بلفقير يسلط الضوء على مبررات حاليلوزيتش والموعد “الغريب” لندوته الصحفية

08 فبراير 2022 - 12:30

تمخض الجبل فأنجب وطنا جديدا, لو أنني كنت أؤمن بنظرية المؤامرة لقلت إن رجالا من عسكر وحيد هم من وضعوا خطة بهذه الدقة، وأن مبعوثا من الجامعة انتقل على وجه السرعة إلى ضواحي مدينة شفشاون ليلقي ولدنا ريان في غيابات الجب، لينشغل العالم بأمره وليتناسى المغاربة كرتنا الفاسدة التي لم يُخرجها مسؤولوها من جب الإخفاق بعد.

حين أمعن النظر أجدني مجانبا للصواب، فهي فعلا مؤامرة، فسقوط ريان في البئر سبق ندوة العار وكان حريا بمسؤولي الجامعة مراعاة الظرف وتأجيلها إلى حين إنقاذ ريان الذي لم يعد ابننا فقط لأنه أضحى ابن العالم الآن، وكان من المستحسن أن تؤجل الندوة إلى يوم الجمعة وهي مناسبة ليعتلي الشيخ وحيد زمانه المنبر ليخطب فينا "من دخل حزبي فهو آمن، ومن دخل حزب القجع فهو آمن، ومن تبع سبيل زياش ومزراوي وحمد الله والعربي وفضال فقد ضل، وإن كان رب العالمين غفورا رحيما فأنا لا أغفر أبدا، فيا قوم الكرة، ويا قوم لقمة العيش المرة، خروجنا من كأس إفريقيا ليس بالكارثة، لأننا سنتأهل لكأس العالم، وإذا لم نفعل فتلك ليست كارثة أيضا".

وحيد قالها ومضى يتفقد رصيده، فهو الوحيد الذي نام بخير واستيقظ بخير، قالها ولم يردها عليه أحد من حملة الأقلام والكاميرات، فهو صاحب حصانة أكبر من الوطن نفسه، لم يعتذر، فقلنا سقط اعتذاره سهوا، برر الخطأ بخطيئة، فقلنا رجل طاعن في السن أصابه الخرف، رمانا بالجهل والسذاجة، فقلنا هو الأعلم بحالنا مادام القجع في كفه مجرد مفتاح خزائن.

هو إله صغير بمعايير عقيدة ضيقة تليق به, يحاسب الجميع وهو المنزه عن العبث, يوزع صكوك الغفران كما يشاء ويُحل لعنته على من يشاء, وعندما أغرق السفينة في بحر إفريقيا قال إن فريقه رائع وقد أحسن الغرق, وقال إنه لا يملك في فريقه صلاح ولا ماني لكي يفوز, بل يملك فقط أكبر مساحة اختيار في القارة وأفضل فريق على الورق, حوله بسحره إلى فريق من ورق.

اختار وحيد الزمن المناسب ليلقي ترهاته بينما ابننا هناك في شفشاون طريح الإشاعات والتغطيات العارية من الإنسانية.

ظل ريان في غيابات الجب ينتظر الفرج، ،وعلى السطح كائنات تزحف بكاميرات وميكروفونات تبحث عن سبق كريه، تطرح أسئلة بلا طعم ولا لون، وتلتقط "سيلفيات" لبطولة زائفة، تزيد من حجم الوجع.

ظل ريان يزحف نحو الموت, وظل وحيد في برجه يرانا أصغر من أن يعيرنا اهتماما, فله جيشه من الصحافيين ولنا جيشنا من المواقف, له جيش من أصحاب الفتوى ببطلان الحساب, ولنا جيشنا من آهات الغضب, وعندما أتانا الخبر اليقين أن ريان قد رحل فعلا, أدركنا ساعتها أن طفلنا خرج من رحم الأرض ليعود إليها, بينما نحن علقنا في جب الهوان بلا حول ولا قوة, لأن القجع صرف ملايير البلد على منتخب لم يمنحنا نصف ابتسامة ولم يعتذر, أنفق أكبر ميزانية بالقارة ليخرجنا مع وحيده من أصغر الأبواب.

أتمنى ذات يوم وأنا على قيد الحياة أن أشهد استقالة مسؤول من مهامه لأنه فشل, إنهم لا يستقيلون, هم باقون, ونحن باقون, هم على حافة الجب ونحن في القعر.

سؤال أخير من قعر الجب لعله يصل: كيف لبلد حرك جبلا من أجل طفل, لا يستطيع تحريك مدرب فاشل من مهامه؟

شارك المقال مع أصدقائك

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

تعنيف رضيع بعد خسارة برشلونة للكلاسيكو يشعل غضب الجماهير

رفض المنتخب الجزائري

بطولة العرب لكرة اليد.. المنتخب الجزائري ينسحب أمام المغرب بسبب الخريطة

على خطى بركان.. جامعة المصارعة تعتمد خريطة المغرب في ألبستها