تلميذين من مدارس جاك شيراك بالرباط يتألقن في أولمبياد الكيمياء بباريس

20 مايو 2025 - 03:00

سطع نجم المغرب في سماء أولمبياد الكيمياء الوطني في دورته الـ41، التي أقيمت في 15 ماي بالعاصمة الفرنسية باريس، بعدما ظفر تلميذان من مجموعة مدارس جاك شيراك بالرباط بالمركز الأول عن جدارة، وسط منافسة عالمية شارك فيها 3500 شاب من مختلف القارات.

التلميذان ياسمين كاديري الإدريسي وياسين بكاوي، بإشراف من أستاذتهما إلهام الشيشاوي (فيزياء وكيمياء) وأستاذ التكنولوجيا ياسين ناجي، قدّما مشروعًا مبتكرًا تحت عنوان "الكيمياء على صهوة جواد!"، خطف الأنظار وأبهر لجنة تحكيم مسابقة "لنتحدث عن الكيمياء".

تبوريدة وكيمياء: عندما يلتقي التراث بالعلم

واختار التلميذان تسليط الضوء على مسألة مكافحة المنشطات لدى الخيول، وذلك تماشيًا مع موضوع نسخة 2025 "الكيمياء والرياضة"، من خلال ربطها بفن التبوريدة المغربي، المصنَّف تراثًا ثقافيًا غير مادي من قبل اليونسكو. المشروع أبرز دور الكيمياء التحليلية في الحفاظ على أخلاقيات الرياضة ورفاهية الحيوان، مستعملًا تقنيات متطورة مثل الكروماتوغرافيا وقياس الطيف الكتلي.

وقد دعّم الفريق مشروعه بموقع إلكتروني، ومحتوى رقمي، إلى جانب حملة توعية محلية وزيارة ميدانية لمختبر مكافحة المنشطات التابع لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، بتأطير من الدكتور طه الكاملي.

ولم يقتصر المشروع على الجانب العلمي فقط، بل حمل بُعدًا ثقافيًا وأخلاقيًا. خلال زيارة لمسابقة في فن التبوريدة بمدينة تيفلت، برفقة الدكتور أوسيدوم من الشركة الملكية لتشجيع الفرس، لاحظ التلميذان الانسجام العميق بين الفارس وجواده، ودرسا الرمزية الثقافية والدينية لهذا الإرث المغربي الأصيل.

كما طوّرا مستحضرًا طبيعيًا مضادًا للالتهابات مخصصًا للخيول، أطلقا عليه اسم "لافانديكين"، ما يفتح آفاقًا لإنشاء شركة ناشئة مغربية تجمع بين الابتكار العلمي وخدمة التراث الحيواني.

ويمثل هذا التتويج محطة مشرقة في مسار مجموعة مدارس جاك شيراك، التي تولي أهمية كبرى للتميز الأكاديمي، والانفتاح على العالم، والتجذر الثقافي. ويجسد المشروع رؤية تربوية شاملة تُكوِّن جيلاً مسؤولًا، واعيًا بالقضايا المعاصرة، قادرًا على الدمج بين المعرفة العلمية والالتزام المجتمعي والاعتزاز بالهوية.

ما تحقق في باريس ليس نهاية الرحلة، بل بداية لطموحات أوسع، حيث يسعى كل من ياسمين وياسين ومؤطريهما إلى توسيع نطاق المشروع، وتعزيز الثقافة العلمية محليًا، والمساهمة في بلورة نموذج مغربي لمكافحة المنشطات في رياضات الفروسية، يُزاوج بين التقدم العلمي والحفاظ على التراث.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

رشاد فتال يلتحق بريال مدريد في صفقة “ذكية” محفوفة بالمكافآت

هل يُعيد الكوكب المراكشي الزنيتي إلى البطولة الاحترافية؟

قنصلية المملكة بدوسلدورف تنظم الدوري الأول في كرة القدم لفئة 40 سنة فما فوق