“يد الإله.. هدف خرافي للثعلب مارادونا بصافرة تونسية وبأبعاد سياسية (فيديو)

26 نوفمبر 2020 - 11:00

احتفظ التاريخ للراحل أرماندو دييغو مارادونا، والذي وافته المنية اليوم الأربعاء 25 نونبر، بمجموعة من اللحظات واللقطات التاريخية، والتي لن ينساها عشاق المستديرة عبر العالم.

"يد الإله" واحدة من أشهر هذه الحركات، والتي قام بها الراحل في غفلة عن الجميع، وقلبت موازين كأس العالم، وحكمت على الإنجليز بمغادرة مباراة تاريخية وسياسية.

تاريخها:

وقعت حركة "يد الإله"، في ظهيرة الـ 22 من يونيو 1986، وبالضبط بعد 6 دقائق فقط من انطلاق الشوط الثاني، حيث كانت تمريرة عكسية للكرة من قبل اللاعب الإنجليزي ستيف هودج، والذي ظن أن حارسه سيمسك الكرة وهي في الهواء، إلا أن مارادونا كان بالقرب منه، وتمكن من تسجيل الهدف الأول بعد دفعه الكرة بيده إلى المرمى، ولحسن حظه لم يتمكن الحكم التونسي «علي بن ناصر» ومساعده البلغاري «بوجدان دوتشيف» من رؤية ما حصل.

حكم عربي يدخل التاريخ:

دخل الحكم التونسي علي بن ناصر، التاريخ من بابه الواسع، والسبب أنه كان وراء صافرة احتساب هدف "يد الاله"التاريخي، فبحكم تواجده في زاوية ضيقة، وأمام خفة يد ماردونا، وضخامة جسد الحارس الانجليزي، لم يتمكن بن ناصر من لمح الخطا المتعمد، وأعلن الهدف.

وعلق على الهدف في مقابلة خاصة مع بي بي سي، وقال بأن كثيرين نسوا أنه كان الحكم الوحيد في العالم الذي قاد مباراتين نهائيتين متتاليتين في بطولة كأس الأمم الأفريقية قبل مونديال عام 1986.

ويضيف بن نصار في تصريحه: "لو عدت لشريط المباراة، ستجدني أنظر الى زميلي حامل الراية، بينما كنت أعود الى منتصف الملعب لإعلان الهدف، كنت أنظر إليه لعله يغير رأيه ويعلن بطلان الهدف، لانه كان في وضعية أفضل مني لرؤية اللعبة المشتركة، كان عندي شك لكنه كان شكا وليس يقينا، لم يشر حامل الراية إلى وجود خطأ فاعتمدت الهدف استنادا لتعليمات الفيفا، ورغم اعتراض مهاجم الفريق الانجليزي جاري لينيكر آنذاك إلا ان الهدف لم يلغ.

وكان طاقم حكام تلك المباراة يتكون من التونسي على بن ناصر كحكم رئيسي والحكم البلغاري بوغدان دوتشيف والكوستاريكي بيرني موريرا.

ملعب بشمس عمودية

انطلقت المباراة التاريخية، في الساعة الـ 12 ظهرًا بالتوقيت المحلي لمدينة مكسيكو سيتي، حيث كانت الشمس في منتصف السماء، أشعتها الحارقة تضرب الرأس مباشرة، كان الجميع يتحدث عن أرضية صعبة، وعشب جاف أشبه بالإبر المدببة، وهي أجواء لم تكن مناسبة للعب كرة القدم أو حتى متابعتها من المدرجات.

الجمهور الذي تابع المباراة تجاوز 114 ألف متفرج، غصت بهم جنبات الملعب المكسيكي، ىوجود فيه لظل اللاعبين، وبالمقابل كانت الأجواء مواتية للنقل التلفزي.

خلفيات سياسية:

ما ميز المباراة بين المنتخبين وأعطاها الخصوصية أنها أصبحت من كلاسيكيات كأس العالم، فالمباراة في 1986 كانت الثالثة بينهما، مواجهة تحمل رغبتين متعاكستين يجمعهما هدف واحد هو الفوز، المنتخب الأرجنتيني يسعى لرد الصاع بعد هزيمتين في بطولتي العالم 1962-1966، ومنتخب الأسود الثلاثة يرغب في إكمال سلسلة التفوق على نظيره الأرجنتيني.

وفي الواقع، كانت هذه الرغبة المتضادة في استرداد الكرامة الكروية وإكمال التفوق الرياضي، ما هي إلا امتداد لخلاف سياسي عسكري بينهما، والذي كان أوج صراعه في حرب جزيرة «فوكلاند» أو «مالفيناس»-الاسم الإسباني لها- في عام 1982، حرب امتدت قرابة 10 أسابيع بين الدولتين، وكانت تهدف لبسط السيادة والنفوذ على مجموعة جزر تابعة للسيادة البريطانية، وتقع بالقرب من الأرجنتين وتبعد عن شواطئها 500 كم.

بعد 30 سنة: ماردونا يعتذر

قام أسطورة كرة القدم العالمية ونجم المنتخب الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا، سنة 2015، بزيارة إلى تونس، وتقول وسائل الإعلام المحلية إن الزيارة كانت تهدف إلى تصوير لقطات دعائية لماركة مشروبات شهيرة. غير أن مارادونا أحدث المفاجأة، والتقى بالحكم التونسي السابق علي بن ناصر الذي أدار المباراة الشهيرة بين منتخب الأرجنتين وانكلترا عام 1986.

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

وسط استقبال جماهيري.. اتحاد العاصمة الجزائري يحل بمطار وجدة

متحف “الفيفا” بسويسرا يعرض خريطة المغرب كاملة بصحرائه (صورة)

اتحاد العاصمة يطالب “الكاف” بتأجيل نهائي كأس الكونفدرالية