضاهم عن قرار الجائزة.
وبعد الحفل، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة دعم كبيرة لأشرف حكيمي، قادها لاعبو المنتخب المغربي. حيث عبر المغاربة عن تأييدهم الكامل للاعب، مؤكدين أن قيمة اللاعب الحقيقية تكمن في الإنجازات التي حققها والموسم الرائع الذي قدمه مع نادي باريس سان جيرمان والأسود، ما يبرهن على مكانته الكبيرة في كرة القدم.
