وسط أجواء من التركيز والجدية، بدأ نادي الرجاء الرياضي الاستعداد لموسمه الكروي الجديد، تحت قيادة المدرب التونسي لسعد جردة الشابي، الذي شرع في وضع تصور أولي للتشكيلة التي سيعتمد عليها في مختلف المنافسات، واضعًا نصب عينيه تحسين الأداء ومعالجة مكامن الخلل التي ظهرت جلية خلال الموسم الماضي.
وفقًا لما أوردته مصادر خاصة لجريدة "العمق الرياضي"، قدّم الشابي تقريرًا فنيًا مفصلًا لإدارة النادي، أبرز من خلاله ضرورة تدعيم الفريق في مركزين محددين. الأول، مهاجم صريح يتمتع بفعالية أمام المرمى، وقادر على ترجمة الفرص إلى أهداف، وهو ما افتقده الفريق خلال الموسم الماضي، خاصة في المباريات التي واجه فيها خصومًا يعتمدون على الكثافة الدفاعية.
المركز الثاني الذي شدد الشابي على ضرورته هو الظهير الأيمن، حيث يفتقر الفريق إلى لاعب يجمع بين الصلابة الدفاعية والقدرة على المساندة الهجومية، في ظل التذبذب الذي عرفه هذا المركز خلال الموسم المنصرم، ما انعكس على توازن الأداء الجماعي.
وتتزامن هذه المتطلبات الفنية مع انطلاق معسكر تدريبي مغلق للرجاء، يتخلله برنامج مكثف من المباريات الودية، يرمي من خلاله الطاقم التقني إلى اختبار مدى جاهزية اللاعبين، وتقييم مردود العناصر الشابة، إلى جانب تسريع عملية إدماج الوافدين الجدد ضمن المنظومة.
ورغم التحركات الجيدة التي قام بها الفريق في سوق الانتقالات الصيفية، من خلال التوقيع مع أسماء وازنة كالقائد السابق بدر بانون، ومحمد المكعازي، وعثمان الشرايبي، وخالد العلوي كبيري، بالإضافة إلى النيجيري موزيس أوركوما، إلا أن الشابي يرى أن بلوغ الأهداف الكبرى يستدعي تعزيزًا نوعيًا إضافيًا في الخط الأمامي والدفاع الجانبي.
وتأتي هذه التحركات في وقت تنتظر فيه جماهير الرجاء موسمًا استثنائيًا يعيد للفريق بريقه على الساحتين المحلية والقارية، خاصة بعد الاكتفاء بلقب كأس العرش في الموسم الماضي، في حين تبقى تطلعات الأنصار أكبر من مجرد لقب، بل تنشد فريقًا تنافسيًا قادرًا على كتابة فصول جديدة من المجد الأخضر.