غياب المغرب عن النسختين الأوليتين من بطولة الشأن للمحليين، لم يضعه أبدا في خانة المنتخبات الضعيفة، ولم يتجرأ أي منتخب يقابل اسم المغرب أن يستصغر من شأنه أبدا، حيث أنه ورغم تماطله عن البطولة حتى نسخة جنوب افريقيا 2014، استطاعت الكرة الوطنية أن تنصب نفسها في سجل تاريخ البطولة، وكسبت لصالحها رقما قياسيا جديدا، حيث حقق أمس الخميس انتصاره 14 في تاريخ البطولة، عقب فوزه على المنتخب الزامبي بـ3 أهداف مقابل واحد.
تأهل أول بعد الفشل في نسختين
في النسختين الماضيتن 2009 و2011، لم يتمكن المنتخب المحلي المغربي من حجز مقعده فيهما، حيث تلقى هزيمتين من منتخبين عربين، أمام المنتخب التونسي سنة 2009 والمنتخب الليبي سنة 2011، في التصفيات المؤهلة للبطولة. لكن رغم الخسارتين لم يستخف المنتخب المغربي أبدا من شأن بطولة الشان، وعاد في نسخة 2014 ليثبت جدارته في التواجد مع المنتخبات الأخرى بفضل الأسماء البارزة في البطولة الاحترافية التي كانت تحتوي آنذاك على لاعبين محترفين جيدين.
وقد حقق المغرب في هذه النسخة انتصارا يتيما على منتخب أوغندا بينما تعادل في مباراتين في دور المجموعات، قبل أن يغادر من دور النصف نهائي بعد أن أقصاه المنتخب النيجيري في مباراة درماتيكية قلب فيها النسور الخضر النتيجة لصالحهم.
نسخة 2016 بفشل ثان
لم يستفد المنتخب المغربي من النسخة السابقة شيئا وكأنها كانت محطة عابرة، لا تجربة، ورغم أنه تغلب على البلد المستضيف، لكن منتخب الكوت ديفوار خطف منه الثلاث النقاط، وأضاع المنتخب المغربي فوزا آخرا أمام الغابون واكتفى بنقطة لم تكفيه للتأهل إلى الدور القادم وخرج بخيبة أمل إلى أن تحين النسخة القادمة.
تنظيم وتحصيل اللقب
بعد فشله في النسخ السابقة، عزم المنتخب المغربي المحلي على تنظيم نسخة فريدة ، وعينه على تحويل اللقب لصالحه، في ظل تعاقب المنتخبات الافريقية عليه، وقد سجلت النخبة الوطنية في هذه النسخة 5 انتصارات، وكانت كلها على فرق منتخبات صعبة، تجرعت من المنتخب المحلي المغربي هزائم ثقيلة، ومنها موريتانيا وغينيا، ثم ناميبيا في دور الربع نهائي، وليبيا في النصف نهائي، قبل أن يذيق المنتخب المغربي نيجيريا في النهائي طعم الهزيمة التي ألحقته به في دورة سابقة، ليحصل بذلك المنتخب المحلي المغربي على أول بطولة الشأن في تاريخه.
نسخة كاميرونية بلون مغربي
ضاعف المنتخب المحلي المغربي لقبه الأول إلى ثان في نسخة تكفلت الكاميرون بتنظيمها، لكنها لم تنه مهمة الظفر باللقب، نظرا لقوة المنتخب المغربي وهيمنته، إذ حقق 5 انتصارات، نالت الكاميرون منها هزيمة، بالإضافة إلى منتخب التوغو، وأوغندا، ومنيت مالي بهزيمة في النهاية، ليسحب المنتخب المحلي المغربي البطولة من الديار الكاميرونية إلى الديار المغربية، ويسطر تاريخ جديد للكرة الوطنية في البطولات القارية.
نسخة ثالثة للمغرب للنسيان
حين تذكر نسخة 2022 المنظمة بالجزائر، تنغلق الأذان لكيلا تسمع خسائر المنتخب المحلي في هذه النسخة، وهي أول نسخة يتجرع فيها المغرب ثلاث خسائر ثقيلة، بدون تسجيل أي حصيلة على مستوى الأهداف، حيث انهزم أمام كل من السودان ومدغشقر وغانا، وغرقت شباكه بـ9 أهداف.
النسخة الحالية والأمل مُعلّق على اللقب
يواصل المنتخب المحلي المغربي آماله لحمل الكأس الثالثة من جديد، لا سيما بعد الأداء المتطور لكرة القدم الوطنية، والشهرة التي تحظى بها المنتخبات المغربية في العصر الحالي، وهو ما أثبته في المباراة الأولى ضد أنغولا والتي انتصر فيها المغرب بهدفين، لكن تعثره أمام كينيا أعاد الشكوك إلى أن تكون هذه النسخة مخيبة للأمل، غير أن فوزه أمس على زامبيا بثلاثة أهداف في هذ البطولة، بدد كل تلك المخاوف والشكوك، وقرب المنتخب المغربي من فرصته في التواجد في الدور الثاني، وتحقيق طموح اللقب الثالث.