دوري أبطال أوروبا ينطلق في نسخة استثنائية ونظام مغاير

17 سبتمبر 2024 - 10:00

لا يخفى على أحد أن مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هي أهم بطولات الأندية على الإطلاق في العالم وأكثرها شعبية ومتابعة، لكن تعديل نظامها بشكل جذري هذا الموسم جعلها مربكة بعض الشيء لمتابعي المستديرة.

منذ انطلاق النسخة الأولى عام 1955 تحت مسمى كأس الأندية الأوروبية البطلة، مرورا بتغيير التسمية اعتبارا من 1992 لتصبح دوري أبطال أوروبا، دأب الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) على إجراء تعديلات على أنظمتها بهدف تكييف المسابقة كي تواكب التغييرات الأوسع في اللعبة.

وهذا الأسبوع، تنطلق حقبة جديدة مع توسيع المشاركة من 32 فريقا إلى 36، بنظام مجموعة واحدة يخوض فيها كل فريق ثماني مباريات مع ثماني فرق مختلفة، بواقع أربع على أرضه ومثلها خارج الديار.

ولضمان أن يقدم الشكل الجديد الأفضل للأندية واللاعبين والمشجعين، استند الاتحاد الأوروبي في تصميمه على مشاورات مكثفة مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في مجتمع كرة القدم الأوروبي بحسب ما كتب في موقعه الرسمي. تمت الموافقة على الشكل النهائي وقائمة التأهل وروزنامة مسابقات الأندية الأوروبية في 10 مايو 2022، بعد قرار “ويفا” الصادر في 19 أبريل 2021 بتقديم نظام مسابقة جديد.

وقال رئيس “ويفا” السلوفيني ألكسندر تشيفيرين “أظهر ويفا بوضوح أننا ملتزمون تماما باحترام القيم الأساسية للرياضة والدفاع عن المبدأ الأساسي للمسابقات المفتوحة، مع التأهل على أساس الجدارة الرياضية، بما يتماشى تماما مع نموذج الرياضة الأوروبية القائم على القيم والتضامن”.

مستقبل مثير

يروّج الاتحاد القاري لـ”مستقبل جديد ومثير” في القارة، حيث ستلعب المزيد من الفرق عددا أكبر من المباريات، وسيكون هناك ارتفاع في قيمة الجوائز. يحتاج “ويفا” إلى توليد الزخم حول النظام الجديد، لأن هناك خطرا، في البداية على الأقل، أن يجد المشجعون هذا النظام مربكا مقارنة بالنموذج القديم. على مدار الـ21 عاما الماضية، كان دوري أبطال أوروبا يتكوّن من دور مجموعات يضم 32 ناديا مقسمة إلى ثماني مجموعات من أربعة فرق، يلعب كل فريق ست مباريات ذهابا وإيابا. الفريقان الأول والثاني في كل مجموعة يتأهلان إلى الأدوار الإقصائية. وتضم النسخة الجديدة 36 ناديا، حيث سيلعب كل فريق ثماني مباريات، ولكن سيتم تجميع جميع الفرق في دوري واحد كبير بدلا من تقسيمها إلى مجموعات.

وقبل القرعة، وُزّعت الأندية إلى أربعة مستويات تحتوي كل منها على تسعة فرق. كل فريق يلعب مع فريقين من كل مستوى، إذ سيلعب على أرضه أربع مباريات ومثلها خارجها. أفضل ثمانية فرق في الترتيب النهائي تتأهل إلى دور الـ16، في حين ستتقدم الفرق الـ16 التالية إلى جولة فاصلة وستخرج الفرق الباقية من دون الانتقال إلى مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”، خلافا لما كان يحصل سابقا.

ولن يلعب أي فريق مع آخر من الدوري عينه في المرحلة الأولى، كما لن يواجه أي فرق أكثر من منافِسَين من دوري واحد. وقُّدم هذا النظام الجديد في ظل تهديد من أكبر الأندية الأوروبية بالانفصال وتشكيل دوري السوبر الخاص بها.

ويأمل “ويفا” أن يكون هذا النظام حلا لمشكلة عدم التوازن التنافسي في اللعبة والتي جعلت مرحلة المجموعات أكثر توقعا. يقول الاتحاد “النظام الجديد سيقدّم توازنا تنافسيا أفضل بين جميع الفرق، مع إمكانية لكل فريق أن يلعب ضد منافسين على مستوى تنافسي مشابه خلال مرحلة الدوري”. ما لن تعالجه التغييرات بالتأكيد هي المخاوف من كثرة المباريات وتأثيرها السلبي على الأداء. ازدياد عدد المباريات وتسبُّبه بنقص فترات الراحة للاعبين كان من الأسباب التي جعلت العديد من المباريات في كأس أوروبا 2024 مخيبة للآمال. وسيشمل دوري أبطال أوروبا، في موسم من المقرر أن ينتهي أيضا بنسخة موسّعة من مونديال الأندية، 144 مباراة في مرحلة المجموعات، أي ما يعني ارتفاعا من 96 مباراة سابقا.

الرقم الصعب

صحيح أن المسابقة مختلفة تماما عن السابق، لكن يبقى ريال الرقم الصعب بألقابه الـ15 القياسية، لاسيما بعد تعزيز صفوفه بقائد منتخب فرنسا كيليان مبابي الذي بدا أنه يعاني للتأقلم مع النادي الملكي، لكن سرعان ما دخل في الأجواء بتسجيله ثلاثة أهداف في المبارتين الأخيرتين من الدوري الإسباني. وكان ابن الـ25 عاما متحمسا لبدايته مع ريال في دوري الأبطال الذي شكل له عقدة كبيرة مع فريقه السابق باريس سان جرمان، قائلا “سيكون الأمر مهما جدا بالنسبة إلي. كما قلت في اليوم الأول، جئت إلى مدريد كي أختبر هذا النوع من الأمسيات”.

وسيكون شتوتغارت الاختبار الألماني الثالث تواليا لريال في المسابقة القارية امتدادا من الموسم الماضي، إذ مر ببايرن ميونخ في نصف النهائي قبل الفوز في مباراة اللقب على دورتموند (2 – 0) الذي سيكون الاختبار الثالث لرجال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في هذه النسخة في 22 أكتوبر على ملعب “سانتياغو برنابيو”.

ويعاني أنشيلوتي من مشاكل في خط الوسط نتيجة إصابة الفرنسيين إدواردو كامافينغا وأوريليان تشواميني، وداني سيبايوس، والإنجليزي جود بيلينغهام. وعلى ملعب “سان سيرو”، يتواجه ميلان مع ليفربول بذكريات نهائي إسطنبول عام 2005 حين تقدم الفريق الإيطالي بثلاثية نظيفة في الشوط الأول قبل أن يعود “الحمر” في الشوط الثاني في طريقهم لإحراز اللقب بركلات الترجيح. وتجدد الموعد بين الفريقين في نهائي 2007 وخرج ميلان منتصرا 2 – 1، ليحرز لقبه السابع والأخير.

ويخوض الفريقان هذا الموسم بمدربين جديدين، إذ حل البرتغالي باولو فونسيكا بدلا من ستيفانو بيولي في ميلان، فيما جاء ليفربول بالهولندي أرنه سلوت لمحاولة تعويض الألماني يورغن كلوب الذي قرر الرحيل عن “أنفيلد”. وبعد بداية متعثرة، حقق ميلان السبت فوزه الأول بقيادة فونسيكا وجاء على حساب فينيتسيا 4 – 0 في المرحلة الرابعة من الدوري المحلي. وفي المقابل وبعد بداية مثالية، مني سلوت في اليوم ذاته بهزيمته الأولى بعد الخسارة أمام نوتنغهام 0 – 1 في “أنفيلد” في الدوري الممتاز الذي بدأه الهولندي بثلاثة انتصارات متتالية.

وبقيادة مدرب جديد أيضا هو البلجيكي فنسان كومباني، يبدأ العملاق الألماني بايرن ميونخ مشواره الثلاثاء على أرضه ضد دينامو زغرب الكرواتي، باحثا عن مواصلة بدايته المثالية مع قلب الدفاع الدولي السابق الذي قاده للفوز بمبارياته الثلاث الأولى في الدوري المحلي، إضافة إلى تخطي الدور الأول من مسابقة الكأس المحلية.

وسيكون بطل المسابقة ست مرات أمام مهمة ليست سهلة بعدما أوقعته القرعة مع برشلونة الإسباني وباريس سان جرمان الفرنسي، إضافة إلى أستون فيلا وبنفيكا وشاختار دانييتسك الأوكراني وفينورد الهولندي وسلوفان براتيسلافا السلوفاكي.

ويبدأ أستون فيلا مشواره الأول في المسابقة منذ موسم 1982 – 1983 حين تنازل عن اللقب بخروجه من ربع النهائي على يد يوفنتوس بعدما توج قبلها بعام بطلا في مشاركته الأولى بفوزه في النهائي على بايرن ميونخ، بمواجهة يونغ بويز السويسري، فيما يلعب ليل خارج الديار مع سبورتينغ البرتغالي.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

مونديال أوزبكستان.. هيمنة منتخبات الفوتسال الأولى عالميا على دور المجموعات

خطر الإقالة المبكرة يواجه عموتة بعد توالي النتائج المخيبة رفقة الجزيرة الإماراتي

سيغيب لفترة طويلة.. بند في لائحة الرقابة المالية يسمح لبرشلونة بتعويض شتيغن