يواجه نادي حسنية أكادير واحدة من أصعب فتراته في تاريخه الكروي، حيث بات مهددًا بشكل كبير بالهبوط إلى القسم الثاني في الدوري المغربي. هذه الوضعية الحرجة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة تراكمات عديدة، أبرزها ضعف التركيبة البشرية للفريق، وفقًا لتحليل المحلل الرياضي عبد الرحيم أوشريف.
فقد أشار أوشريف في تحليل خص به جريدة "العمق"، إلى أن غياب النادي عن سوق الانتقالات لثلاث مرات متتالية كان له تأثير كارثي على الفريق، حيث لم يتم تعزيز الصفوف بانتدابات جديدة، بينما شهد الفريق في الوقت نفسه رحيل عدد من اللاعبين المهمين، مبرزا أن هذا الخلل في التوازن بين الخروج والدخول أثر بشكل كبير على أداء الفريق، الذي وجد نفسه في مواجهة تحديات جمة خلال الموسم الحالي.
وأشار أوشريف إلى أن الهزيمة الأخيرة أمام اتحاد التواركة كانت بمثابة نقطة فارقة في مسيرة الفريق هذا الموسم، هذه الهزيمة لم تكن مجرد خسارة عادية، بل كانت إشارة واضحة إلى تعميق الأزمة التي يعيشها الفريق، وفق تعبيره.
ووفقًا للمحلل أوشريف، فإن الفريق السوسي يحتاج إلى حصد 7 نقاط على الأقل في المباريات الثلاث القادمة لضمان البقاء في القسم الأول، حيث ستكون هذه المباريات ضد النادي المكناسي، والدفاع الحسني الجديدي الذي يعاني أيضًا من نتائج سلبية، ثم شباب المحمدية الذي يُتوقع هبوطه للقسم الثاني بنسبة 99%ن مؤكدا أن هذه المباريات تعتبر فرصة ذهبية للفريق لتحقيق النقاط المطلوبة، خاصة أن المنافسين في هذه المرحلة ليسوا في أفضل حالاتهم.
لكن التحديات، وفق أشريف، لن تتوقف عند هذا الحد، ففي حال فشل الفريق في تحقيق النقاط المطلوبة في المباريات الثلاث القادمة، فإنه سيخوض مباراة السد بشكل كبير، لسيما أنه سيلعب مواجهات صعبة جدًا في المباريات الخمس المتبقية ضد نهضة بركان، والرجاء الرياضي، وأولمبيك أسفي، والفتح الرباطي، ثم الجيش الملكي، إذ تعتبر هذه الفرق من الأقوى في الدوري، مما يجعل مهمة حسنية أكادير في تحقيق النقاط مهمة شبه مستحيلة، خاصة في ظل التركيبة البشرية الضعيفة، والأداء المتذبذب، والنفسية المنخفضة للاعبين.
وختم أوشريف تصريحه بالقول: "لتفادي الهبوط، يحتاج الفريق إلى تعزيز نفسية اللاعبين من خلال تحقيق نتائج إيجابية في المباريات القادمة، حتى لو كانت تعادلات، كما أن تحسين الأداء الدفاعي يجب أن يكون أولوية، خاصة في ظل تسجيل الفريق لأهداف كثيرة في شباكه، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لجماهير حسنية أكادير أن تلعب دورًا محوريًا في دعم الفريق ورفع معنويات اللاعبين في هذه الفترة الحرجة".
ويقبع الفريق حاليًا في المركز 13 برصيد 22 نقطة، مناصفة مع شباب السوالم، متبوعان بالمغرب التطواني وشباب المحمدية، الأمر الذي يزيد من حدة القلق داخل صفوف النادي، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم واشتداد المنافسة على البقاء.